الدمام -; سامي اليوسف تتسارع الخطى في المدن السعودية لمعالجة مظاهر “التشوه البصري” عبر فرق ميدانية تابعة للأمانات والبلديات بتعليمات مشددة من وزارة الشؤون البلدية والقروية للارتقاء بجودة الحياة والخدمات المقدمة وتحسين المشهد الحضري. وتقول أروى محمد الجندي، مهندسة معمارية في أمانة منطقة الرياض، لـ(الجزيرة) “أبرز مظاهر التشوه البصري اللوحات الدعائية المخالفة والكتابات والملصقات المشوهة للمظهر العام، والباعة الجائلين، والمظلات وهناجر المواقف الموجودة في الأراضي الفضاء داخل الأحياء، إلى جانب مخلفات البناء والهدم من الأراضي الفضاء، والسيارات التالفة والمهملة في الشوارع والميادين العامة، وحفر الشوارع والأرصفة المتهالكة وخطوط الطرق غير المطلية، وأعمدة الإنارة والاستراحات وأحواش الماشية والصناديق والعشش والمخيمات المنتشرة عشوائيًّا على مداخل المدن”. أرقام تعكس معالجة حضارية وفي المنطقة الشرقية، أكبر المناطق السعودية، شدد معالي أمينها المهندس فهد الجبير، على ضرورة استثمار هذا الموسم، بتكثيف زراعة أشجار الظل، وزيادة المسطحات الخضراء، ورفع نصيب الفرد منها؛ تزامناً مع دخول فصل الصيف للمساهمة في تخفيف حرارة الأجواء، والتي من شأنها أن تحسن جودة الحياة، وتفعيل أنسنة المدن، ضمن برنامج تحسين المشهد الحضري. جاء ذلك خلال ترأس معاليه، اليوم الثلاثاء الاجتماع الأسبوعي، بمقر الأمانة، مع الوكلاء ومديري الإدارات ورؤساء البلديات، لبرنامج معالجة التشوه البصري بالمنطقة، والذي يهدف لتحسين المشهد الحضري وإبراز جهود البلديات في المعالجات التي تقوم عليها للارتقاء بالمنطقة. واستعرض في الاجتماع منجزات غرفة عمليات تحسين المشهد الحضري، الذي تضمّن الخطة الوطنية والمسار التنفيذي للمعالجات الفورية، والتي يأتي ضمنها الرصد والمعالجة في عناصر المسار الأول من 15 سبتمبر 2022، وحتى 27 إبريل 2023، حيث بلغ إجمالي المعالجات لتسوير المباني تحت الإنشاء (39.469.3) متر طولي، و(580.714) متر مكعب من مخلفات البناء، و(7540) من الحواجز الخرسانية، و(124) مبنى من المباني على الشوارع التجارية تحت الإنشاء والترميم، و(13.120) عمود إنارة، و(3521) سيارة تالفة. كما استعرضت أيضا جهود البلديات في المعالجة، تضمنت تقارير تفصيلية لجهود البلديات في مسار المعالجات الفورية، والتي بلغت 19 تقريرا في الرصد والمعالجة في المسار الأول لتكثيف الجهود ومعالجة الملاحظات. وتضمن العرض، مبادرات الخطة الوطنية المحورية، التي يأتي ضمنها المبادرات التي بدأت من أكتوبر. شجرة لكل بيت وكانت بلدية محافظة الخبر قد أطلقت مبادرة بعنوان: “شجرة لكل بيت”، والتي تندرج ضمن مبادرة الخبر خضراء، وقبلها غرست مليون و600 ألف زهرة في مختلف الساحات والميادين والطرق والواجهة البحرية، ضمن جهودها لتحسين المشهد الحضاري وجودة الحياة، وتعزيز الوعي والسلوك الحضاري بأهمية المحافظة على التوازن البيئي، وإضفاء الطابع الجمالي للمدينة. وعلًقت المهندسة أروى الجندي “مبادرات جيدة، لطالما كانت محافظة الخبر سباقة في الاعتناء بالعناصر الجمالية ومشهدها الحضري، ولا شك أنها ستزيد من جمالية الشوارع وتضيف قيمة للأحياء السكنية إلى جانب تأثيرها الإيجابي في تحسين جودة الهواء والتخفيف من حرارة الجو وآثار التلوث الذي تسببه المركبات بالإضافة إلى تشجيع السكان على ممارسة الرياضات اليومية كالمشي في جميع الأوقات”. وزادت أن ربطت مكافحة التشوه البصري بصحة الإنسان “جودة البيئة العمرانية تؤثر في شخصية الإنسان وسلوكه وحتى صحته الجسمية والنفسية، والارتقاء بالمعايير البيئية يؤثر إيجاباً على الشعور بالسعادة والراحة والاسترخاء. وبقدر ما يحصل من خلل ومظاهر التشوه البصري مثل تراكم النفايات والأسلاك وأعمدة الاتصالات وأبراج الكهرباء وغيرها يؤثر سلبا في كفاءة الفراغ المحيط في تأدية وظائفه الاجتماعية والبيئية والاقتصادية إضافة إلى الوظيفة الجمالية، والتي يتفاعل معها الإنسان، فيستشعر عدم الرضا والتوتر والضيق من تلك الأماكن”. وخصصت وزارة الشؤون البلدية والقروية رقم (940) للإبلاغ عن المخالفين والمتسببين بالتشوهات البصرية بالإضافة إلى تطبيقات الأمانات.
مشاركة :