سوسن عيسى شابة بحرينية استطاعت في فترة بسيطة أن تحقق لها اسمًا في عالم الأزياء.. اتخذت قرارًا جريئًا في بداية مشوارها العملي بعد أن أنهت دراستها في جامعة البحرين تخصص هندسة كمبيوتر، ثم التحقت بالدراسات المصرفية، والتحقت بأحد البنوك التجارية للعمل، ثم التحقت بإحدى شركات الاتصالات. بعد هذه المراحل العملية شعرت أن شيئاً ما يدفعها نحو عالم الأزياء، فكانت حريصة على متابعة كل جديد في عالم تصميم الملابس، حينها قررت أن تضع رجلها في أول سلم التصميم، فاتخذت قرارها بالاستقالة من الاتصالات والالتحاق بتصميم الأزياء. خالجها شعور أن نجاحاً ما سيكون من نصيبها، فوضعت مبلغاً مما احتفظت به خلال فترة عملها لتصمم به 4 فساتين.. لبست أحدها، فكان محلاً لإعجاب صديقاتها، وطلبن منها أن يكون لهن فستاناً بنفس التصميم. المفاجأة كانت أن خلال أسبوعين فقط، طلب منها أن تصمم 20 فستاناً، سعر الفستان الواحد 35 ديناراً فقط، بعد أن انتهت من تصميم الـ 20 فستاناً، اقترب شهر رمضان، بأزيائه الخليجية المختلفة، فكانت لها بصمة في تصميم عدد من الأزياء المناسبة لشهر رمضان والتي تستهوي الفتيات والنسوة.. فكان النجاح حليفها. خطوة تلو خطوة جعلتها تنجح ويكون لها اسماً خاصاً في عالم الأزياء.. وفيما يلي نص الحوار: ] شابة ولك نجاحات باهرة في عالم الأزياء والتصميم.. حدثينا عن بداية هذا المشوار؟ - كنت مهتمة بالفن والموضة وتصميم الأزياء، من أجل ان أكون متميزة، لذلك تابعت كل جديد في الموضة والأزياء، وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعلني اقتحم هذا العالم، فبدأت بتصميم ملابسي الخاصة. من خلال رأي صديقاتي وأسرتي أدركت أن الكثير من تصاميمي التي كنت أرتديها في مناسباتي الخاصة كانت محل إعجاب لانها بسيطة وعصرية وتعكس المظهر الأنثوي، وأعتقد أن ذلك أسس طريقي إلى عالم الأزياء. ] ولكن عملياً.. متى بدأت في تصميم الأزياء؟ - بدأت التصميم فعلياً قبل ثلاث سنوات، أي في عام 2013، حين قررت ان أصمم لنفسي فستاناً يعكس شخصيتي، فكانت المفاجأة ان العديد من صديقاتي أعجبن بهذا الفستان وطلبن مني ان أصمم لهن فستاناً مثله، حتى وصل عدد الطلبات الى 20 طلباً. ] لكل مشروع تحديات تواجهه.. فما هي أبرز التحديات التي واجهتك في بداية مشوارك؟ - كان العامل المادي هو التحدي الأصعب بالنسبة لي، بدأت مشواري في عالم الأزياء بمبلغ 200 دينار وكنت أنتظر العائد المادي بعد بيع تصاميمي لأتمكن من الاستمرار وتصميم المزيد، بالاضافة الى قلة التشجيع، فالبعض يحب ان يشتري من الملابس الجاهزة، وأخريات يخالجهن الخوف من التصميم عندي لأني ما زلت في بداية مشواري. ] ما هو أبرز ما يميز أعمالك وتصاميمك؟ - أنا من الذين يفضلون الملابس التي تتميز بالبساطة والحيوية والرقي، وأعمل من كل تصميم قطعة واحدة، بالاضافة الى ان تصاميمي فيها شيء جديد غير معهود وهو ما كان يستقطب الفتيات الى شراء الجديد من التصاميم. ] لماذا اخترت اسمSEEN BY SAWSAN لعلامتك؟ - لأن جميع تصاميمي تعكس شخصيتي وذوقي الخاص، فقررت ان أجعل اسمي علامة تجارية لتصميماتي. ] أين تعرضين ما تنتجينه من تصميمات؟ - المجموعة متوافرة في SHOWCASE101، ومتوافرة ايضا في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بعلامتي، وأرغب في ان افتح محلاً خاصاً بي، ولكن السبب في التأخير هي بعض الإجراءات فضلاً عن ارتفاع أسعار الإيجارات في المجمعات التجارية. ] هل لديك قدوة عربية في عالم الموضة والأزياء؟ - نعم.. يعجبني كثيراً الذوق الرفيع لأناقة الملكة رانيا العبدالله فهي مثال للمرأة العربية المعاصرة. ] هل تتمنين أن تلبس إحدى الشخصيات العربية من علامتك؟ - ما أرغب به حالياً هو التعاون مع بعض شركات الإنتاج التلفزيوني من أجل ان يكون لباس الفنانات من تصميماتي، سواء كانت شركات إنتاج محلية أو خليجية أو حتى عربية. ] كثر في الآونة الأخيرة ظهور الكثير من المصممات البحرينيات على الساحة.. كيف ترين نفسك بينهن؟ - كمصممة، أرى تصاميمي كقطع فنية تحتوي على الجديد وفي بعض الاحيان غريب ايضاً، لذلك أشعر انه متميز ومختلف عن الباقي، أنا مهتمة ان تكون الزبونة راضية تمام الرضا عن ما تم تصميمه لها وكذلك ردة فعل المحيطين بها، ما نحتاجه هو ان نسمع التشجيع، حتى يكون حافزاً للإبداع. ] ما هي العلامة التجارية المفضلة لك في عالم الأزياء؟ - أحب كثيراً تصاميم DOLICE GABBANA ] ما هي مشاريعك المستقبلية؟ - أتمنى أن أعرض يوماً ما تصاميمي في إحدى عواصم الموضة العالمية وهذا هو حلمي وطموحي الأعلى. وأتمنى أن نتلقى الدعم من الجهات المسؤولة فنحن كمصممين لا نحتاج فقط إلى الدعم المادي بل إننا بحاجة ماسة الى الدعم المعنوي لتسهيل خطواتنا للعالمية. ] ماذا ينقص الشاب البحريني المبدع أو الذي ينوي أن ينجح مشروعه؟ - ما ينقصه هو التشجيع والاهتمام الرسمي والأهلي، الصناعة المحلية التي ينتجها الشباب البحريني تحتاج الى تسويق، وتحتاج ان يكون هناك مرشد من قبل الجهات المعنية ليكون انتاج الشباب البحريني عربياً وحتى عالمياً، كإتاحة الفرصة للشباب البحريني المشاركة في المعارض الدولية بالتنسيق مع الوزارة المعنية بالمعارض والمؤتمرات. المصدر: بيان القطيش