حقق تحالف قوات سوريا الديمقراطية تقدماً ملحوظاً في محافظة حلب في شمالي البلاد برغم القصف المدفعي التركي المتواصل ضد مواقعه لليوم الثالث على التوالي، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، امس، فيما قتل 14 شخصا بقصف صاروخي استهدف مستشفى ومدرسة في مدينة اعزاز، بينما قتل 7 مدنيين في غارة جوية استهدفت مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب شمال غربي البلاد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن الاشتباكات مستمرة منذ الأحد بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المسلحة في الحي الغربي لمدينة تل رفعت، أبرز معاقل تلك الفصائل في ريف حلب الشمالي إلى جانب مارع واعزاز. وبحسب المرصد، أسفرت الاشتباكات في تل رفعت عن مقتل 26 عنصراً من الفصائل المسلحة، بينهم قياديان من حركة أحرار الشام. كما أفاد المرصد السوري أمس عن دخول 350 مقاتلاً إسلامياً من فصيل فيلق الشام المدعوم من أنقرة من تركيا إلى ريف حلب الشمالي وتوزعوا بين اعزاز وتل رفعت. وواصلت المدفعية التركية قصفها لمواقع قوات سوريا الديمقرطية لليوم الثالث على التوالي، ويتركز القصف على الطريق بين مطار منغ العسكري ودير الجمال باتجاه تل رفعت في محاولة لقطع طريق التعزيزات عن تلك القوات. كما تستهدف المدفعية التركية أيضاً مناطق تواجد الأكراد بين اعزاز وعفرين وتحديداً قريتي قطمة ومريمين. وبالرغم من القصف التركي، نجحت قوات سوريا الديمقراطية امس في السيطرة على بلدة كفرنايا التي تقع على بعد كيلومترين فقط إلى الجنوب من تل رفعت، وفق المرصد. وبالتالي أصبحت قوات سوريا الديمقراطية على بعد ثمانية كيلومترات من مناطق وجود تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي. وبموازاة تقدم قوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي، يتقدم أيضاً الجيش السوري بغطاء جوي روسي منذ شن هجومه بداية الشهر الحالي، وباتت الفصائل المسلحة بين فكي كماشة قوات النظام والمقاتلين الأكراد. في غضون ذلك، ذكر المرصد أن 14 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال، قتلوا أمس، في قصف جوي روسي في محيط مستشفى ومدرسة في مدينة اعزاز وقرية كلجبرين القريبة منها. وقال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن صاروخاً باليستياً روسياً أصاب مدرسة ومستشفى في بلدة اعزاز مما أسفر عن مقتل الكثير من المدنيين بينهم أطفال. وأضاف أن روسيا ووحدات حماية الشعب الكردية أغلقا ممراً إنسانياً شمالي مدينة حلب وأن موسكو تريد ألا تترك للمجتمع الدولي سوى خيارين في سوريا إما الرئيس بشار الأسد أو تنظيم داعش. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود في بيان مقتل سبعة أشخاص على الأقل هم خمسة مرضى ومقدم رعاية واحد وحارس، إضافة إلى فقدان ثمانية موظفين يُرجّح أن يكونوا في عداد الأموات... جراء هجوم صاروخي وقع صباح أمس وأدى إلى تدمير مستشفى مدعوم من قبلها في معرة النعمان في محافظة إدلب. ونقلت المنظمة عن موظفين أن المستشفى تعرض لأربعة صواريخ خلال هجومين تفصلهما دقائق معدودة، مشيرة إلى أن القصف طال أيضاً 15 منزلاً ومنشأة تقع جميعها في المناطق السكنية من بينها مستشفى آخر غير مدعوم من قبل المنظمة. (وكالات)
مشاركة :