استنكر الجيش المصري أمس، حادثَ التفجير الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية، وأسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة 130 آخرين، معتبرا أنه "عمل إرهابي جبان وخسيس". وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي: "هذه العمليات الجبانة تقوم بها فئة ضالة خرجت عن الجماعة الوطنية، وانتهجت العنف والغدر، واستحلت دماء المصريين، لكن مثل هذه العمليات ستزيد القوات والمؤسسات الأمنية عزما وإصرارا على تطهير أرض الوطن من خفافيش الظلام وأنصار التنظيمات المتطرفة، التي تحاول بين الحين والآخر العبث بأمن مصر القومي، وإثارة الفزع بين المواطنين خلال تلك المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد". وفي الوقت الذي اتجهت فيه التحقيقات الأولية إلى أن الحادث وقع جراء انفجار سيارة مفخخة توقفت بشارع العباسي بجوار مديرية الأمن وبداخلها كميات كبيرة من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، أعلنت وزارة الداخلية أن الحادث أسفر عن انهيار واجهة المبنى الجانبي للمديرية، إلى جانب انهيار جزئي في عدد من المباني القريبة من بينها مجلس مدينة المنصورة، والمسرح القومي والمصرف المتحد وإتلاف عدد من سيارات الشرطة، وأن من بين القتلى عقيدا ومقدماً ورقيباً و5 مجندين من الشرطة، إضافة إلى 4 مواطنين". بدوره، قال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم: "مصر أصبحت تواجه عدوا لا دين ولا وطن له، وهو لا يعبأ بأرواح المواطنين ولا يسعى إلا لهدم كيان الدولة وزعزعة استقرارها". وأصدرت رئاسة الجمهورية بيانا قالت فيه: إن "مثل تلك العمليات الإرهابية تزيد الدولة تصميما على اجتثاث الإرهاب من كل ربوع البلاد، وإصرارا على تنفيذ خارطة مستقبل الشعب المصري وإرادته"، متعهدة بـ"ضرب الإرهاب بيد من حديد، قصاصا لشهداء ومصابي هذا الحادث الإرهابي الخسيس"، ومشددة على أنها لن تسمح للإرهاب الأسود والقائمين عليه بتعطيل استحقاقات خارطة المستقبل، والوقوف أمام إرادة الشعب المصري" حسبما جاء في البيان. وقال علي عوض، مستشار رئيس الجمهورية، في تصريحات له، إنه كان من دعاة الانتظار لحين صدور حكم قضائي نهائي لوضع جماعة الإخوان ضمن قائمة الجماعة الإرهابية، مضيفا أن "الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الجماعة حاليا ضد المواطنين الأبرياء وضد الدولة، يجعلني أطالب بوضع اسمها ضمن قائمة الجماعات الإرهابية". في المقابل، دان "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الداعم لجماعة الإخوان العملية، نافيا أن تكون له أي علاقة بالحادث، ومؤكدا أن السلمية هي خياره؛ لأن الدم المصري كله حرام، وأن أي يد تعتدي على مصري بسوء هي يد آثمة، على حد تعبيره. وفيما دانت جماعة الإخوان المسلمين الحادث، وذلك في بيان أصدره مكتبها في العاصمة البريطانية، أعلن رئيس الوزراء حازم الببلاوي، عقب التفجير أن جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية". وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء شريف شوقي، إن الببلاوي أكد أن "جماعة الإخوان أظهرت وجهها القبيح كجماعة إرهابية تسفك الدماء وتعبث بأمن مصر". وفي تصريح آخر للببلاوي في وقت لاحق، أكد أن انفجار المنصورة هو "عمل إرهابي بشع، الغرض منه ترويع الشعب؛ حتى لا يستكمل طريقه في تنفيذ خارطة الطريق"، مشددا على أن "الإرهاب لن ينجح في ذلك، والشعب المصري سيقف بقوة لاستكمال خارطة الطريق". كما جدد مجلس الوزراء عزمه على مواجهة العناصر الإرهابية، التي لا تريد أمن واستقرار مصر بكل قوة وحسم.
مشاركة :