الشارقة في 2 مايو / وام / أكد 7 ناشرين وموزعي كتب عرب وأجانب من المشاركين في الدورة الثانية من "مؤتمر الموزعين الدولي" الأهمية التي تمثلها اللقاءات والمؤتمرات التي تتيح لهم تبادل الخبرات ومناقشة التحديات التي يواجهونها ومن ضمنها قرصنة الكتب والأزمات التي تحدث في سلاسل التوريد وحماية بائعي الكتب المستقلين من هيمنة منصات البيع الكبرى عبر الإنترنت وابتكار أساليب جديدة للتواصل مع القراء حسب اهتماماتهم وتعزيز دور الموزعين كحلقة أساسية في سلسلة صناعة الكتاب وانتشاره. ويرى بورتر أندرسون رئيس تحرير Publishing Perspectives خلال مشاركته في المؤتمر أن سد الفجوة بين الناشرين وموزعي الكتب من التحديات التي أصبحت معالجتها أمرًا يسيرًا بفضل التقنيات المعاصرة لأن النشر وتوزيع الكتب أصبحا أكثر ترابطًا بفعل أساليب التجارة الإلكترونية التي جعلت أطراف صناعة الكتاب يمارسون عملهم سويًا بشكل أفضل وبمرونة عالية. وقال إن الناشر يطبع الكتاب ويرسله في الحال ليتوفر في نفس اللحظة للموزع لينتقل مباشرة إلى المستهلك حتى لو لم يكن قد مرّ على طباعته سوى يوم واحد وهذا أمر مذهل نراه في أكبر المتاجر الإلكترونية مثل متجر أمازون الذي استطاع إثبات أن المرونة في نظام التوزيع قابلة للانتشار في كل مكان وفي أكثر من منطقة في العالم. وأشار الناشر احمد الكيلاني مدير دار عشتار في كندا إلى أن أبرز التحديات تتصل بكيفية الوصول إلى جمهور القراء بوسائل حديثة ورأى أن حل هذا التحدي ممكن من خلال تعزيز المنصات الرقمية لتسويق الكتب والاستخدام الاحترافي لمنصات التواصل الاجتماعي بعد أن أثبتت فاعليتها في التغلب على تحدي الوصول إلى الجمهور المستهدف ..لاسيما أن التوظيف الاحترافي لتلك المنصات في الترويج للكتب يساعد على الوصول إلى الجمهور المناسب لمحتوى الكتاب والفئة العمرية التي تبحث عنه. بدوره أوضح حسن السلمان مدير التوزيع في مؤسسة دار صفحات للنشر والتوزيع بالمملكة العربية السعودية أهمية معالجة التحديات المرتبطة بفهم طلبات الجمهور على اعتبار أن لكل كتاب جمهوره والمنصات والمواقع الملائمة لتسويقه ..مشيرا إلى تجربة أحد موزعي الكتب عندما لم يتمكن في البداية من توزيع كتاب يدور موضوعه حول تربية الأطفال حديثي الولادة فقرر بعد فترة أن يعرض الكتاب في متجر متخصص ببيع مستلزمات الأطفال وحظي الكتاب نفسه برواج كبير وحقق مبيعات مرتفعة لأنه اختار المكان المناسب لتسويقه. وتحدث الناشر السوري فؤاد يعقوب مدير دار صفحات للنشر والتوزيع التي تعمل ما بين سوريا والسويد ودول أوروبا حول إشكالية القرصنة باعتبارها من أبرز التحديات التي تواجه الناشر العربي ودعا إلى مواجهة القرصنة كإجراء يساعد على زيادة توزيع الكتب عربيًا إضافة إلى استكشاف طرق لتطوير منظومة النشر ومراعاة اختلاف التحديات بين أسواق النشر في العالم حيث يواجه الموزع والناشر العربي إشكاليات مختلفة عن الناشر الغربي أبرزها ضعف الإقبال على القراءة وارتفاع رسوم الشحن واستفحال ظاهرة القرصنة وبيع النسخ المزورة ما يجعل أوليات الناشر والموزع العربي تركز على الدعوة إلى حماية حقوق الملكية الفكرية ووقف قرصنة الكتب لضمان حقوق المؤلف والناشر والموزع. وحول التحديات القائمة التي تواجه متجره قال سيونغ أوه من نيوزيلندا مؤسس ومدير "غرافيك نوفيل كافيه" إن التحدي الأكبر الذي نواجهه حالياً هو سلسلة التوريد حيث تنامت صعوبة الحصول على طلبياتنا من الكتب التي تحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى وجهات بعيدة مثل نيوزيلندا" ..مشيراً إلى أن الحلول العملية للتغلب على هذه المشكلات تتضمن العثور على موردين منافسين والتواصل مع مزودي الخدمات اللوجستية المحليين لمناقشة صفقات التصدير والاستيراد وتكاليفها. أما التحدي الذي تراه سونيا دراغا نائبة رئيس اتحاد الناشرين الأوروبيين ورئيسة رابطة الكتاب البولندية والمؤسسة والمديرة التنفيذية لدار سونيا دراغا للنشر في بولندا فيتصل وفقا لرأيها بهيمنة منصات التسوق الإلكتروني وهو تحد تواجهه دور بيع وتوزيع الكتب فخلال أزمة كورونا لجأ قسم كبير من الناس لشراء الكتب من منصات التسوق الإلكتروني من خلال كبرى شركات التوريد و لم يعد لدعم متاجر الكتب المحلية والموزعين المستقلين وللتغلب على هذا التحدي أعتقد أن الموزعين يحتاجون لفهم الأسواق بشكل أعمق والعثور على طرق فعالة لتنشيط وتحفيز وجذب مجتمع القراء. وقال أما فريدريكو لانغ مدير حساب رئيسي في مكتبة ومتجر "ليبراريا لوثيس" بمدينة مالقة الإسبانية: “مع أنني أؤمن بأن صناعة النشر والتوزيع مزدهرة إلا أنني لا أعرف كيف سنحافظ على أعداد القراء على المدى الطويل في ظل التوجه نحو إنتاج الكتب بتكلفة أقل ومن التحديات الأخرى البارزة القدرة على التكيف مع تطورات الصناعة وتعزيز التعاون بين الموزعين لمنع استحواذ كبرى شركات التوزيع على متاجر الكتب الصغيرة المستقلة”.
مشاركة :