تعد ألقاب الأندية جزء كبير من تراثها فعلى سبيل المثال لا الحصر حينما تقول الشياطين الحمر أول ما يتبادر إلى ذهنك هو فريق مانشستر يونايتد. الحال نفسه مع الحمير الوحشية ليوفنتوس والجانرز أو المدفعجية لأرسنال والمليونيرات لنادي ريفر بليت وصناع المراتب لأتليتكو مدريد والتوفيز لإيفرتون وغيرها. وفي تلك السلسلة سنستعرض سويا أسباب تسمية تلك الأندية بتلك الألقاب واليوم نبدأ بالشياطين الحمر لماذا تمت تسمية مانشستر يونايتد بهذا اللقب؟ تأسس نادي مانشستر يونايتد عام 1878 تحت اسم نيوتن هيث نسبة إلى منقطة بنفس الاسم في مدينة مانشستر بواسطة قسم النقل والمركبات في سكك حديد لانكشاير ويوركشاير لذلك كان الاسم بالكامل Newton Heath LYR Fc كناية عن سكك حديد لانكشاير ويوركشاير. النادي كان يلعب مباريات مع شركات أخرى، لكنه خاض أول مباراة في 20 نوفمبر عام 1880 وارتدى ألوان الشركة الأخضر والذهبي وخسر بنتيجة 6-0 من احتياطي فريق بولتون واندررز. اللقب الأول لقب مانشستر يونايتد في ذلك الوقت كان (The Heathens) ومعناه الملحدين، اللقب أصبح عبئا على الفريق بسبب مفهومه الديني في حين أنه لم يكن يقصد به ذلك لقد كان كناية عن المكان، منطقة هيث. وفي يناير عام 1902 بديون بلغت 2670 جنيه إسترليني - في وقتنا الحالي هذا المبلغ يساوي 260 ألف جنيه إسترليني - النادي خضع لأمر التصفية ووجد القائد هاري ستافورد 4 رجال أعمال محليين من بينهم جون هنري دافيس الذي أصبح رئيسا للنادي بعذ ذلك، جميعهم كانوا يرغبون باستثمار مبلغ 500 جنيه إسترليني من أجل فائدة مباشرة في النادي، والتي غيرت اسم النادي، وفي 24 أبريل عام 1902 ولد مانشستر يونايتد. اللقب الثاني في تلك الفترة مانشستر يونايتد لم يكن بالنادي القوي، لا يلبث بأن يتأهل للدرجة الأولي إلا ويهبط مجددا، الجميع نسي لقبهم الذي كان له إشارات دينية وأصبحوا يشيرون له باسم اليويو ويونايتد. اللقب الثالث شهد النادي عصرا جديدا هو عصر السير مات باسبي وفريقه الشاب الذي خرج من أكاديمية النادي، وفاز بالدوري وأصبح منافسا على اللقب ومتوسط أعمار لاعبيه 22 عاما. وقتها الإعلام البريطاني أطلق عليهم أطفال باسبي (Busby babies) وظل هذا الأمر محفوظا في الوجدان بذكرى قاسية للغاية برحيل جيل موهوب من اللاعبين الإنجليز الشبان. كيف أصبحوا الشياطين الحمر؟ سنبتعد عن كرة القدم قليلا سنتجه إلى الرجبي، وبالتحديد نادي الرجبي من سالفورد التي تقع في قلب مانشستر الكبرى، والذين لاقوا نفس المصير لكن في رياضة مختلفة، وفازوا بكأس لانكشاير وبطولة الدوري حينها، لقد تم اعتبارهم في ذلك الوقت الجانب الرئيسي للرياضة. وأثناء رحلتهم إلى فرنسا، والتي توجت بكونهم أول ناد يتم دعوته لفرنسا، فازوا بكل المباريات الـ6 بشكل ممتاز وبأداء رائع جعل الصحافة الفرنسية تلقبهم ب Les Diables Rouges أو الشياطين الحمر، وفي محاولة السير مات باسبي لإعادة بناء الفريق فقد قرر أن يستخدم الاسم ذاته لإرهاب الخصوم ومنذ ذلك الحين ولقبهم هو الشياطين الحمر.