«لا يُكتب التاريخ بمرور السنوات، بل بتحقيق الإنجازات». مقولةٌ أكدتها علامة صناعة السيارات الإيطالية الشهيرة «باغاني»، صاحبة الـ30 عامًا، بإنتاج سيارات عريقة، تعكس إصرارًا على تحقيق نجاحات باهرة، تدعمها رؤيةٌ مبدعةٌ لمُصمم عاشق للتميز يُدعى «هوراسيو باغاني» مؤسس الشركة، التي يحمل شعارها أحرف عائلته. رغم أن «باغاني» لم تنتج خلال تاريخها إلا طرازين رياضيين فقط، فإنهما كانا كفيلين بإثبات مكانتها في سوق السيارات العالمي، عززتهما بطراز ثالث طرحته منذ أقل من شهر، وحجزت بها سيارات باجاني مكانة مرموقة بين أعرق علامات السيارات العالمية. أسَّس هوراسيو باجاني، المدير السابق لقسم المركبات في «لامبورجيني»، شركةً أطلق عليها «باغاني كومبوزيت ريسيرش» عام 1988م، تشاركت العمل مع «لامبورجيني» العلامة الإيطالية العملاقة في العديد من المشاريع، والتي كان أبرزها إعادة تصميم إصدار الذكرى السنوية الـ25 لـ«كونتاش، وطراز أل أم 002، والطراز الاختباري بي 140، وطراز ديابلو الغني عن التعريف». وفي أواخر الثمانينيات، بدأ باغاني تصميم سيارته الخاصة «مشروع سي 8»، حتى قرَّر تغيير الاسم ليصبح «فانجيو أف 1» تكريمًا لصديقه الأرجنتيني بطل الفورمولا 1 خمس مرات، «خوان مانويل فانغيو». اقرأ أيضًا:باجاني هوايرا كودالونجا 2022 الجمال في التجريد المطلق في 1991م، أسَّسَ باغاني شركة مودينا ديزاين، لمواجهة الطب المتزايد على خدمات التصميم، والهندسة، والنماذج الأولية الخاصة به. وفي 1992م، بدأ في بناء نموذج أولي لسيارته الجديدة «فانجيو أف 1». وبحلول عام 1993م، تم اختبار «فانجيو أف 1» في نفق الرياح التابع لشركة دالارا، محققةً نتائج باهرةً، ما دفع «مرسيدس-بنز» العالمية عام 1994م إلى تزويدها بمحركات تتألف من 12 أسطوانة، حتى بلغت تكلفة هذه السيارة 2.3 مليون دولار. حتى جاء عام 1995م بخبر وفاة السائق الأسطورة «فانغيو»، ما أدى إلى تراجع «هوراسيو باغاني» عن تسمية السيارة باسمه، وأطلق عليها «زوندا سي 12»، كأول سيارة تحمل شعار شركته المحبوبة، والتى عُرضت لأول مرة في معرض جنيف للسيارات عام 1999م. امتلك هوراسيو باغاني فلسفةً خاصةً في تصميم سياراته، تجمع بين الإبهار والقوة، فبمجرد رؤيتها تُبهرك خطوطها الأنيقة وتفاصيلها الخارجية، حتى إن مراياها الجانبية جاءت بإطلالةٍ أنيقةٍ تُدلل على بذلِ مجهودٍ كبيرٍ، جعلها مُتفردةً. بالدخول إلى المقصورة الداخلية لسيارات «باغاني» تكتمل فصول الإبهار، بما يجذبك من أجواء خيالية وسمات عصرية، تُميزها عن غيرها، كمقبض تعشيق علبة التروس، الذي يبدو كتحفة فنية تزين مقصورتها الداخلية. والآن، اسمح لنا عزيزي القارئ أن نستعرض لك الطُرُز التي تحمل بفخر شعار «باغاني». زوندا أولى سيارات علامة «باغاني» الإيطالية، والمستوحى تصميمها من الطائرات الحربية، تم تزويدها بمحرك من 12 أسطوانة، يحمل شعار «أي أم جي»، الفرع الرياضي من شركة مرسيدس. بمجرد طرحها، حقّقت زوندا نجاحًا كبيرًا، حتى أن الطلب الكبير من الأثرياء عليها أبقاها في الإنتاج لفترة طويلة، رغم ظهور شقيقتها الأحدث «هويرا»، التي كان من المفترض أن تحل محلها، ما حوَّلها من كونها سيارةً خارقةً بتكلفة مقبولة نسبيًّا عند إطلاقها عام 1999م إلى قطعةٍ فنيةٍ يُصرف في سبيلها الغالي والنفيس من قِبل معجبيها الأثرياء. اقرأ أيضًا:«باجاني هويرا كودلونغا».. سوبر كار إيطالية بقيمة 7 ملايين دولار (فيديو) لم تكن «زوندا» رائعةً من حيث الأداء فحسب، ولكن في جودة البناء والتفاصيل والتنفيذ أيضًا، مقارنةً مع الطرز التي عاصرتها، حتى أضحت السيارة الأيقونية الخارقة، القادمة من بلدة إيطالية صغيرة، ومن صانع لا يتمتع بخبرة طويلة في مجال التصنيع، لكنها جعلت الكثير من المنافسين يخجلون من مستوى الاهتمام بتفاصيلها، وأن الرجل الذي يقف وراء نجاحها صانع يعشق التميز، وليس مجرد رجل أعمال يسعى وراء جني الأرباح، تمامًا كما كان الحال مع مختلف السيارات الرياضية الساحرة القادمة من شمال شبه الجزيرة الإيطالية. تعدُّ «هويرا» جوهرة «باغاني» الثانية بعد «زوندا»، والتي تتمتع أيضًا بمحرك من 12 أسطوانة، أُنتج في «أي أم جي»، سعة 6.0 ليتر، يولِّدُ 720 حصانًا، قادر على دفعها إلى سرعة قصوى تبلغ 378 كلم/س. كما تتميز «هويرا» بتصميمها الخلاب، الذي يُزينه وجود جنيحات مثبتة، تزيد من فعالية السيارة في تسخير الهواء لصالحها، عبر التحكم بنسبة تدفقه حول جسمها. أحدث طرازات العريقة «باغاني»، والتي تم إعلان إنتاج 99 نسخة منها بجسم كوبيه، ومن المتوقع نفاد العدد المقرر خلال زمن قياسي، كما أنه من المنتظر توفير نسختها المكشوفة في وقتٍ لاحق، وأيضًا بعدد محدود، طبقًا لسياسة «باغاني» المميزة بتوفير طلبات عملائها أيًّا كانت. اقرأ أيضًا:«Purisangue» أول سيارة دفع رباعي من فيراري.. فكم يبلغ سعرها؟ كعادة العملاق الإيطالي، تحتوي «باغاني يوتوبيا» على محرك من تطوير مرسيدس أي أم جي، يتألف من 12 أسطوانة، بسعة 6.0 ليتر، يتصل بشاحني هواء تيربو بزاوية انفراج تبلغ 60 درجة، ما يولِّدُ 852 حصانًا، مقابل عزم دوران أقصى يصل لنحو 1100 نيوتن/متر. السيارة تأتي بنظام دفع خلفي، تعززه علبة تروس مكونة من 7 سرعات، سواء بناقل حركة يدوي أو آلي حسب رغبة عملائها، ولكن «باجاني» كانت قد أشارت إلى أنَّ الخيار اليدوي سيوفر أفضل استجابة في التعشيق، علمًا بأنه تم تزويده بترس تفاضلي يمزج ما بين المكونات الميكانيكية والكهربائية على حدٍّ سواء.
مشاركة :