تقرير إخباري: وفاة قيادي بحركة الجهاد الإسلامي في سجون إسرائيل تثير فعاليات غاضبة بالضفة الغربية وغزة

  • 5/2/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عم إضراب شامل وفعاليات غاضبة في الضفة الغربية وقطاع غزة اليوم (الثلاثاء) تنديدا بوفاة الأسير الفلسطيني خضر عدنان، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي المضرب عن الطعام منذ 86 يوما في سجون إسرائيل رفضا لاعتقاله في حادثة هي الأولى من نوعها. وأغلقت المحال التجارية أبوابها في مدن جنين ورام الله والخليل ونابلس وطولكرم وبيت لحم وقلقيلية تلبية لدعوة وجهتها القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية، كما طال الإغلاق بعض المدارس الحكومية والجامعات الفلسطينية حدادا على روح عدنان. وقال نادي الأسير الفلسطيني، وهو منظمة غير حكومية، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن إدارة السجون الإسرائيلية أبلغت الأسرى رسميا بوفاة عدنان بعد معركة إضراب عن الطعام استمرت لمدة 86 يوما. وكان عدنان بدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ لحظة اعتقاله في الخامس من فبراير الماضي، بعد أن "اقتحمت" القوات الإسرائيلية منزله في بلدة "عرابة" جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، بحسب البيان. بدوره، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية قدري أبو بكر لـ ((شينخوا))، إن عدنان أول أسير يتوفى وهو مضرب عن الطعام ما يعني عملية "إعدام متعمدة بحقه". وأضاف أبو بكر أن إجراء إدارة السجون الإسرائيلية بحق عدنان الذي يعتبر من أبرز الأسرى الذين واجهوا الاعتقال "لن يثني الأسرى عن نضالهم وإضراباتهم رفضا للسياسة القمعية التي يتعرضون لها". من جهتها، قالت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان، إن عدنان (45 عاما) السجين الأمني من قادة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية عثر عليه في زنزانته في سجن "نيتسان" وهو مغمى عليه. وأضاف البيان أن طاقما طبيا حاول إنعاش قلبه ثم تم نقله إلى مستشفى "اساف هاورفيه" حيث تم إقرار وفاته، مشيرا إلى أن عدنان رفض الخضوع لفحوصات طبية وتلقي العلاج أثناء إضرابه عن الطعام. وحسب الإذاعة العبرية، فإن عدنان دخل السجن في الخامس من فبراير الماضي بعد أن اتهم بالعضوية في تنظيم الجهاد الإسلامي و"الضلوع في نشاط إرهابي"، وكان قيد الاعتقال حتى استكمال الإجراءات القانونية بحقه. ونعت حركة الجهاد الإسلامي في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، عدنان، محملة السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه "الجريمة التي ارتكبها أمام العالم"، مؤكدة أنها "لن تمر دون رد". وأعلن الجيش الإسرائيلي ظهر اليوم أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا 22 صاروخا من قطاع غزة تجاه إسرائيل، فيما دوت صافرات الإنذار في عدة بلدات ومدن إسرائيلية محاذية للقطاع. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان إن 22 صاروخا أطلقت من غزة نحو الغلاف، مشيرا إلى أن منظومة القبة الحديدية اعترضت 4 منها فقط، مطالبا المواطنين بالبقاء قرب المناطق المحصنة في غلاف غزة وسديروت. وأفادت الإذاعة العبرية العامة بأن صاروخا سقط على منزل قيد الإنشاء في مدينة سديروت، مما أدى لإصابة شخص وصفت حالته بالخطيرة، كما وقعت أضرار في عدد من المركبات بعد سقوط صاروخين بالقرب منها في نفس المدينة. من جهتها، أعلنت غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية مسؤولياتها عن قصف مستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية كرد أولي على "الجريمة النكراء باغتيال الأسير عدنان"، محذرة من أن الحادثة "ستفجر ردودا من أبناء الشعب الفلسطيني في كافة الساحات وأماكن الاشتباك". وأكد بيان صدر عن الغرفة تلقت ((شينخوا)) نسخة منه أن قضية الأسرى ستبقى "على رأس أولويات قيادة المقاومة في كل الظروف"، محذرا "العدو من أن تماديه في العدوان وارتكابه لأية جريمة أو حماقة لن يبقى دون رد وستظل المقاومة على أتم الجهوزية سيفا ودرعا لشعبنا في كل مكان". وتداول نشطاء فلسطينيون على موقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)) مقاطع مصورة لإطلاق الصواريخ، فيما تشهد سماء القطاع منذ ساعات الصباح تحليقا مكثفا لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية. كما تزامن الإطلاق مع قصف المدفعية الإسرائيلية بعدد من القذائف نقاط رصد تتبع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) شمال وجنوب القطاع، ما تسبب بأضرار دون وقوع إصابات، بحسب مصادر محلية وشهود عيان. وهذه المرة الثانية التي يطلق فيها صواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم عن رصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية من غزة تجاه الأراضي الإسرائيلية دون وقوع إصابات أو أضرار. إلى ذلك، ذكرت الإذاعة العبرية العامة أن سيارة إسرائيلية تعرضت لإطلاق نار من قبل فلسطيني كان يستقل سيارة قرب مدينة طولكرم، مما أدى لإصابة السائقة بجروح طفيفة جراء تطاير زجاج وآخرين بالهلع، مشيرة إلى أن قوات الجيش تقوم بأعمال تمشيط في المنطقة بحثا عن المنفذ. وقالت الإذاعة إن حالة تأهب قصوى أعلنت في صفوف القوات المنتشرة في الضفة الغربية من خلال تعزيز التدابير الأمنية والحواجز على الطرق تحسبا لاندلاع مواجهات عنيفة وانتقامية في أعقاب وفاة عدنان. وتوجه عشرات الشبان إلى مناطق التماس مع الجيش الإسرائيلي، ورشقوا قواته بالحجارة وأشعلوا إطارات السيارات في عدة مناطق بالضفة، فيما ردت القوات بإطلاق الرصاص المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاههم ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق. وكان عدنان قد نفذ خمسة إضرابات سابقا، وتمكن من نيل حريته، وهذا الإضراب هو السادس الذي ينفذه على مدار سنوات اعتقاله، والأطول الذي يخوضه. وتعرض عدنان للاعتقال 12 مرة، وأمضى ما مجموعه 8 أعوام في السجون الإسرائيلية معظمها رهن الاعتقال الإداري، بحسب نادي الأسير. وبوفاة عدنان يرتفع عدد الأسرى الذين توفوا داخل السجون الإسرائيلية إلى 237 أسيرا منذ العام 1967، منهم 75 أسيرا نتيجة الإهمال الطبي، وفق مؤسسات فلسطينية تنشط في شؤون الأسرى والمحررين. وأفادت هيئة الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية في بيان بأن الأسرى الفلسطينيين في كافة السجون أعلنوا حالة الحداد العام والاستنفار الكامل، معتبرين أن ما جرى مع عدنان "جريمة قتل وتصفية تتحمل إدارة السجون كامل المسؤولية وتبعاتها داخل وخارج السجون". وعقب ذلك، قررت مصلحة السجون الإسرائيلية، بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية، رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى، وتعزيز السجون بوحدات خاصة إضافية "لقمع" أي توتر من قبل الأسرى. وفور انتشار نبأ الوفاة توجه أقارب عدنان وجيرانه وقيادات من الفصائل الفلسطينية إلى منزل عائلته في بلدة "عرابة" جنوب جنين، حيث تقيم زوجته و9 من أبنائه للتضامن معهم وتقديم واجب العزاء لهم. وقالت زوجته رندة المكلومة على فراق زوجها، "نزف لكم خبر استشهاد الشيخ فخرنا رغم أننا كنا نود أن يعود لنا منتصرا"، فيما صدحت حناجر العشرات من حولها بالتكبيرات والشعارات الوطنية. وأعربت رندة وبجوارها عدد من أطفالها يحملون صور والدهم عن أسفها "للتقصير الشعبي والرسمي تجاه قضية زوجها وتركه وحيدا في معركة إضرابه عن الطعام وعدم التحرك لإطلاق سراحه". كما خرجت تظاهرات في بلدات وقرى ومخيمات بالضفة وأقيمت فعاليات خطابية في مراكز المدن وقبالة مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور عدنان ورددوا شعارات تطالب بالحرية للأسرى. ولاقت حادثة وفاة عدنان تنديدا فلسطينيا رسميا وشعبيا واسعا، حيث نشر نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)) صورا ومقاطع فيديو له وعبارات تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الأسرى. وحمل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في بيان السلطات الإسرائيلية وإدارة سجونها المسؤولية الكاملة عن وفاة عدنان. واعتبر اشتية أن ما جرى مع عدنان "جريمة اغتيال متعمدة من خلال رفض طلب الإفراج عنه وإهماله طبيا وإبقائه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي"، مطالبا بالإفراج عن كافة الأسرى خاصة المرضى والأطفال والنساء. بدورها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لجنة التحقيق الدولية المستمرة المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحقيق في ملابسات "الجريمة"، مؤكدة أنها سترفع ملف ما جرى للمحكمة الجنائية الدولية. وفي قطاع غزة، جرى إغلاق المحال التجارية وأقيمت وقفات وبيوت عزاء في الساحات العامة وقبالة مقرات الصليب الأحمر، وصدحت مكبرات المساجد بالتكبيرات، فيما فتحت الإذاعات والفضائيات الفلسطينية موجات مفتوحة حدادا على روح عدنان. وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، في كلمة خلال إحدى الوقفات إن حركته وفصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة "لن تترد في الرد على الجريمة التي تعرض لها عدنان"، داعيا إلى تصاعد وتيرة المقاومة في الضفة الغربية والقدس. كما هددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان بأن الحكومة الإسرائيلية "ستدفع الثمن عن جريمة اغتيال عدنان برفضها الإفراج عنه وإهماله طبيا". وفي السياق، دعا بيان صدر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر السلطات الإسرائيلية إلى الإفراج عن جثمان عدنان، حتى تتمكن أسرته من ترتيب مراسم دفن كريمة، مؤكدا استعداد اللجنة لتقديم الدعم في سبيل إعادة الجثمان إذا طلب منها ذلك من قبل الأطراف المعنية وتوافقا مع المهام الإنسانية البحتة. ولم تحدد السلطات الإسرائيلية موعدا لتسليم الجثمان حتى اللحظة، بحسب الإذاعة العبرية العامة. فيما قالت مصادر فلسطينية لـ((شينخوا)) إن الجهات المصرية تضغط على إسرائيل لتسليمه في أقرب وقت منعا لاندلاع تصعيد أمني مع قطاع غزة. وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4900 فلسطيني في 23 سجنا، بينهم عشرات أمضوا أكثر من 20 عاما، و31 أسيرة و160 طفلا وأكثر من ألف معتقل إداري، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.

مشاركة :