مصطفى عبد العظيم (دبي) أكد خبراء ومتخصصون في قطاع السياحة والسفر أن الإمارات أسهمت بدور محوري في إعادة زخم الانتعاش لصناعة السياحة الإقليمية والعالمية بعد عامين من الركود بسبب جائحة كوفيد-19، متوقعين أن يشكل العام الجاري بداية العودة الحقيقة للنمو وتجاوز الأرقام المسجلة في عام 2019. وأوضح هؤلاء على هامش مشاركتهم في معرض سوق السفر العربي المقام حالياً بدبي، أن الإجراءات التي قامت بها حكومة دولة الإمارات خلال الجائحة والعودة المدروسة لفتح الاقتصاد واستقبال السياح من كافة أنحاء العالم وخاصة خلال إكسبو 2020 دبي الذي أقيم خلال الفترة من الأول من أكتوبر 2021 وحتى 31 مارس 2022، أسهمت بقدر كبير في تحفيز الوجهات السياحية المختلفة على استعادة نشاطها السياحي بوتيرة أسرع بالاستفادة من تجربة دولة الإمارات. وقال باتريك أنطاكي، الرئيس التنفيذي للعمليات – إدارة الضيافة القابضة «إتش ام إتش»، إن دولة الإمارات تعد من الوجهات السياحية المحدودة حول العالم التي تمكنت من استعادة الزخم السياحي في وقت قصير بعد جائحة كوفيد-19، وذلك بفضل الرؤية والاستراتيجية المرنة التي اتبعتها الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في التعامل مع الجائحة وتسريع عودة القطاع للتعافي والنمو. وأضاف، أن القطاع السياحي والفندقي في الإمارات يسجل حالياً مؤشرات نمو استثنائية وبين الأفضل عالمياً على مستويات أعداد حركة المسافرين ومعدلات الإشغال الفندقي، وكذلك متوسط أسعار الغرف والعائد على الغرف الفندقية. وأشار أنطاكي أن هذا النمو شجع الشركات العاملة في قطاع إدارة الضيافة على التوسع في استثماراتها، عبر تشغيل وإدارة المزيد من الفنادق داخل وخارج الدولة، لافتاً إلى قيام (أتش أم أتش) خلال الأشهر القليلة الماضية بتوسيع تواجدها في قطاع الضيافة من خلال خططها للدخول في أسواق جديدة وناشئة. وأضاف باتريك أن الإمارات رسخت موقعها كمركز هام على خريطة للسياحة العالمية، مع احتضانها للعديد من مرافق الجذب الشهيرة عالمياً، علاوة على ذلك، واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها لتعزيز بنيتها التحتية السياحية، بما في ذلك توسيع مطاراتها، وبناء المزيد من الفنادق والمنتجعات، وإطلاق أماكن ترفيهية جديدة. وأشار إلى أن الإمارات تمتلك قطاعاً سياحياً مميزاً وقوياً أثبت مرونة عالية في مواجهة تداعيات الجائحة، رسخت مكانة الدولة على خريطة السياحة العالمية، وجعلتها وجهة مستدامة للسائحين من جميع أنحاء العالم، وذلك لامتلاكها بنية سياحية متطورة، ومنشآت فندقية على أعلى مستوى، ومقاصد سياحية غنية، فضلاً عن المناخ الآمن والاستقرار الذي تتمتع به الدولة.. وذكر أنطاكي أن معرض سوق السفر العربي أظهر في يومه الأول مستويات مرتفعة من التفاؤل في صناعة السياحة العالمية والإقليمية، وهو ما تعكسه المشاركة الواسعة لأكثر من 2000 جهة عارضة وأكثر من 150 دولة، لافتاً إلى حرص المجموعة على المشاركة في هذا المعرض المهم، نظراً لما يوفره من فرص استثنائية لجميع العاملين في صناعة السياحة للالتقاء والتواصل وتبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات، وأيضاً عقد شراكات واتفاقيات». وأكد أن مشاركة المجموعة في المعرض تأتي في ظل النمو الكبير الذي يشهده القطاع السياحي في دولة الإمارات وأسواق المنطقة بشكل عام، حيث يعتبر هذا المعرض حدثاً دولياً رائداً في مجال السفر والسياحة، ويتيح إمكانات اقتصادية وفرصاً واعدة لمختلف الجهات المشاركة. أخبار ذات صلة محمد بن راشد: المحبة والأخوة بين شعبي الإمارات والسودان راسخة ومستمرة «مسبار الأمل».. 2.1 تيرابايت من البيانات في 1017 يوماً المقومات السياحية قال محمد الريس، نائب الرئيس التنفيذي لوكالات الريس للسفريات، إن الانتعاش الذي يشهده القطاع السياحي في الإمارات منذ بداية العام الحالي والذي فاق التوقعات، لا يعكس فقط قوة جاذبية المقومات السياحية التي تتمتع بها الدولة، وإنما يؤكد تصدر الإمارات للوجهات السياحية المفضلة للسفر من كافة أنحاء العالم، بعد النجاح الكبير الذي حققته خلال استضافة إكسبو 2020، والذي أتاح لملايين الزوار التعرف على القدرات الحقيقية التي تتمتع بها الإمارات في القطاع السياحي. وأوضح الريس، أن جميع أنماط السياحة في الإمارات سجلت خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام نمواً قوياً، فاق التوقعات، خاصة على صعيد سياحة الأعمال والمؤتمرات وسياحة الترفيه والسياحة العلاجية والسياحة الثقافية، وغيرها من الأنماط السياحية الأخرى التي تتميز بها الدولة، مشيراً إلى أن زخم الانتعاش امتد لكافة الوجهات السياحية في الإمارات، متوقعاً أن يتواصل هذا الزخم لنهاية العام الجاري. وأشار الريس إلى أن وتيرة انتعاش السياحة في الإمارات على الرغم من أنها تأتي بين الأسرع عالمياً بعد جائحة كوفيد-19، إلا أن استمرار بعض الأسواق في اتخاذ إجراءات متحفظة بشأن كوفيد-19 حتى وقت قريب، قد حد من هذه الوتيرة، فضلاً عن عدم تمكن شركات الطيران من استعادة سعتها المقعدية الكاملة، لكن مع إعادة فتح الصين مجدداً وعودة التعافي لصناعة السفر، حيث يرتبط مطار دبي حالياً بأكثر من 225 وجهة مباشرة حول العالم، فإنه من المتوقع أن يسجل القطاع معدلات قياسية تفوق مستويات ما قبل الجائحة بمعدلات كبيرة. وأشار إلى عودة الانتعاش للأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى الإمارات وخاصة من الهند وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، وكذلك سوق دول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن التدفقات القادمة من أسواق جديدة في أميركا الشمالية. في سياق متصل، قال الخبير الفندقي المهندس محمد النادي المتخصص في الاستشارات الفندقية، إن القطاع الفندقي في دولة الإمارات شهد خلال السنوات الماضية طفرة كبيرة على صعيد الاستثمارات الفندقية والتوسع في جذب العلامات الفندقية العالمية، مشيراً إلى أن شركته، التي تعمل في المملكة العربية السعودية، تستفيد بشكل كبير من الازدهار السياحي والفندقي في دولة الإمارات، خاصة أنها تجمع الخبرات العالمية في قطاع الضيافة من تنفيذ ودراسات وتصاميم داخلية. وأوضح أن السوق الفندقي في المملكة العربية السعودية، الذي يشهد حالياً طفرة غير مسبوقة في التوسع في إطار رؤية المملكة 2030، شهد نمواً كبيراً في الطلب على صناعة الفنادق والتصميم الداخلي للفنادق بنسبة تزيد على 30%، خاصة مع دخول العلامات الفندقية العالمية التي تعمل على دمج وتكييف مشاريعها مع متطلبات الضيافة المحلية. وأكد النادي أن سوق السفر العربي بدبي شكل منصة مهمة لمقابلة الشركات العالمية في القطاع السياحي، وعقد الصفقات، لافتاً إلى أن الإقبال القوي على المعرض في يومه الأول يعكس الدور المهم الذي تعلبه دبي في ترسيخ تعافي قطاع السياحة في المنطقة، وتوجيه بوصلة السياحة العالمية إلى المستقبل الواعد للسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي بوجه عام، والمملكة العربية السعودية التي تتأهب لحقبة جديدة من الازدهار السياحي.
مشاركة :