أول إنسان «سايبورغ» في العالم يكشف إبداعه في «دبي كان ْفَس»

  • 2/16/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع استقطاب مهرجان دبي كانْفَس 2016 لمجموعة من أشهر فناني العالم وأوسعهم شهرة في مجال الفنون التشكيلية، لاسيما الرسم المجسم ثلاثي الأبعاد، يبرز من بين أهم المشاركين هذا العام، مُبدع من نوع فريد لكونه الإنسان الوحيد على مستوى العالم الحائز على اعتراف رسمي من قبل حكومة بوصفه إنسان سايبورغ، وهو مصطلح حديث يقصد به الإنسان الذي يستعين بتقنية إلكترونية تثبت بشكل دائم في جسمه لتعويض بعض الوظائف الحيوية التي يفتقر إليها. وكشف براند دبي، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، الجهة المنظمة للمهرجان بالشراكة مع جي بي آر التابعة لدبي للعقارات، عن مشاركة نيل هاربيسون، صاحب الظاهرة الاستثنائية في سماع الألوان، وذلك عن طريق شريحة تم تثبيتها في رأسه بصفة دائمة وهوائي يتدلى من قمة رأسه إلى جبهته لمساعدته على ترجمة الألوان إلى موجات صوتية مميزة ونغمات متباينة الترددات، ذلك لأنه ولد وهو مُصاب بنوع نادر من مرض عمى الألوان ليمضي فترة صباه، وهو يرى الحياة باللونين الأبيض والأسود ودرجات الرمادي بينهما، قبل أن يستعين بهذه التكنولوجيا التي منحته قدرة تمييز الألوان بتحويلها إلى أصوات ونغمات وترددات. وتساعد هذه التقنية الحاسوبية المتطورة هاربيسون أيضاً على تحويل الأصوات إلى ألوان، ومن ثم فهو قادر على ترجمة الأصوات إلى لوحات، في قدرة فريدة يمتاز بها بين الناس، ليعيش الشاب الإسباني، بريطاني المولد والبالغ من العمر 33 عاماً، عالماً فريداً من التناغم بين الأصوات والألوان، يمنحه قدرة خاصة على تقديم شكل بالغ التفرد من الإبداع، ربما لم تجتمع عناصره لغيره من بني البشر. ومن المنتظر أن يبهر نيل هاربيسون خلال مشاركته في دبي كانْفَس 2016 جمهور المهرجان بتقديم مقطوعة موسيقية يستلهمها من معالم دبي، ويترجم من خلالها ألوان المدينة إلى نغمات موسيقية متجانسة بالتعاون مع مجموعة من الفنانين المحليين، وذلك في أول مرة يقوم فيها هاربيسون بتأليف مقطوعة موسيقية مستوحاة من مدينة، واختار لها اسم سيمفونية ألوان دبي. وعن إقدامه على هذه التجربة الجديدة من خلال مشاركته في دورة دبي كانْفَس هذا العام، قال هاربيسون: دبي مدينة فريدة تمتاز بنهضتها العمرانية الكبرى وتنوع مجتمعها وتعدد ثقافاته، ومن ثم فإنني اعتبر أن هذه المدينة تملك من الألوان البديعة ما يمنح شخصيتها تفرداً واضحاً بين باقي المدن. وأنا أتشوق لخوض هذه التجربة التي أشعر بحماس بالغ حيالها. وأكد هاربيسون أن مشاركته في المهرجان تمنحه فرصة للتعريف بهذا الشكل الفني الجديد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وقال: التعبير المستند إلى تكنولوجيا السايبورغ هو شكل جديد من أشكال الإبداع الذي آمل أن ينتشر، مع استيعاب الناس لما يمكن أن يقدمه لنا امتزاج التكنولوجيا مع الجسم البشري من قدرة على تحفيز العقل وإيقاظ المشاعر، وأتمنى من خلال مشاركتي في المهرجان أن أكون سبباً في التعريف بهذا الشكل الفني الجديد لأول مرة في الشرق الأوسط. وأضاف: قمت مرات عديدة بتدريس صوت الألوان لمطربين وموسيقيين ضمن مشاريع عدة، ولكنها المرة الأولى التي أقوم فيها بتأليف مقطوعة موسيقية مستوحاة من ألوان مدينة بعينها، ودبي ستكون أول تجربة لي، وأتطلع أن يكون ذلك بمشاركة فنانين وموسيقيين من دبي، ليعيشوا تفاصيل أسلوب جديد يمكنهم من خلاله التعبير عن أنفسهم بصورة مبتكرة بالموسيقى عبر الألوان، كما أرجو أن يدرك الجمهور العلاقة بين اللون والصوت، وأن يتعرفوا من خلال ذلك إلى ما يمكن أن يقدمه الإنسانالسايبورغ من إبداعات فنية. وأعربت عائشة بن كلي، عضو اللجنة المنظمة لمهرجان دبي كانْفَس عن ترحيبها بمشاركة هاربيسون في دورة هذا العام، وقالت: يتميز المهرجان بجمع فنانين متميزين من شتى أنحاء العالم، ليكون هذا التجمع مصدر إلهام حقيقي ومبعث على مزيد من الابتكار والإبداع، ونحن سعداء أن يكون نيل هاربيسون من ضيوف المهرجان في ثاني دوراته. فقد أسهم التطور التكنولوجي السريع حول العالم في إعادة تعريف مفاهيم عدة متعلقة بالفن، ونعتقد أن العمل الذي يقدمه هاربيسون يُعدُّ مثالاً جيداً وبرهاناً واضحاً على ذلك. وأوضحت: يسعى المهرجان لترسيخ مكانته كمنصة فعالة ونقطة جذب لاستقطاب نخب من المبدعين من شتى أنحاء العالم وضمن مجالات فنية متميزة، ليقدموا أفكارهم وإبداعاتهم في مساحة مفتوحة تتيح لهم التفاعل المباشر مع الجمهور الذي نعمل على تقريب الفن إليه بوضعه في متناوله، ونحن نأمل أن يظل المهرجان دائماً عنصراً داعماً لتميز المشهد الثقافي والإبداعي في دولة الإمارات، ومصدر إلهام ينشر روح الإبداع بين الناس ضمن مختلف فئاتهم. ومن المُنتظر أن يقوم نيل هاربيسون بتوثيق زياراته لمواقع مختلفة في دبي لاستشعار ألوانها، ومن ثم ترجمتها إلى أصوات ونغمات ضمن سيمفونية ألوان دبي وتسجيل أحداث تلك الزيارات ضمن مقاطع فيديو، سيتم بثها يومياً عبر الصفحة الرسمية الخاصة بالمهرجان على موقع انستغرام وسيُطلق عليها اسم يوميات دبي كانْفَس. تقام الدورة الثانية من مهرجان دبي كانْفَس خلال الفترة من 1 إلى 14 مارس/آذار المقبل، بالشراكة بين براند دبي وجميرا بيتش ريزيدنس التابعة لدبي للعقارات.

مشاركة :