محمد بن سلمان عمره العقلي يتخطى عمره الزمني | سلطان عبد العزيز العنقري

  • 2/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أقف احتراماً وتقديراً لهذا الرجل ،الذي جعل من المملكة محط اهتمام الغرب والشرق ، بإدارته بكل اقتدار لأعقد الملفات وأكثرها سخونة في منطقتنا العربية ،» الملف اليمني» ،والآن «الملف السوري» ،ومشاركة المملكة بقوات جوية وبرية لهزيمة داعش ومن والاها في سوريا ؟! وعندما أقول أن محمد بن سلمان عمره العقلي يتخطى عمره الزمني ،فليس هذا ضرباً من النفاق بل هو يعكس حقيقة ذكائه على الرغم من صغر سنه. الذكاء في علم النفس يتكون من شقين لفظي وعملي ، فأحياناً الأداء اللفظي يغلب على الأداء العملي ، وأحياناً الأداء العملي يغلب على الأداء اللفظي؟! ولكن محمد بن سلمان جمع الأداءين اللفظي والعملي في آن واحد ،ولو أن الأداء العملي هو الغالب كون اللفظي لديه ترجمه إلى أداء عملي من خلال العمل بصمت دون التحدث من خلال تصريحات قد تكون مثار جدل ونقاش عقيم. قوة محمد بن سلمان تكمن في أنه إلى جانب ذكائه ليس فحسب يستشير أركان وزارته بل ويأخذ بما يقوله المستشارون العسكريون الميدانيون. التدخل البري والجوي السعودي في سوريا والذي سوف يكون بالفعل الوحيد الذي سوف يستهدف عصابات الإرهاب الداعشية ، في ظل قيام الروس بتفادي داعش وعدم المساس بها كونها تحارب بجانب النظام هي والأكراد الذين تم تسليحهم من أمريكا ،إلى جانب عناصر الحرس الثوري الإيراني ،ومرتزقة حزب الله الذين يريدون القضاء على الجيش السوري الحر وفرض الأمر الواقع على طاولة المفاوضات من أجل تثبيت النظام السوري برئاسة بشار الأسد.! المعطيات على الأرض تقول لنا إن التدخل الروسي في سوريا والضربات الجوية قلبت معادلات القوى في سوريا لصالح النظام ،وإذا لم يتم تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية فإن عراقاً آخر سوف يصبح على مشارف الحدود الأردنية واللبنانية والعراقية وتصبح بالفعل دمشق العاصمة الثالثة لإيران بعد بغداد وبيروت ،وسوف نكون بالفعل محاصرين من إيران وهنا يجب على السعودية عدم السماح به لأنه سيكون انتصاراً لإيران التي استعانت بروسيا لدعم نظام مجرم في سوريا حتى يدور في فلكها . إيران خسرت مراهنتها في اليمن ونريدها أن تخسر مراهنتها في سوريا ،لأن خسارتها في سوريا معناه خسارتها في لبنان والعراق ،بعد خسارتها في اليمن وبخاصة الآن حيث تعاني من ميزانية خاوية، لهبوط أسعار النفط، ففرصة التدخل العربي في سوريا أفضل بكثير من أي وقت مضى لنقول لروسيا وإيران إن بوابات عالمنا العربي دخولها ليس بالسهولة التي يتخيلها فلاديمير بوتين ولا الآيات والملالي في قم وطهران ؟! ولكن يظل محمد بن سلمان عمره العقلي يتخطى عمره الزمني وبمراحل.

مشاركة :