تشمل الصحة النفسية رفاهيتنا العاطفية والنفسية والاجتماعية. وهي، بهذا المعنى، تؤثر بشكل كبير في طريقة تفكيرنا وشعورنا وتصرفنا، كما أنها تساعد على تحديد كيفية تعاملنا مع العمل وتواصلنا مع الآخرين. الصحة النفسية من القضايا المهمة والمؤثرة في الصحة العامة، وبما أننا نقضي معظم سنوات حياتنا في العمل، فإن بيئة العمل تعتبر المكان المثالي للمبادرات الواعية بالصحة العامة التي تعزز من الصحة النفسية والسلوكية، وتقي من المشكلات والأمراض. وحسب وزارة الصحة السعودية، يمكن أن تتحسّن الصحة النفسية بالعمل، إذا حرص أصحاب العمل على توفير البيئة المثالية لعمل الموظفين، والتي تنعكس بالتبعية على جودة العمل وتميزه. #صحيفة_اليوم | #صحتك_تهمنا#الفريح: #الصحة_النفسية في مكان العمل أمر أساسي وليست «#ترفا» https://t.co/EDmh5L2bll pic.twitter.com/cR7Ybrr7qO— صحيفة اليوم (@alyaum) May 28, 2019 انتهى عديد من دراسات علم النفس إلى أن العمل يمكن أن يعزّز ارتباط الفرد بالعالم الاجتماعي والاقتصادي، كما يعزّز الرفاهية ويمنح إحساس الرضا والإنجاز الفردي. ويؤكّد على أهمية العمل للصحة النفسية حقيقة أن مَن فقدوا وظائفهم غالبًا ما يعانون مشكلات نفسية، كالقلق والاكتئاب، كما جرى ربط العمل أيضًا بتقدير واحترام الذات. ومن المنظر المجتمعي، ارتبط فقدان العمل بانخفاض ملحوظ في جودة الحياة والعلاقات الأسرية، وزيادة معدلات الجريمة. كما أشار كثير من الدراسات إلى عواقب البطالة المرتفعة وكونها أكثر تدميرًا وخطورة من عواقب الفقر. العمل عنصر أساسي في تحسّن وازدهار الصحة النفسية، وتظهر أهميته في عدّة نقاط، أبرزها أن العمل الجيد يسهم في تحقيق الشخصية والازدهار المالي والاجتماعي للفرد. كما أنه الطريقة الأكثر فاعلية لتحسين رفاهية الفرد وأسرته ومجتمعه، بالإضافة إلى أنه عنصر حيوي في عملية تعافي مَن يعانون مشكلات نفسية، كونه يساعد على بناء احترام الذات. في بيئة العمل الصحية تزدهر الصحة النفسية بشكل كبير، ولكن العكس صحيح في بيئات العمل السيئة وغير المناسبة، والتي تتسبب في عديد من المشكلات النفسية وأهمها: يعتبر الاكتئاب حالة مرضية خطيرة تؤثر في الشخص سلبًا وتحدّ من قدرته على العمل بشكل جيد، كما يمتد تأثيرها إلى الحياة الشخصية. ويكون الشخص مصابًا بالاكتئاب إذا مرَّ بهذه الأعراض لأكثر من أسبوعين: الحزن العميق – فقدان الاهتمام بالعمل – صعوبة اتخاذ القرارات – مشكلات النوم – فقدان الطاقة وزيادة التعب – تغيرات الوزن والشهية. من يعانون اضطرابات القلق يواجهون مشاعر الذعر والإجهاد البدني أو العاطفي والخوف الشديد. كما ترتبط اضطرابات القلق بضعف الإنتاجية والعجز عن العمل على المدى القصير والطويل، وتأتي أبرز العراض في: توتر مفرط – شعور متواصل بالذعر – التنفس السريع مصحوب بالتعرق والارتجاف – مشكلات الجهاز الهضمي – مشكلات في النوم. هو حالة من الإجهاد النفسي أو البدني تتضمن إحساسًا بتراجع الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية. وهو ليس تشخيصًا طبيًا، إذ يعتقد الخبراء أن حالات أخرى مثل الاكتئاب والقلق هي المسؤولة عن الاحتراق الوظيفي. إجمالًا ترتبط الصحة النفسية بالعمل ارتباطًا وثيقًا ويؤثر كل منهما في الآخر، لذلك يأتي دور أصحاب العمل في غاية الأهمية لتوفير بيئات العمل المناسبة التي تسمح براحة وتطوير الموظفين. وفي المقابل تساعد رفاهية الصحة النفسية على زيادة معدلات الإنتاج والتركيز في إنجاز المهام بأفضل شكل ممكن.
مشاركة :