أنا لا أحب التكبر والمتكبرين، وأرفض التعالي والمتعالين، وأمقت الغرور والمغرورين، ولا أحترم التغطرس والمتغطرسين، وأعيب الخيلاء والمتخيلين، وأنتقد التباهي والمتباهين، ولا يعجبني الزهو والمتزاهين، وأعرض عن الفخر والمتفاخرين، وأحتج على الكذب والكذابين، وأستنكر النفاق والمنافقين، وأستقبح الذين يقولون ولا يفعلون، وأكره الازدواجية والمزدوجين، وأنتقص من الأقنعة والمقنعين، وأزدري الخديعة والمخادعين، وأناهض المكر والمكارين، وألفظ الدجل والدجالين، ولا أستسيغ الحيل والمتحالين، وأتقيأ من الخبث والخبيثين، وأستهجن المراوغة والمراوغين، وأهجو التدليس والمدلسين، وأنتقد التهريج والمهرجين، واشيح بوجهي عن الأرجاف والمرجفين، وأستقبح الفتن والمفتنين، وأشجب الإشاعة والمشيعين، وأستبشع اللغو واللاغين، وأعارض الافتراء والمفترين، وأصد عن التلفيق والملفقين، وأكره الضلال والمضللين، وأبغض التحريض والمحرضين، كل هذه صفات ذميمة لا يقبلها أصحاب العقول السليمة، والأبصرة الحكيمة، ولا يهتويها إلا الذين يعانون من العقد النفسية المتراكمة، والسلوكيات المعوجة، والأخلاقيات الفاسدة، الذين تختلف ظواهرهم عن بواطنهم، والذين لا يتورعون عن الخطايا والدنايا، أصحاب الألسنة المعسولة، والأفعال المشينة، الخانعون للذات، والمتشرنقون في بيت الأنانية المطلقة، الخاوون روحاً وعلماً وأدباً، والمتلبسون لبوس التناقض الفاضح، نسأله جل شأنه، واعتلا مقامه، أن يطهر قلوبنا من الشوائب، ويجعلنا ممن يتبع الحق ولا يزيغ عنه، وممن يلتزم بالضوابط الأخلاقية ولا يحيد عنها، وأن يجود علينا برحمته ومغفرته، وأن يمطرنا بسحائب عفوه وعطفه.
مشاركة :