من كتابي المخدرات نار وهلاك ودمار وتزامناً مع الحملة الوطنية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة التي أصبحت تُهدد المجتمع بأسره .. وفيه تطرقت لنعمة العقل والبدن وأنهما نعمتان عظيمتان من نعم الله الكثيرة على خلقه ولكل منهما علينا حق ولايمكن ان نفرق بينهما .. فالعقل السليم في الجسم السليم .. فلو تمعنت قليلاً وبعيداً عن أي مؤثرات خارجية سواء كانت عقلية تخيلية او بدنية حِسية لوجدت وبدون ادنى شك انه من أراد أن يعيش سعيداً سليماً مُعافى من الأذى و الأمراض في العقل والبدن وحظه موفورٌ ورزقه واسعٌ وصحته تُساعده على القيام بأعباءه اليومية بكل نشاط وحيوية فلا بد أن يحافظ على عقله وبدنه من خطر المخدرات وما يتبعها من مصائب وفتن بكل عزيمةٍ وإصرار وإرادة قوية نابعة من صميم نفسه إرضاءاً لله عز وجل أولًا وأخيراً وخوفاً على صحته وإنجرافه في طريق الخزي والعار والضياع والحرمان بتعاطيه المخدرات فلو ذهب عقل المُتعاطي للمخدرات لساءت صحته ودخل في نفق الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود .. ولتدهورت صحته وانعدم تفكيره في كل ماهو مُفيد ولقلت معرفته بل إنعدمت ولكثرت أخطاؤه الفادحة مما سوف يؤدي به إلى أشياء خطيرة لاتُحمد عُقباها له ولأسرته ومجتمعه .. فخذوا العبرة من المجتمعات الغربية وما حل بها من إنحطاط في الأخلاق وضياع للمبادئ والقيم وأصبحوا كالبهائم لايفرقون بين الخطأ والصواب وجعلتهم عبيداً لها يعيشون بلا هدف ولا غاية في دنيا الضياع والتشريد والحرمان فكثرت عندهم الجرائم البشعة كالقتل والخطف وهتك الأعراض والتمرد على الحريات وخلافه وإندثار الاخلاق وانتشار الأمراض المميتة كالإيدز وأمراض الجهاز التناسلي والتنفسي والهستريا والإدمان وإختلال الشخصية وخلافه .. كل ذلك بسبب تعاطي المخدرات فهي سم قاتل وداءٌ عُضال ليس له دواء إلا بالإبتعاد عنها بأسرع وقتٍ ممكن حفاظاً على عقلك وصحتك وأهلك ومجتمعك من الهلاك والدمار .. فالمخدرات في أبسط معانيها هي التي تجعلك عبداً لها وتنصب شباكها حولك وتجعلك منزوع الإرادة بهيمة هائمة شاردةٌ لاهدف لها ضعيفاً هزيلاً مريضاً عقلياً وبدنياً ولصاً بعد ان كنت شريفاً وتقودك إلى رذائل وعادات لم تألفها من قبل قبيحة لايقرها عقل ولا دين وذلك بسبب تأثر العقل وإنعدام التفكير السليم في كل ما هو مفيد ... فماذا بعد كُل هذا ..؟! وكيف بالله عليكم يامن تماديتم في تعاطي مثل هذه السموم الحارقة للعقل والبدن بشتى أنواعها تُذهِبون عقولكم وتدمرون صدوركم واكبادكم وأنتم تعلمون ذلك وتصرون عليه وتعلمون مدى خطورتها عليكم ..؟! فأحقن نفسك يامن وقعة فريسة لهذه السموم بتقوى الله وتسلح بسلاح العزيمة والإصرار والإرادة القوية للإبتعاد عنها وبصورة نهائية لا رجعة فيها .. توقف مع نفسك قليلاً وانت صحيح العقل واسأل نفسك ماذا جنيت من كل هذا وكيف يكون حالك وانت متعاطي لها ..؟! وكيف يكون تصرفك وتعاملك مع من هُم حولك وما هي نهايتها ..؟! فإذا أجبت على هذه الأسئلة بكل أمانة وإخلاص ومصداقية أكيدة مع نفسك .. توضأ واتجه للقبلة وصلي لك ركعتين بنية الخلاص منها وادعو الله سبحانه وتعالى بقلبٍ خاشع ولسان ذاكر وتوبة صادقة نابعة من صميمك بأن يبعدك الله عنها نهائياً ويغفر لك ويتوب عليك وأنك لن تعود إليها مرة أخرى مهما حصل وكان وأن تكون لمجتمعك عنصر بناءاً فعالاً للقضاء عليها من جذورها لا عنصر هدم وخراب وان تساعد في الكشف عن مروجيها ومُتعاطيها بكل ماتملك من وسائل حفاظاً على دينك ووطنك ونفسك وأهلك ومبادئك وقيمك وتكون ممن قال الله فيهم في سورة الفرقان : (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)صدق الله العظيم .
مشاركة :