بقلم الكاتبة/ د. وسيلة محمود الحلبي* تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا كثيرة وعظيمة لمكافحة المخدرات بشتى أنواعها وأشكالها ومحاربة تجار المخدرات، وفتحت مراكز إعادة تأهيل خاصة ومستشفيات لعلاج المدمنين، ويعود السبب في ذلك لحرصها الكبير على حماية شباب الوطن من آفة المخدرات الخبيثة، وتواصل وزارة الداخلية العمل بقوة للقضاء على المخدرات نهائياً بجميع أنواعها وأشكالها حماية للمجتمع وشبابه، ومكوناته ومستقبل أبنائه، حيث أطلقت مؤخرا حملة “بالمرصاد”. حيث أشاد وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بجهود رجال مكافحة المخدرات في حماية الوطن منها، بقوله “ضربة تتلوها ضربات لن ينجو منها مروجو ومهربو المخدرات، ومن يستهدفون مجتمعنا ووطننا”. فالأجهزة الأمنية تعمل ليل نهار في إحباط محاولات تهريب المواد المخدرة، ودور الجهات المعنية في هذا النطاق كبير جدا حيث تقوم ببعض الحملات التوعوية. وقد اتخذت مديرية مكافحة المخدرات بالمملكة مجموعة من الإجراءات والخطوات السريعة للحد من النشاطات الإجرامية لمهربي المخدرات والمتعاطين التي تأخذ في الاستمرار يومًا بعد يوم. فجهود المملكة العربية السعودية في مكافحة المخدرات متعددة ، وسريعة وصارمة وتهدف إلى حفظ استقرار البلاد والعباد، والقضاء على تلك الظاهرة المؤرقة للجميع؛ حيث يتولى مهمة الإشراف على الخطوات والإجراءات المتخذة للمديرية العامة لمكافحة المخدرات بالسعودية. والمشكلة الخطيرة أن الإدمان يؤثر على حياة الأفراد والمجتمع بصورة سلبية، وقد يصل الأمر بهم للجرائم. لذا تسعى حكومتنا الرشيدة أيدها الله للقضاء على هذه الآفة اللعينة بشتى الطرق. كلنا يعلم أنه ينتج عن تناول المخدرات والادمان عليها العديد من الجرائم والأضرار منها: أضرار المخدرات على المجتمع: وأثر الإدمان على بيئة العمل. وتأثير الإدمان على الاقتصاد. والتأثير السلبي على الصحة. وتأثير الإدمان على النظام الصحي. وحدوث صلة وثيقة بين تعاطي المخدرات والجريمة. ويعتقد من يعاني من الإدمان أنها مشكلته وحده، ويتساءل ماهي أضرار المخدرات على المجتمع ؟ لسوء الحظ أنك إذا كنت تعاني من الإدمان، أنت لا تعاني وحدك، بل تعاني دائرتك القريبة منك، وكل من يهتم لأمرك، كما أن إدمانك يؤثر على كل البيئات التي تحتك بها، المدراس، والجامعات، وأماكن العمل، علاوة على انتشار المرض، والجريمة، على جميع الأصعدة، ويمكننا أن نقول إن الإدمان، يضمن للجميع مجتمع مريض، غير آمن، والمجتمع: يعني مجموعة من الأشخاص يعيشون في نفس المكان (منزل، أو حي، أو مدينة)، ويمكن أن يطلق تعريف المجتمع أيضًا على مجموعة من الأشخاص لهم سمات مشتركة معينة، ويشمل هذا التعريف، المدارس، وأماكن العمل، وبناء على ذلك اضرار المخدرات على المجتمع تشمل كل نواحي الحياة المختلفة، مثلا: أثر الإدمان على بيئة العمل: يعتبر العمل مجتمع صغير، يؤثر كل أفراده بعضهم في بعض، ومن المرجح أن يؤثر تعاطي شخص ما للمخدر بصفة منتظمة في مسار عمله، حيث يؤدي لانخفاض الإنتاجية، وزيادة التأخير، ويمكن أن يؤدي للانقطاع عن العمل بشكل كلي، بالإضافة للسلوكيات غير اللائقة مثل الترويج للمخدرات بين زملاء العمل، مما قد يؤدي للفصل عن العمل. تأثير الإدمان على الاقتصاد: وبالنظر للأسباب غير المباشرة التي تحدث في بيئة العمل، قد يتضح التأثير، مثل انخفاض الإنتاجية، وتضييع أوقات العمل في مراقبة بيئة العمل، والعمل على إصلاحها، وتوقيع الجزاءات، وخسارة الشركة أيضا . وهناك التأثير السلبي على الصحة: تسبب المخدرات اختلالات عدة في صحة الأفراد، حيث أنها توثر على آليات الدماغ في توجيه الإنسان، على سبيل المثال تفرز دماغ الإنسان الدوبامين عندما يقع في الحب، أو حتى عندما يتناول وجبة لذيذة، فإذا قرر شخص ما أن يتجه لعقاقير لتزوده بنفس النتيجة، فسوف يعتمد جسمه عليها، ويكف عن إفراز الدوبامين بشكل طبيعي، مما قد يسبب مشاكل عاطفية، وانعدام الشعور بالمتعة، ويمكن أن تؤدي المواد الأفيونية لإبطاء التنفس لدرجة فقدان الوعي، والموت، ويمكن أن يسبب الكوكايين تصلب عضلات القلب، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية، وممكن أن يتسبب مدمن عقار مثل LSD، في إيذاء نفسه بدون أدنى وعي منه. تأثير الإدمان على النظام الصحي: ويمكن أن يكون الإدمان مكلفًا للدولة بالنظر إلى استهلاك موارد الصحة النفسية، وانتشار الأمراض المنقولة جنسيًا، أو عن طريق مشاركة الإبر، بالإضافة إلى خدمات الطوارئ، والخدمات الطبية الأخرى، وعلاج المرضى المقيمين للتعافي. “يتبع”. *سفيرة الإعلام العربي * كاتبة ومسؤول تحرير
مشاركة :