واصلت السلطات الإسرائيلية اليوم (الأحد) حصارها لمدينة أريحا في الضفة الغربية لليوم التاسع على التوالي بحسب مسؤولين محليين ومواطنين فلسطينيين اشتكوا من تكبد خسائر اقتصادية جراء تلك الخطوة. وقال نائب رئيس بلدية أريحا فتحي براهمة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن السلطات الإسرائيلية تشدد من إجراءاتها حول أريحا وتقيم الحواجز العسكرية على مداخلها لليوم التاسع الأمر الذي ألحق ضررا بحياة الفلسطينيين اقتصاديا واجتماعيا. وأضاف براهمة أن المزاج لدى السلطات الإسرائيلية هو ما يتم التعامل به مع حياة السكان، فهناك تشديد على الخارجين من المدينة بشكل غير مفهوم، بينما يتم تسهيل الحركة للداخلين إلى المدينة دون أي مبرر. وأشار إلى أن خسائر اقتصادية فادحة لحقت بالمدينة واقتصادها نتيجة هذا الحصار حيث عزف الآلاف عن زيارة المدينة التي تعتبر المقصد السياحي الأول للفلسطينيين بالضفة الغربية والفلسطينيين من القدس الشرقية وداخل إسرائيل. وأفاد براهمة بتدني أسعار الكثير من المنتجات الزراعية بسبب الحصار وعدم تمكن المزارعين من إخراج محاصيلهم إلى مدن أخرى في الضفة الغربية، فيما لحقت أضرار بالغة بقطاع السياحة الذي يعتبر العمود الفقري لاقتصاد المدينة وما يتبعه من نشاط وحركة شرائية شبه متوقفة. ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي رسمي بشأن حصار المدينة، إلا أن الإذاعة العبرية العامة أفادت بأن الخطوات المفروضة على أريحا التي تعد وجهة للسياحة والزوار، جاءت بسبب تصاعد العمليات فيها بشكل لم يحدث منذ أعوام. وأدان رئيس الغرفة التجارية في أريحا تيسير حميدي استمرار سياسة الحصار المفروض على المدينة، معتبرا إياها "عقابا جماعيا" يهدف لضرب اقتصاد المدينة. وقال حميدي لـ ((شينخوا)) إن الخسائر الأولية للقطاعات الاقتصادية بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل على أريحا لليوم التاسع على التوالي قدرت بعشرات ملايين الدولارات. وأوضح حميدي أن القطاعات المتضررة تتمثل بقطاع السياحة وشراء السلع من المحال التجارية أو تأجير الفنادق وكذلك الفلل السياحية والمسابح التي تشتهر بها المدينة وكذلك حركة النقل والمواصلات. وحذر حميدي من عزوف المستثمرين عن الاستثمار في أريحا وخاصة من مناطق القدس في ظل تعطل مشاريع الإنشاءات التي شهدت المدينة نهضة كبيرة فيها خلال الأعوام الماضية. وبدأ الحصار حول أريحا السبت الماضي في ثاني أيام عيد الفطر، حيث كانت المدينة تستعد لاستقبال أكثر من نصف مليون شخص في فترة الأعياد من مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية والفلسطينيين في إسرائيل لوفرة المرافق السياحية والمتنزهات فيها. وتداول نشطاء فلسطينيون عبر موقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)) صورا تظهر توقيف القوات الإسرائيلية للمركبات وإخضاعها للتفتيش والتدقيق في هويات ركابها على الحواجز. وفي هذا الصدد، كتب رامي مهداوي من رام الله عبر صفحته الخاصة على ((فيسبوك)) عما عاشه من لحظات صعبة لمدة قرابة سبع ساعات على حاجز إسرائيلي أثناء عودته إلى منزله من أريحا ثالث أيام عيد الفطر. وقال مهداوي "بعد قضاء وقت ممتع مع العائلة بأحد متنزهات أريحا بدأت رحلة عذاب ومشقة، بعد نصب حواجز عسكرية على كافة مداخل أريحا وإعاقة حركة المواطنين". وأضاف "رحلة معاناة متمثلة بأن تقضي كل الوقت داخل مركبتك ومعك طفلتان لهما احتياجات كثيرة دون أن تستطيع الإجابة على أسئلتهم وتعليقاتهم الكثيرة المتكررة (ليش واقفين) و(بدنا نشرب ونأكل)". ورأى مهداوي أن مسألة "احتجاز آلاف المواطنين لمدة طويلة إحدى المحاولات التي يقوم بها الاحتلال من أجل أن يكفر الفلسطيني بقضيته وعدالتها، وضرب السياحة الداخلية وأثره اقتصاديا وتركيع الأسرة الفلسطينية ومحاولة إظهارها بأنها ضعيفة لا تستطيع حماية ذاتها". وأريحا التي يقطنها أكثر من 30 ألف شخص بينهم 6 آلاف من اللاجئين الفلسطينيين، منطقة فلسطينية تاريخية قديمة تقع قرب نهر الأردن وشمال البحر الميت، وتعرف باسم مدينة القمر. ويقدر عدد الحواجز الإسرائيلية الدائمة والمؤقتة التي تقسم الضفة الغربية بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية، بنحو 593 حاجزا عسكريا وبوابة، فيما يقول الجيش الإسرائيلي إن نشر الحواجز العسكرية يأتي لاعتبارات أمنية. ووفقا لدراسة صدرت عام 2021 عن معهد الأبحاث التطبيقية (أريج)، وهو منظمة غير حكومية، ومقره الرئيسي في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، فإن الفلسطينيين يخسرون نحو 60 مليون ساعة عمل سنويا بسبب الحواجز بخسائر تقدر بحوالي 270 مليون دولار سنويا.
مشاركة :