تطور النظام الدولي في ظل الهيمنة الغربية

  • 5/1/2023
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت‭ ‬السياسة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الضغوط‭ ‬والابتزاز‭ ‬والإذلال‭ ‬أمرا‭ ‬عاديا‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬سوى‭ ‬عبر‭ ‬تحقير‭ ‬الدول،‭ ‬أو‭ ‬الضغط‭ ‬عليها،‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬عليها،‭ ‬أو‭ ‬وضعها‭ ‬تحت‭ ‬وصاية،‭ ‬أو‭ ‬إبعادها‭ ‬عن‭ ‬أماكن‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬أو‭ ‬وصم‭ ‬قادتها‭ ‬–‭ ‬هذا‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬الممارسات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬طبعت‭ ‬السنوات‭ ‬والعقوبات‭ ‬الماضية‭.‬ هذا‭ ‬هو‭ ‬الموضع‭ ‬الذي‭ ‬اختار‭ ‬الباحث‭ ‬والأكاديمي‭ ‬الفرنسي‭ ‬برنارد‭ ‬بادي‭ ‬التركيز‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬عصر‭ ‬الذل‮»‬‭ ‬–‭ ‬وهو‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬الغرب‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الصلف‭ ‬والغطرسة‭ ‬قد‭ ‬ارتدت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ ‬بعواقب‭ ‬كثيرة،‭ ‬وأفرزت‭ ‬نتائج‭ ‬عكسية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونغ‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬حضور‭ ‬عديد‭ ‬القادة‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1955،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‮‬الهندجواهر‭ ‬لال‭ ‬نهرووجوزيف‭ ‬تيتورئيس‮‬يوغسلافيا‭ ‬وغيرهم،‭ ‬وقد‭ ‬تبنى‭ ‬المؤتمر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬لصالح‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬وضد‭ ‬الاستعمار‭.‬ المؤلف‭ ‬أكاديمي‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الفرنسية‭ ‬والأجنبية‭ ‬وهو‭ ‬يعتبر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخصصه‭ ‬ومؤلفاته‭ ‬وتحليلاته‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الخبراء‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬والسياسية‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬وقد‭ ‬ألف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬كتابا‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ ‬‮«‬دبلوماسية‭ ‬المصالح‮»‬،‭ ‬و‭ ‬‮«‬منطق‭ ‬القوة‮»‬،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬كتابه‭ ‬الجديد‭ ‬‮«‬عصر‭ ‬الذل‮»‬‭. ‬ يستدعي‭ ‬المؤلف‭ ‬التاريخ‭ ‬وعلم‭ ‬الاجتماع‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الجديد،‭ ‬وهو‭ ‬يعود‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬جذور‭ ‬الإذلال‭: ‬مركزا‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬صعود‭ ‬النزعة‭ ‬الانتقامية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحربين‭ ‬العالميتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭. ‬ يخلص‭ ‬المؤلف‭ ‬إلى‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬يجد‭ ‬فيه‭ ‬المهانون‭ ‬ومجتمعاتهم‭ ‬مكانهم،‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬صعود‭ ‬التيارات‭ ‬السياسية‭ ‬الشعبوية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬انتخاب‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬رئيسا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬وتصلب‭ ‬مواقف‭ ‬الأنظمة‭ ‬الشمولية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الأخرى‭ ‬تؤكد‭ ‬الدور‭ ‬الهيكلي‭ ‬للإذلال‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭.‬ يواصل‭ ‬المؤلف‭ ‬النهج‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬تباناه‭ ‬في‭ ‬كتابيه‭ ‬السابقين‭ ‬عجز‭ ‬القوة‭ (‬2004‭) ‬والدبلوماسي‭ ‬والدخيل‭ (‬2008‭) ‬وهو‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬موجة‭ ‬تصفية‭ ‬الاستعمار‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬قد‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تقويض‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الموروث‭ ‬من‭ ‬معاهدة‭ ‬ويستفاليا‭ ‬المبرمة‭ ‬في‭ ‬سنة‭ (‬1648‭) ‬وهو‭ ‬النظامً‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬كرس‭ ‬هيمنة‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬العالم‭.‬ وهكذا‭ ‬أصبح‭ ‬الإذلال‭ ‬وسيلة‭ ‬للدول‭ ‬الغربية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬تفوقها‭ ‬وهيمنتها‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث،‭ ‬ومنع‭ ‬وصول‭ ‬‮«‬الدول‭ ‬المنبوذة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬القوة‭ ‬والنفوذ‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ يعتبر‭ ‬المؤلف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬الغربية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الإذلال‭ ‬قد‭ ‬ظلت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬تولد‭ ‬الاستياء‭ ‬والعنف‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يكرس‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬والتمييز،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬رؤيته‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬صراعات‭ ‬غير‭ ‬متكافئة‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬واستفزازات‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالدول‭ ‬‮«‬المارقة‮»‬‭.‬ وحتى‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬ظل‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬موازين‭ ‬القوى،‭ ‬التي‭ ‬تحددها‭ ‬نخبة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬الأوروبيين،‭ ‬وهي‭ ‬لعبة‭ ‬مشفرة‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬فيها‭ ‬للشعوب،‭ ‬بحسب‭ ‬عبارة‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الجديد‭.‬ يتطرق‭ ‬المؤلف‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬الفرنسية‭ ‬الألمانية‭ ‬منذ‭ ‬هزيمة‭ ‬بروسيا‭ ‬في‭ ‬فيينا‭ ‬عام‭ ‬1806‭. ‬فقد‭ ‬ولد‭ ‬جيش‭ ‬الرايخ‭ ‬القوي‭ ‬من‭ ‬انتصاره‭ ‬عام‭ ‬1871‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬المرايا‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬فرساي‭ ‬بفرنسا،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬دبلوماسية‭ ‬الانتقام‭ ‬عند‭ ‬الفرنسيين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجمهورية‭ ‬الثالثة،‭ ‬وإهانة‭ ‬ألمانيا‭ ‬اللاحقة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1919‭ ‬–‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تكبدت‭ ‬الهزيمة‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ (‬1914-1918‭).‬ كما‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الإذلال‭ ‬الذي‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬اليابان‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1945،‭ ‬والمرتبط‭ ‬بنزع‭ ‬السلاح‭ ‬منها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الإهانات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمثل‭ ‬الوقود‭ ‬الذي‭ ‬يؤجج‭ ‬المشارع‭ ‬القومية‭ ‬اليابانية‭. ‬ أما‭ ‬النوع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الإذلال‭ ‬الذي‭ ‬يتحدث‭ ‬عنه‭ ‬المؤلف‭ ‬فهو‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬المساواة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬نوع‭ ‬سائد‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬انخرام‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭. ‬إنها‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمجتمعات‭ ‬الموجودة‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬معاهدة‭ ‬ويستفاليا‭ ‬الكلاسيكية،‭ ‬والتي‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تعتبر‭ ‬أقل‭ ‬شأنا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬بالتالي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬رمز‭ ‬التقدم‭ ‬والحضارة‮»‬‭ ‬‮«‬متحضرة‮»‬‭.‬ ‭ ‬طوال‭ ‬تاريخهم،‭ ‬كان‭ ‬الأوروبيون‭ ‬وعصبة‭ ‬الأمم‭ ‬ثم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬انتقائيين‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التكامل‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم،‭ ‬واليوم‭ ‬يشكل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ومجموعة‭ ‬الدول‭ ‬السبع‭ ‬دوائر‭ ‬مغلقة‭ ‬للغاية‭. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الإذلال‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬دبلوماسية‭ ‬الاحتجاج‭ ‬التي‭ ‬تتمرد‭ ‬على‭ ‬هياكل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬توحيد‭ ‬الحلفاء‭ ‬ضدها‭.‬ وأخيراً،‭ ‬هناك‭ ‬مذلة‭ ‬‮«‬بالوصم‮»‬‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬سابقاتها،‭ ‬لأنها‭ ‬تندد‭ ‬بالسمات‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الثقافية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالبلد‭. ‬وهكذا‭ ‬تم‭ ‬إدانة‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬وإيران‭ ‬وكوبا‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬دول‭ ‬مارقة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬محور‭ ‬الشر‮»‬‭. ‬ثم‭ ‬يختارون‭ ‬دبلوماسية‭ ‬الانحراف،‭ ‬ظاهريًا‭ ‬انتهاك‭ ‬قواعد‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رؤية،‭ ‬مثل‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونغ‭ ‬عام‭ ‬1955‭ ‬أول‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬منظم‭ ‬ضد‭ ‬سياسات‭ ‬الإذلال‭ ‬الغربية‭. ‬ يعتبر‭ ‬المؤلف‭ ‬أن‭ ‬الخلل‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬الغرب‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والذي‭ ‬انبثق‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ (‬1939-1945‭). ‬ يقول‭ ‬المؤلف‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الإذلال‭ ‬ليس‭ ‬عابرًا‭ ‬بل‭ ‬متجذرا‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬الدولية،‭ ‬إذا‭ ‬إنه‭ ‬ينشأ‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬الأصلية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬والتفاوتات‭ ‬التأسيسية‭ ‬والتنظيمية‭ ‬والوظيفية،‭ ‬التي‭ ‬تطمس‭ ‬القواعد‭ ‬المعمول‭ ‬بها‮»‬‭.‬ يبرز‭ ‬المؤلف‭ ‬التداعيات‭ ‬المترتبة‭ ‬عن‭ ‬إرث‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬تصفية‭ ‬الاستعمار‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ويعتبر‭ ‬أن‭ ‬ثلثي‭ ‬الدول‭ ‬المعاصرة‭ ‬ستتواصل‭ ‬معاناتها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يهيمن‭ ‬عليه‭ ‬الغرب‭ ‬كما‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬خضوعها‭ ‬للمصالح‭ ‬الأجنبية‭.‬ يقول‭ ‬المؤلف‭: ‬‮«‬ظهر‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونغ‭ ‬عام‭ ‬1955‭ ‬أول‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬منظم‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭. ‬اعتبرت‭ ‬الدولة‭ ‬المستعمرة‭ ‬الأراضي‭ ‬المستعمرة‭ (‬الهند‭ ‬الصينية،‭ ‬الهند‭ ‬وغيرها‭) ‬استثناءات‭ ‬لقوانينها‭ ‬الوطنية،‭ ‬وكانت‭ ‬المعاملة‭ ‬غير‭ ‬المتكافئة‭ ‬متجذرة‭ ‬في‭ ‬مكانة‭ ‬الناس‭ ‬ذاتهم‮»‬‭.‬ يعتبر‭ ‬المؤلف‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تخلصت‭ ‬من‭ ‬الاستعمار،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ (‬هو‭ ‬تشي‭ ‬مينه،‭ ‬سوكارنو،‭ ‬إم‭. ‬كيتا‭ ‬أو‭ ‬د‭. ‬شياو‭ ‬بينغ‭) ‬قد‭ ‬عانوا‭ ‬هم‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الإذلال‭ ‬في‭ ‬مساراتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬وهو‭ ‬يتطرق‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬النفوذ‭ ‬الفرنسي‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬تصفية‭ ‬الاستعمار‮»‬‭ ‬وحصولها‭ ‬على‭ ‬الاستغلال،‭ ‬كما‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬خضوع‭ ‬دول‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬للمصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأمريكية‭.‬ لذلك‭ ‬لم‭ ‬يفاجأ‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬عندما‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬بالرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬السابق‭ ‬فرنسوا‭ ‬هولاند‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬إملاء‭ ‬وفرض‭ ‬أجندة‭ ‬الانتخابات‭ ‬ومواعيدها‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬يوليو‭ ‬2013،‭ ‬إثر‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭. ‬ يعلق‭ ‬المؤلف‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المنخرم‭ ‬الذي‭ ‬يسود‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يهيمن‭ ‬عليه‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المؤسسات‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬يعتمد‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬على‭ ‬هيكلة‭ ‬التفاوتات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬الموارد‭ ‬أو‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية‮»‬‭. ‬ ‮«‬تمثل‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رمزا‭ ‬وشاهدا‭ ‬للنظام‭ ‬الدولي‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬لبناته‭ ‬المنتصرون‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬فرض‭ ‬امتياز‭ ‬المقعد‭ ‬أو‭ ‬العضوية‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ ‬أو‭ ‬الفيتو،‭ ‬ليصبحوا‭ ‬بذلك‭ ‬سادة‭ ‬اللعبة‭ ‬الجماعية‭ ‬وصانعي‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‮»‬‭. ‬ أدت‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬تنافسً‭ ‬دائمً‭ ‬بين‭ ‬قوتين‭ ‬عسكريتين‭ ‬كبيرتين‭ - ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ - ‬ما‭ ‬منع‭ ‬القوى‭ ‬الوسطى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬1989،‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬وجدت‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬وسياسات‭ ‬خارجية‭ ‬سليمة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬دوائر‭ ‬النفوذ‭ ‬العالمية‭.‬ كتب‭ ‬المؤلف‭ ‬يقول‭ ‬متحدثا‭ ‬عن‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭: ‬‮«‬لم‭ ‬تعد‭ ‬أوروبا‭ ‬تمثل‭ ‬مركز‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬القوانين‭ ‬الأمريكية‭ ‬والتي‭ ‬تفرضها‭ ‬سلطات‭ ‬واشنطن‭ ‬حتى‭ ‬خارج‭ ‬حدودها‭ ‬الإقليمية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمثل‭ ‬السيف‭ ‬المسلط‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬الفلك‭ ‬الأمريكي‭ ‬والغربي‮»‬‭. ‬ يرى‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليه‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬الدول‭ ‬الناشئة،‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬إنكار‭ ‬المساواة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬تنضم‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬البريكس‭ ‬وهي‭ ‬تؤكد‭ ‬مسألة‭ ‬السيادة‭ ‬واختلافها‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الغربية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بورقة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬يلوح‭ ‬بها‭ ‬الغرب‭ ‬دائما‭. ‬ يعتبر‭ ‬الخلل‭ ‬وهذا‭ ‬التفاوت‭ ‬نابعا‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬بنية‭ ‬وهيكلية‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وهو‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬بطبيعته‭ ‬الأوليغارشية‭ ‬للنظام‭ ‬الدولي،‭ ‬والذي‭ ‬يتجسد‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬مجموعة‭ ‬الدول‭ ‬السبعة‭ ‬الأقوى‭ ‬اقتصاديا‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ يقول‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬كتابه‭ ‬الذي‭ ‬يبرز‭ ‬فيه‭ ‬مواضع‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الحالي‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭: ‬‮«‬معظم‭ ‬قواعد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬قراءتها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬أرست‭ ‬دعائم‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬العالمي،‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬تعمل‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‮»‬‭.‬ تتجلى‭ ‬هذه‭ ‬النزعة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مؤسسات‭ ‬وتكتلات‭ ‬عالمية،‭ ‬وخاصة‭ ‬منها‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬ومجموعة‭ ‬السبع‭ ‬ومجموعة‭ ‬العشرين،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬مجموعات‭ ‬الاتصال‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬النزاعات،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بيوغوسلافيا‭ ‬وليبيا‭ ‬وسوريا‭.‬ يتعارض‭ ‬منطق‭ ‬‮«‬النادي‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬إجراءات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬إضعاف‭ ‬أو‭ ‬غموض‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭. ‬تذهب‭ ‬نزعة‭ ‬الأبوية‭ ‬والهيمنة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬معاقبة‭ ‬أنظمة‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬إقصاء‭ ‬أنظمة‭ ‬أخرى‭ ‬وعزلها‭.‬ يقول‭ ‬المؤلف‭: ‬‮«‬يتحول‭ ‬الإرث‭ ‬الاستعماري‭ ‬وما‭ ‬رافقه‭ ‬من‭ ‬إذلال‭ ‬إلى‭ ‬ذاكرة‭ ‬وسردًا‭ ‬جماعيًا‭ ‬وسردًا‭ ‬مؤسسًا‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬أساسه‭ ‬السياسات‭ ‬والمواقف‭. ‬لذلك‭ ‬نفهم‭ ‬اليوم‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الإذلال‭ ‬الغربي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬مناهض‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المشهد‭ ‬الدولي‭ ‬الرسمي،‭ ‬والذي‭ ‬نشهد‭ ‬ملامحه‭ ‬في‭ ‬تشكل‭ ‬مجموعة‭ ‬البريكس‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬وروسيا‭ ‬والبرازيل‭ ‬وجمهورية‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وهي‭ ‬الدول‭ ‬صاحبة‭ ‬أسرع‭ ‬نمو‭ ‬اقتصادي‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ يضرب‭ ‬المؤلف‭ ‬عدة‭ ‬أمثلة‭ ‬على‭ ‬تمرد‭ ‬بعض‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬هواري‭ ‬بومدين‭ (‬الجزائر‭) ‬ومعمر‭ ‬القذافي‭ (‬ليبيا‭)‬،‭ ‬فيدال‭ ‬كاسترو‭ (‬كوبا‭) ‬وهوغو‭ ‬شافيز‭ (‬فنزويلا‭). ‬ يلاحظ‭ ‬المؤلف‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬المجتمعات‭ ‬والشعوب‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تتمرد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يكرس‭ ‬الهيمنة‭ ‬الغربية،‭ ‬وهو‭ ‬يعتبر‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكاننا‭ ‬تحليل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬باعتباره‭ ‬فقط‭ ‬‮«‬صراعًا‭ ‬بين‭ ‬الدول‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تكون‭ ‬هشة‭ ‬للغاية‭.‬ وهكذا‭ ‬فقد‭ ‬أدت‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬التاريخية‭ ‬والسياسية‭ ‬والسوسيولوجية‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬حركات‭ ‬اجتماعية‭ ‬تشجب‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الهيمنة‭ ‬وقد‭ ‬ازداد‭ ‬زخم‭ ‬هذه‭ ‬الحركات‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توظيفها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬المهيمنة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لفرض‭ ‬أجندة‭ ‬معينة‭. ‬ مع‭ ‬ظهور‭ ‬العولمة‭ ‬وتنامي‭ ‬مفهوم‭ ‬التنشئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للحياة‭ ‬الدولية،‭ ‬أصبح‭ ‬الإذلال‭ ‬سمة‭ ‬اجتماعية‭ ‬عالمية‭. ‬لقد‭ ‬انهار‭ ‬النظام‭ ‬الويستفالي‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬متساوية‭ ‬مع‭ ‬الأخرى،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تعددية‭ ‬الأطراف‭ ‬المعاصرة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬الأوليغارشي‭ ‬للقوى‭ ‬الغربية‭ ‬العظمى‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬الثنائي‭ ‬القطب‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭. ‬ يشير‭ ‬المؤلف‭ ‬إلى‭ ‬المخاض‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يكرس‭ ‬هيمنة‭ ‬الغرب،‭ ‬وهو‭ ‬يؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬العلاقات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية،‭ ‬وتكريس‭ ‬سياسة‭ ‬الاندماج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الدولي،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬فقط‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬للإذلال‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬بقية‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬وترميم‭ ‬انحرافات‭ ‬العلاقات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭. ‬ لوموند

مشاركة :