تحولت الأزمة الصحية التي كان السودان يعانيها إلى "كارثة بكل معنى الكلمة" جراء تواصل المعارك منذ أكثر من أسبوعين، في ظل نقص العاملين والمستلزمات الطبية وانتشار الأوبئة، وفق ما أفاد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية وكالة فرانس برس. وتعرضت المستشفيات والمراكز الصحية في السودان إلى قصف متكرر واحتل بعضها مقاتلون من طرفي النزاع، أو باتت خالية من العاملين أو الأدوية والمستلزمات الطبية، بحسب ما قال مرارا الأطباء السودانيون منذ 15 أبريل. وأدت المعارك المتواصلة خصوصا في الخرطوم ودارفور (غرب) الى مقتل أكثر من 500 شخص وجرح قرابة خمسة آلاف، وفق أرقام لوزارة الصحة السودانية يرجح أنها أدنى بكثير من الحصيلة الفعلية. وفيما تسوء الأزمة الإنسانية في السودان، علقت منظمات الأمم المتحدة أنشطتها في السودان بعد مقتل خمسة من موظفيها في الأيام الأولى للمعارك، فيما تدل أرقام 2022 كانت أرقام الأمم المتحدة تدل على الوضع الصحي المتأزم، فقد كان واحد من كل ثلاثة سودانيين يضطر للمشي أكثر من ساعة لبلوغ مركز صحي حيث كانت 70% من الأدوية الأساسية مفقودة. وبحسب الأمم المتحدة فإن الأطفال خصوصا كانوا ضحايا "معاناة نفسية" بسبب النزوح وانعدام الأمن والمعارك، وفيما تعاني البلاد من نقض في كل شيء تقريبا، انضم العديد من الأطباء الى عشرات الآلاف من السودانيين الذين يهاجرون هربا من الأوضاع المتردية.
مشاركة :