دراسة جديدة تضيء على اللحظات الأخيرة قبل الموت

  • 5/2/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - اكتشف باحثون في جامعة ميشيغان الأميركية "ظاهرة غريبة" في أدمغة أشخاص في حالة احتضار، تتمثل في حدوث طفرات نشاط في الدماغ مرتبطة بالوعي وهو دليل يزكي نتائج دراسات سابقة بأن لدى المرضى قبيل وفاتهم أحاسيس ورؤى. وغالبا ما يزعم الأشخاص الذين يقتربون من الموت أنهم رأوا ضوءا في نهاية نفق، أو أنهم شعروا وكأنهم يطفون فوق أجسادهم، أو بأنهم استرجعوا شريط حياتهم أمام أعينهم. ويقدم المحتضرون أحاسيس مشتركة تشمل الشعور بالرضا والانفصال النفسي عن الجسم ويشعرون بالحركة السريعة عبر نفق مظلم طويل مع ظهور ضوء ساطع. وكان العالم البريطاني كارل ساغان شرح هذه الظاهرة بقوله إن ضغوط الموت تنتج شعورا يذكرنا بالولادة، ما يشير إلى أن الناس الذين يدخلون تجربة "النفق" يتخيلون قناة الولادة من جديد. إلا أن عالم البيولوجيا العصبية السويسري أولاف بلانك قال إن هذه الظاهرة مرتبطة باضطرابات في عمل أحد نصفي الدماغ، وإذا حدثت الاضطرابات في الجهة اليسرى، فعندئذ سيكون لدى الفرد متلازمة "النفق"، وأما إذا حدثت في اليمنى فتصبح سببا لظهور أصوات وصور ظلية. ويدفع التقاطع بين هذه الشهادات، وواقع أنها تأتي من أشخاص ذوي خلفيات وأصول متنوعة، إلى الاعتقاد بوجود آلية بيولوجية محتملة لا تزال غامضة للعلماء. وفي ورقة بحثية جديدة نشرتها الاثنين حوليات الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) لاحظ باحثون في جامعة ميشيغان الأميركية حدوث نوبات في نشاط الدماغ لدى مريضين في حالة احتضار كانا في غيبوبة. وقال المعد الرئيسي للدراسة خيمو بورجيغين إن هذه الدراسة ليست الأولى من نوعها لكنها "مفصلة أكثر من أي وقت مضى". ودرس العلماء سجلات أربعة مرضى ماتوا بسبب سكتة قلبية في لحظة كان النشاط الدماغي يقاس لديهم عن طريق جهاز لتخطيط كهربية الدماغ (EEG). كان هؤلاء الأشخاص في غيبوبة، وقرر أطباؤهم وقف العلاج بسبب تعذر إنقاذهم، وعندما فُصل هؤلاء عن أجهزة الإنعاش، شهدت اثنتان منهم (امرأة تبلغ 24 عاما وأخرى تبلغ 77 عاما) زيادة في معدل ضربات القلب. كما أظهر نشاط الدماغ ارتفاعا مفاجئا في موجات غاما المرتبطة بالوعي، في ظاهرة سبق أن رصدتها دراسات سابقة. وتذهب الدراسة الجديدة إلى أبعد من ذلك، إذ ركز الباحثون فيها على جزء أكبر من الدماغ تم تحفيزه، وهي المنطقة الخلفية المرتبطة بالوعي. وأوضح خيمو بورجيغين أنه "إذا تم تحفيز هذا الجزء من الدماغ، فهذا يعني أن المريض يرى شيئا ما، ويمكنه سماع شيء ما، ومن المحتمل أن يشعر بأحاسيس خارج الجسم"، مضيفا أن هذه المنطقة كانت "ملتهبة". لكن العلماء غير متأكدين من سبب عدم ظهور هذه العلامات لدى المريضين الآخرين، وبحسب خيمو بورجيغين، قد يكون لسجلهما الصحي على صعيد النوبات أثر في هذا المجال. وحذر الباحثون من أنه نظرا لأن الدراسة أجريت على عينة صغيرة جدا، فلا يمكن استخلاص استنتاجات عامة، وبما أن المرضى قد ماتوا، فلن يُعرف أبدا ما إذا كانت لديهم رؤى أم لا. ورغم كل التفسيرات والنظريات الكثيرة، يبقى هناك التحليل الأكثر انتشارا للتجارب القريبة من الموت، وهو أن الدماغ المحتضر يطلق هلوسات حين تبدأ الخلايا في الموت، وهذا يشبه هلوسات المرض الشديد أو الألم الناتج عن التجارب العاطفية القاسية أو الأزمات القلبية والدماغية. ولا يزال الباحثون يحاولون تحديد سبب حدوث تجارب الاقتراب من الموت، ويجهدون لفهم هذه الظاهرة الغامضة التي تعد دليلا على رغبة البشر في البقاء على قيد الحياة.

مشاركة :