الروائي محمد أبوزيد: الكتابة محاولة للنجاة بأفكاري وأحلامي

  • 5/1/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الكتابة بالنسبة له محاولة للنجاة، يكتب لينجو، بذاته وبأفكاره، وبأحلامه، لأن الكاتب والشاعر والروائي المصري محمد أبوزيد يرى أنه لا بديل آخر أمامه سوى أن يفعل ذلك، وهي الطريقة الوحيدة التي يملكها ليقول «لا» وتدل على أنه يستطيع ويريد، فالكتابة له هي الإجابة عن سؤال الحياة. في حوراه مع «الاتحاد»، أعرب أبوزيد عن اعتقاده بأن القيمة الحقيقية للجوائز أنها تشعِر الكاتب أن عمله مقدّر فنياً، وتسلط الضوء على العمل لينال نصيبه من القراءة، خاصة في ظل وجود شريحة كبيرة لا تقرأ إلا الأعمال المرشحة أو التي حصدت جوائز، لكن لا يجب أن تكون الجوائز مقياساً للحكم على جودة أي عمل، فكم من أعمال جيدة لم تحصل على أي جوائز، وظلت أيقونات فنية في ذاكرة الأدب. وعن عنوان روايته الصادرة مؤخراً «ملحمة رأس الكلب»، كشف أبوزيد أن الاسم مرتبط بتفاصيلها، لذا يترك للقارئ استكشاف السبب، خاصة أنه يحتمل التأويل بأكثر من معنى، مشيراً إلى أنه كتب الرواية خلال عامين قضاهما في تأمل ومحاولة تفسير التغيرات التي تشهدها المجتمعات الشرقية على كافة المستويات، ومدى البون الشاسع الذي أصبح موجوداً بين الأجيال. محاولة تشريح لفت الروائي المصري إلى أن روايته الأخيرة محاولة لتشريح طريقة تفكير الأجيال الجديدة وعزلتها وعلاقتها بالتكنولوجيا ومن حولها، ومحاولتها الهرب من الواقع الراهن، معتبراً مشروعه الكتابي، استكشافاً لنفسه والتحاور معها وانعكاساً لكتابته لذاته التي تعني أيضاً أصدقاءه ودائرته القريبة والأماكن التي يحبها والكتب التي يقرأها والأفلام التي يشاهدها والأفكار التي تشغله، وأنه يكتب كأنه يمارس لعبة يحبها، لذا يشرك من يحب في اللعبة التي يسعى أن تكون مبتكرة وممتعة، له، قبل أن تكون كذلك لمن يقرأ. منتج أبوزيد في الكتابة يشمل ديوان «جحيم»، «ثقب في الهواء بطول قامتي»، «قوم جلوس حولهم ماء»، «مديح الغابة»، «طاعون يضع ساقاً فوق الأخرى وينظر للسماء»، «مقدمة في الغياب»، و«عنكبوت في القلب»، «ممر طويل يصلح لثلاث جنازات متجاورة»، «الأرنب خارج القبعة»، «قصيدة الخراب»، «أمطار مرت من هنا» وغيرها. وأعرب لـ«الاتحاد» عن اعتقاده أن كل عمل امتداد للذي سبقه، كأنه لبنة جديدة تضاف إلى حائط يتكون بكتاب تلو آخر، أو هذا ما يسعى إليه، من خلال روابط مختلفة سواء شخصيات محددة تنتقل من عمل إلى آخر، أو لعبة فنية تتطور وتقدم حلولها كتاباً تلو الآخر. الواقع والخيال يشير الروائي المصري إلى أنه لم يفكر حين بدأ كتابة ديوانه الأول «ثقب في الهواء بطول قامتي» أنه بعد 20 عاماً سيصدر كتابه الخامس عشر وسيكون رواية «عنكبوت في القلب»، لكنه يعتقد أن وعيه بتفاصيل الكتب التالية بدأ يتبلور من الكتاب الثاني «مديح الغابة»، ويتلاحظ هذا في لعبة تقسيم الكتاب التي صاحبته من وقتها وحتى الآن. ويرى أبوزيد أن الكتابة تستعين بالخيال لعلاج الواقع، لصنع واقع أكثر احتمالاً وقابلية للعيش، كما أنها إعادة فك وتركيب لمفردات الحياة المأساوية، وتقديمها بصورة أكثر قابلية للعيش، تضيء ما تبقى من الإنسانية داخلنا، وترد الكاتب طفلاً صغيراً يلهو بالخامات الأولية ويحلم بكون أكثر اتساعاً وعدلاً وجمالاً، يشكله كيفما شاء دون اهتمام بقواعد الواقع الروتينية. ويضيف: الكتابة هي الجناحان اللذان يحملان الواقع القعيد إلى السماء ليحلق بعيداً، وفي كل هذا يشغلني كيف أحول الواقع إلى خيال، وكيف أحوال الخيال إلى الواقع.. وكيف يصبحان توأمين سياميين، كل منهما يتكئ على الآخر ليتمكن من السير. ولفت الروائي المصري إلى أنه رغم أن كثيرين يرون أن هناك روابط بين عالمي «الصحافة» و«الكتابة»، إلا أنه يعتقد أنهما منفصلان، معتبراً أن الصحافة مهنة متعبة مرتبطة بالواقع، لكنها يجب أن تمارس بحب وخيال، أما الكتابة الإبداعية فتأتي من منطقة أخرى لأنها مرتبطة بالخيال، لذلك حرص طوال حياته أن يفصل بين ما يكتبه هنا وما يكتبه هناك، وإن كان هذا لا يمنع أن يحدث تلاقٍ بينهما في بعض الأحيان، كاشفاً عن أنه يعمل الآن على ديوان جديد ويتمنى أن ينتهي منه قبل نهاية العام.

مشاركة :