بدأت باراغواي انتخابات رئاسية، أمس، في اقتراع لا تبدو نتائجه محسومة إطلاقاً، ويهدد سبعة عقود من هيمنة اليمين في أسونسيون، مع تداعيات دبلوماسية محتملة قد تصل إلى الصين. والمرشحان الأوفر حظاً هما سانتياغو بينيا (44 عاماً) الاقتصادي وريث حزب كولورادو (المحافظ) الحاكم منذ 76 عاماً من دون انقطاع تقريباً، وإيفراين أليغري (60 عاماً) المحامي الاجتماعي الليبرالي الذي يقود تحالفاً ليسار الوسط. وتأتي هذه الانتخابات في وقت صعب بالنسبة إلى حزب كولورادو الذي يحكم بشكل شبه متواصل منذ خمسينات القرن العشرين، فيما عوقب العديد من قادته أخيراً من قبل الولايات المتحدة بتهمة «الكسب غير المشروع». وتشير استطلاعات الرأي إلى تعادل المرشحين في هذه الانتخابات التي تجري في دورة واحدة. ويليهما المرشح «المناهض للنظام» باراغوايو كوباس صاحب الخطاب الراديكالي المناهض للبرلمان، والذي حقق في الأسابيع الأخيرة اختراقاً واضحاً بحصوله على نحو عشرين بالمئة من نوايا التصويت. وستشكل هزيمة «كولورادو»، إن حصلت، تحولاً إلى اليسار لبلد آخر في أمريكا اللاتينية في إطار ما يتماشى مع الموجة «الوردية» في السنوات الأربع أو الخمس الماضية، والتي شهدت وضعاً كهذا من المكسيك إلى تشيلي أو من كولومبيا إلى البرازيل. وشكلت القضايا الاجتماعية جزءاً من موضوعات الحملة بما أن باراغواي «الصغيرة» (7,5 ملايين نسمة ومساحة أكبر من ألمانيا) تمثل تناقضاً كبيراً. أصحاب الامتيازات يقول ألبينيو كوباس وهو من سكان حي عشوائي تجتاحه السيول باستمرار بالقرب من العاصمة أسونسيون: «هذا لا يهمني. لن نصوت». وأضاف: «ليس هناك أي اقتراح جدي للفقراء ولن يخدمنا أي مرشح». ورأى إيفراين أليغري أن «البلاد مليئة بأصحاب الامتيازات»، مشيراً إلى «أشخاص يكسبون مئة مليون غواراني (14 ألف دولار) شهرياً، وآخرين يموتون جوعاً». ويفكر أليغري بإصلاح ضريبي عادل لكنه يريد فرض إجراءات تقشفية على القطاع العام. ولأن حدود باراغواي مليئة بالثغرات (غير ساحلية وتقع بين البرازيل والأرجنتين وبوليفيا) وهي نقطة عبور رئيسية للكوكايين في جبال الأنديز، ينتشر الفساد وبات يقتل أيضاً. فقد اغتيل في 2022 النائب العام لمكافحة غسل الأموال ورئيس بلدية يكافح المخدرات وصحافي. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :