نورالدين الرياحي يفتح 'نوافذ الأمل' على تجربته التشكيلية

  • 5/1/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن نشاطه الفني التشكيلي ومع صدور كتاب فني عن تجربته لعقود من الزمن افتتح الفنان التشكيلي نورالدين الرياحي معرضه الشخصي يوم 29 أبريل/نيسان 2023 عند الساعة الثالثة بعد الظهر تحت عنوان "همس النوافذ" وذلك بدار الثقافة مرناڨ بحضور عدد من الفنانين ورواد الرواق ليتواصل هذا المعرض إلى غاية يوم 13 مايو/أيار 2023. هذا وسبق للفنان أن أقام معرضه الاستعادي قبل شهرين وذلك برواق علي القرماسي بالعاصمة وفيه أعمال فنية متنوعة مع كتاب فني تم تقديمه من حيث مضامينه الموزعة بين اللوحات المنجزة والمقالات والنصوص عن تجربة الرياحي خلال عقود من مسيرته الفنية. هي تجربة جديدة يعيشها صاحب النوافذ الفنان نورالدين الرياحي الذي صدر له كاتالوغ فني عن هذا الحيز المنقضي من تجربته المتواصلة.. كتاب أنيق بعنوان "نوافذ الأمل... إطلالة على تجربة" وفيه نصوص كتبت عنه وصور لمختلف مراحل تجربته التشكيلية... هو الفنان الذي يواصل تأملاته الجمالية للقول بالفن يكتب عباراته ويطرح معانيه في هذا المجال الكوني والإنساني المفتوح على النظر والرجاء.. من سنوات الثمانينات وهو ينثر في الفضاءات كلماته الخارجة من دواخله الملونة لتتعدد معارضه الفردية والجماعية حيث الفن لديه عالم بأسره والرسم جزيرة هواجسه وأحلامه يلوذ بها ولا يترك للعابرين غير نوافذ يفتحها عليهم مثقلة بالدهشة.. فيها المشاهد والأمكنة والظلال والغلال والثمار والحدائق القائلة بالعذوبة... إنها نوافذ النور الأخرى... إنها النافذة كإطار للعبارة التشكيلية للقول بالجمال والبساطة والهدوء والشجن الناعم في عالم يلفه الصخب والافتعال والصراخ والضجيج القاتل ضمن عنوان العولمة الهدامة التي كثيرا ما سعت لقتل الخصائص والمميزات البسيطة والعميقة.. عبر النوافذ إذن يفضح الفنان هذا الهراء الكوني ليأخذنا إلى ما هو دافئ وباذخ في ذواتنا وصرنا نتناساه أو لا نبالي به في هذه الزحمة الموبوءة من الشواغل العابرة والضيقة والسطحية بالنظر إلى تراثنا وحضارتنا وأمجاد أزمنتنا.. هكذا يأخذنا الرسام نورالدين الرياحي طوعا وكرها إلى نشيده الملون والمعطر بالألفة والمحبة والتحنان لنرى عالما بسيطا وجميلا وساحرا بحميميته وعمقه وسعة حياته بعيدا عن الخراب والدمار المبين الذي حل بالكائن أيامنا هذه في حله وترحاله.. وهكذا كانت تحدثنا اللوحات.. الرسام نورالدين الرياحي هذا الطفل المأخوذ بالذكرى والمسكون بالجمال المبثوث في المشاهد يبرز ذلك في معرضه المذكور.. إن الرسم مساحة من مساحات القول الجمالي ذلك أن الحيز الممنوح للذات من عناصر وتفاصيل وأشياء يجعلها تتماهى بما توفر لديها من مفردة تشكيلية نحتا للقيمة وتأصيلا للكيان.. والفن تعدد اتجاهات وتيارات ورؤى مختلفة... الرسام نورالدين الرياحي انطلق مشواره الفني منذ الثمانينات وفق نهج يأخذ الفن إلى حياة الناس اليومية بتفاصيلها المفعمة بالحميمية والحنين حيث تتعدد مناخات لوحاته بين اليومي وما ينطبع من حالات من البيت إلى المقهى مرورا بالمشاهد من الأزقة والأمكنة التي رأى فيها الرياحي شيئا من حياته وأحلامه وهواجسه.. تنوعت وتعددت معارض الرسام نورالدين الرياحي الذي وهب أحباءه فيها وجمهور فنه نخبة من اللوحات التي نجد فيها مسحة من حميمية العلاقة بالمكان حيث يبدع في مشهد الغابة أو أزقة المدينة، إلى جانب تلك العلاقة الوجدانية والفنية مع الحياة.. كما مثلت لوحات الشبابيك والنوافذ حيزا من علاقة النظر والانفتاح على الآخر بكثير من الرفعة والجمال والقول بالأصالة.. إن المتأمل في أعمال الرياحي لا يملك إلا أن ينساب مع عطور الحنين والذكرى والأصالة والتلقائية المولدة للألوان ضمن أحوال متعددة من الانطباعية والواقعية والبساطة حيث الرسم بالنسبة لنورالدين ذاك الضرب من بساطة الأشياء وحميمياتها الجارفة... والفن بالنهاية هو هذا... وذاك.. معرض آخر وتجربة يسكنها الحنين.. الحنين الملون بحلم الرياحي في هذه الرياح العاتية للعولمة وتداعياتها في الأكوان.. النوافذ.. وآه من النوافذ.. ثمة ما يشي بالسحر في ما تمنحه من فسحة للعين.. وهكذا هي نوافذ الفنان التي تمنحه من المشاهد والحكايات التي هي بالنهاية ما غنمه من حلمه الذي رافقه لسنوات وهو يهب الفرشاة والألوان شيئا من آهاته وغنائه الخافت وهبوبه الناعم مثل فراشات من ذهب الأزمنة.. نعم في سياق تجربته وفي هذا الحجر الصحي يواصل الفنان تأملاته الجمالية للقول بالفن يكتب عباراته ويطرح معانيه في هذا المجال الكوني والإنساني المفتوح على النظر والرجاء.. الفنان نورالدين الرياحي في معرض آخر وكتاب عن التجربة وهي تتواصل وأفق نحو الفن والإبداع بتلوينات شتى. معرض فني خاص بجهة مرناق يتواصل إلى غاية يوم 13 مايو/أيار 2023 وقبله كتاب فني تم تقديمه من حيث مضامينه الموزعة بين اللوحات المنجزة والمقالات والنصوص عن تجربة الرياحي خلال عقود من المسيرة الفنية.

مشاركة :