أعربت روسيا، أمس، عن قلقها الشديد لعمليات القصف التي تنفذها المدفعية التركية لمواقع كردية في سوريا، منددة بسياسة تركية استفزازية تشكل خطراً على السلام، واتهمت أنقرة بمواصلة تسهيل مرور المرتزقة والإرهابيين إلى سوريا، فيما أكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أن الجيش السوري لن يبقى في سوريا إلى الأبد، في حين طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد بالحد من الهجمات حول حلب، ودعا جميع أطراف الصراع في سوريا للتحلي بضبط النفس. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن موسكو تعرب عن قلقها البالغ حيال الأعمال العدوانية للسلطات التركية، معتبرة أن هذه السياسة التركية تنم عن دعم فاضح للإرهاب الدولي. وتابع البيان أن روسيا ستضغط من أجل رفع المسألة الى مجلس الأمن الدولي حتى يجري تقييم واضح لسياسة أنقرة الاستفزازية هذه التي تشكل خطراً على السلام والأمن يتجاوز حدود الشرق الأوسط. كذلك اتهمت الخارجية الروسية أنقرة بمواصلة تسهيل دخول العديد من مجموعات الإرهابيين والمرتزقة المسلحين بصورة غير شرعية إلى الأراضي السورية عبر حدودها. وأعربت الخارجية الروسية عن بالغ قلقها من الأعمال العدائية التي تقوم بها السلطات التركية في ما يخص الدولة المجاورة. من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في مقابلة إن موسكو لا تعتزم أن يستمر وجودها العسكري في سوريا لأجل غير مسمى. وفي مقابلة مع مجلة تايم سئل ميدفيديف عما إذا كانت روسيا ستساعد حليفها الرئيس بشار الأسد في مسعاه لاستعادة السيطرة على سوريا بالكامل، وقال في نص مكتوب للمقابلة نشرته الحكومة ليست لدينا خطط... لوجود بلا نهاية في سوريا. نحن هناك من أجل هدف محدد وملموس. في غضون ذلك، قال شتاينماير في بيان في إطار اتفاق ميونيخ يتعين على جميع الأطراف الإسهام في تخفيض فوري للعنف حتى قبل بدء سريان وقف إطلاق النار. وأضاف يشمل ذلك العمليات العسكرية التي تنفذها روسيا والنظام السوري حول حلب والهجمات التي نفذتها في الفترة الأخيرة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا. وقال شتاينماير في البيان الصادر على هامش اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل بالنظر إلى الوضع المتوتر يتعين على تركيا كذلك التحلي بضبط النفس. وقالت الحكومة الألمانية أمس، كذلك إنها لا تعتقد أن حرباً باردة جديدة اندلعت بين روسيا والغرب، وأضافت أن الأمر يرجع إلى موسكو في منع مثل هذا التدهور في العلاقات. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للذين يتحدثون عن حرب باردة أو خطر الحرب الباردة مثل رئيس الوزراء الروسي (ديمتري) ميدفيديف.. كل ما يمكنني قوله إن هذه ليست بالتأكيد رؤية الحكومة الألمانية. وأضاف يتعين القول إن الأمر في يده لمنع الوصول إلى مثل هذا الوضع. (وكالات)
مشاركة :