عشرون عاماً على غزو العراق

  • 5/2/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في 19 مارس من عام 2003 بدأ الغزو الأميركي الأوروبي للعراق، تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق ويهدد بها صدام حسين السلام العالمي. وبالرغم من رفض معظم دول العالم دعم العمل العسكري ضد العراق، فإن الولايات المتحدة وتابعتها بريطانيا أصرتا على ذلك، لأن الهدف برأيي لم يكن صدام وتحرير العراق منه، بل كان تنفيذ خطة تمزيق دول الوطن العربي، وتمكين إسرائيل وإيران من تحقيق أهدافهما في المنطقة، والتي، يا للصدفة، تتماثل مع أهداف أميركا في المنطقة. لقد قالها الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في إحدى خطبه بأن الطريق إلى تحقيق الديموقراطية في المنطقة يمر من العراق، وكم من غزو وتدمير لبلد تمّا بذريعة حماية «ديموقراطيتهم المزعومة». في عام 2003 وقف كولن بأول وزير الخارجية الأميركية، وكذب بملء فمه حين قال إن العراق لديه معامل متنقلة لإنتاج أسلحة بيولوجية، وأمسك بيده أمام أعضاء مجلس الأمن بقارورة زعم كذباً أنها تحتوي على عينة مما تنتجه تلك المعامل، كما أعلنت الحكومة البريطانية، بقيادة طوني بلير، عن امتلاكها لملف استخباراتي يزعم أن لدى العراق القدرة على تجهيز صواريخ خلال 45 دقيقة لضرب أهداف بريطانية في البحر المتوسط. وبالرغم من رفض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب أميركا إعطائها الضوء الأخضر للقيام بعمل عسكري ضد العراق، لعدم اقتناع المجلس بادعاءاتها، فإن أميركا أصرت على موقفها بغزو العراق مع تابعتها بريطانيا، وتم الغزو وتم تدمير العراق وتفكيكه وتسليمه لإيران، وانتشر العنف الطائفي في العراق، وخرج علينا «داعش» صنيعتهم، وبدأ مسلسل الدمار في البلاد العربية كما أريد له تحت شعار «الديموقراطية والرفاهية للشعوب». وللعلم: • بلغت كلفة الحرب على العراق 3 تريليونات دولار أميركي، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 460 ألف شخص قتلوا في العراق بسببها. • اعترف كولن بأول لاحقاً بعدم صحة الأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة لتبرير غزوها للعراق، وقال إن ما حدث «وصمة عار في مسيرته السياسية». • كشفت الوثائق البريطانية، التي تم الإفراج عنها لاحقاً، بأن الحكومة البريطانية بقيادة طوني بلير كانت على علم تام بعدم صحة مزاعم امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل أو صواريخ بعيدة المدى قبل سنتين من غزوه. • في شهر يوليو عام 2006 أدانت لجنة «تشيلكوت»، التي شكلها البرلمان البريطاني، الدور الذي لعبته بريطانيا في الحرب على العراق، لاعتمادها على معلومات استخبارية خاطئة وأسس قانونية مشكوك فيها. ليس دفاعاً عن صدام حسين ونظامه، ولكن الحرب على العراق لم يكن هدفها القضاء عليه وتحرير العراق منه، ولكن هدفها الأساسي وما زال، في اعتقداي، هو تدمير العالم العربي. ختاماً: أشار استطلاع للرأي للعراقيين، تم في شهر فبراير 2023، إلى أن الأغلبية منهم يرون أن الحياة كانت بالرغم من كل شيء أفضل، مقارنة بما هي عليه الآن. والتاريخ سيحكم.

مشاركة :