كشفت هيئة التراث عن توثيقها في السجل الوطني للآثار لـ190 موقعا اثريا جديدا في المملكة، ووثقت 35 موقعا في عسير، و 32 موقعا في الجوف، و31 موقعا في تبوك، و23 موقعا في حائل، و22 موقعا في القصيم، و20 موقعا في المنطقة الشرقية، و11 موقع في جازان، و10 مواقع في مكة المكرمة، و5 مواقع في الباحة، وموقع واحد في المدينة المنورة، داعية إلى التبليغ عن المواقع الأثرية عبر موقع الهيئة الالكتروني "منصة الإبلاغ". وشدد مختصون في الجانب الأثري على أهمية هذه الاكتشافات والنشاطات العلمية ذات البعد الأثري الذي يحفظ آثار المملكة ويوثقها، مؤكدين لـ"الرياض" أن رؤية المملكة 2030 ساهمت لحد كبير في تسجيل المواقع الأثرية تباعا وفي شكل غير مسبوق، وقال أخصائي الآثار سعيد الصناع: "إن تسجيل 190 موقعا أثريا جديدا في فترة زمنية معقولة عليما يعد إنجازا مهما"، مضيفا "يوجد في عموم مناطق المملكة مناطق أثرية تحمل قيمة عليمة وتاريخية مهمة في التاريخ الإنساني والحضارات"، مشيرا إلى أن المختصين سجلوا مئات المواقع قديما، تحديدا عام 1976، بيد أن من ضمنها مواقع أثرية بعيدة داخل الصحاري ولم تكن معروفة، وبعض المواقع معروفة ويمكن أن يستفاد منها في السياحة الأثرية التي تستقطب الكثير من السياح. وقال: "هناك مواقع أثرية عادية داخل الصحاري عبارة عن موقع فيها فخار منتشر على السطح، وليس فيها عمران أو سكن بل صحراء، وربما كانت على خطوط تجارية قديما مثل المناطق التي كانت تقع على طرق تربط الشمال بالجنوب أو من داخل الجزيرة العربية إلى الشام، وعادة تكون في تلك المناطق مدن نشأت واندثرت لأسباب عدة، منها أن ضعف الدول في تلك الفترة أو الحروب أو انعدام الأمن أو قلة الغذاء وتكون عادة فيها حضارة بسبب وقوعها على خطوط التقاء المناطق، وهناك مواقع ليس منها فائدة". وعن مناطق مليئة بالأهمية الأثرية قال: "لدينا مدن مثل الفاو التي تقع في منطقة الربع الخالي كانت مدينة مزدهرة وموجود فيها سوق ومدافن وتم تسجيلها وهي حاليا للبحث العلمي للطلاب والخريجين والتدريب العملي يكون فيها، ومدينة الربدة في الفترة الإسلامية تقع على طرق تجارية، ومدينة ثاج في المنطقة الشرقية التي تشكل مركز تجاري كان فيها طريق الكنعري وفيها الميناء التابع لها في الجبيل وتبعد عن المدينة نحو 90 كيلو"، مشيرا إلى أن ذلك جعل المملكة بلدا غنيا بالمواقع الأثرية، ورؤية المملكة تحمل توجهات رائعة في سبيل المحافظة على تلك المواقع والاستفادة منها سياحيا. وذكر بأن لدينا مواقع أثرية بعيدة تحتاج لتأهيل مواصلات وانشاء مقومات سياحية، وقال: "نجحت التجربة في منطقة الأحساء التي وخلال السنوات القليلة الماضية استطاعت أن تلفت النظر وتجذب السياحة للمناطق الأثرية فيها"، مشيرا إلى منطقة نجران التي تم تسجيل بها حضارة تاريخية مهمة تتمثل في منطقة الأخدود.
مشاركة :