"قرية الباحة التراثية" بالجنادرية تقصي الألعاب الإلكترونية وتعيد زوارها لألعاب الماضي

  • 2/16/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

نجحت قرية الباحة التراثية في إقناع جيل الألعاب الإلكترونية والديجتال والأجهزة اللوحية بما تقدمه لهم، بل إنها ذهبت إلى إقصاء الجهاز اللوحي وألعابه المثيرة لتعيدهم إلى لعبة كان يستمتع به أجدادهم قبل 50 عاماً، وتأخذهم نحو أهزوجة تراثية، فيتوقفون أمام حرفة قديمة، أو تقود طفلة إلى السؤال عن مادة سوداء اللون في علبة معروضة في ركن، ليكشف الحرفي عن اسم تلك المادة واستخداماتها وفوائدها للفتاة، ويتكرر المشهد بكل جماليات اللحظة وعمقها وجمالها بشكل يومي في قرية الباحة؛ مما يعمق من تأثيره بشكل لافت للغاية ولا يكاد يصدق.   هكذا يصف المشهد والد أحد الأطفال وهو يرى الإقبال على ركن الألعاب الشعبية القديمة الذي يقدمه "محمد سالم، ومسعود الغامدي"؛ حيث يكتظ الركن بأطفال دون العاشرة بعد أن تهادوا إليه على صدى صوت "الزميرة" الخشبية التي يطلقها الحرفي "محمد سالم"، فيما يفرد "مسعود" المهريرا والمدوان أمام الزوار ليبين لهم جمالية اللعبة وسحرها وطريقة استخدامها.   وتنهال الأسئلة وتتوالى الحوارات عن اسم اللعبة وأنواعها وكيفية استخدامها، ويتكرر الحال نفسه مع ألعاب شعبية أخرى مثل: النبيطة، أو النبل، أو النبيلة الخشبية القديمة التي تجد رواجاً، وكذلك المهريرا المصنوعة من الخيط والخشب، والسيارة ذات الأسلاك والمحاطة أجزاؤها بشريط لاصق ملون يقف خلفها طفل السادسة، ويتجول بها في أرجاء المهرجان، قبل أن يحملها معه إلى المنزل.   وعندما يسأل أحد الأطفال عن مميزاتها يقول: "لا تؤذي النظر كما هو حال الشاشة، وتساعدني على الحركة بعكس الدرايفر في لعبة البلايستيشن التي تتطلب الجلوس وقتاً طويلاً.. ومن الجميل أن أظفر بلعبة من زمن جدي، وألعب ذات اللعبة ولو لفترة قصيرة".   كان منظر الطفل وهو يتجول باللعبة في أرجاء المكان ويرتمي في أحضان لعبته التراثية، لا يختلف عن مشهد مجاور بطلته طفلة دون العاشرة تقودها رائحة القطران نحو الركن المخصص لتسأل الحرفي عن اسم المادة المعروضة، قنينة على طاولة أمامها، فيجيبها: "إنها القطران".   وتتمدد أسئلة الطفلة عن المادة ابتداء من كيفية استخراجها، ثم أنواعها واستخداماتها، وفوائدها في تطويل الشعر وتنعيمه وعلاج القشرة والقضاء على القمل، واستخدامات أخرى في طلاء الأواني الخشبية والصحافة والأبواب والشبابيك، ودورها في إطالة عمرها بمنع تآكلها وهجوم الآفات عليها، حينها تكون الفتاة قد فتحت نافذة وبنت جسراً مع زمن مضى عاشته جدتها قبل حين من الدهر، وأخذتها الجنادرية وقرية الباحة نحو تلك اللحظة الغائرة من الماضي البعيد.

مشاركة :