لم يكن بمستغرب أن تنجب عائلة الدعيّع اسماً آخر في عالم المستديرة بعد أن رمى العديد منهم المناشف معلنين اعتزالهم كرة القدم والذين كان آخرهم أسطورة حراسة المرمى محمد الدعيع.. سلطان الابن الأكبر لأول أبناء الدعيع تألقاً «عبدالله»، برز بشكل لافت قبل موسمين مع الهلال وانتقل هذا الموسم بنظام الإعارة إلى الشباب في رحلة جديدة بعالم الاحتراف، وقد خص «الرياض» بحوار مطوّل تناول فيه نقاطاً مهمة عن الشباب وسامي الجابر والروماني ريجيكامب، والمنتخب السعودي الأولمبي. * في البداية كيف تقيم تجربتك الحالية مع الشباب مع مرور أكثر من نصف موسم؟ - تجربة ممتازة، ولايزال لدي الكثير في المباريات المقبلة، انا راض عن نفسي وأطمح للأفضل مستقبلاً. *الشباب يعد حالياً ثاني أقوى خط دفاع في الدوري ب12 هدفا فقط، مع ثبات تواجدك في مركز قلب الدفاع، هل هو المركز الأكثر قرباً إليك؟ - بالتأكيد .. تأسست في نادي الهلال ولعبت في هذا المركز تحديداً، الفريق يضم مجموعة مميزة من المدافعين منهم ماجد المرشدي وحسن معاذ والقميزي والبقيّة وهي قادرة أن تكون الأفضل في الدوري بتواجد حارسي المرمى محمد العويس ووليد عبدالله، نتطلّع بأن نكون أقوى دفاع في مسابقة الدوري بشكل عام مع نهاية جولات "دوري عبداللطيف جميل". * ما الذي حدث للفريق بداية الموسم كانت المستويات جيدة إلى حد ما ومن ثم شهد المستوى تراجعاً مخيفاً، ما الأسباب ؟ - مطلع الموسم تدربنا تحت قيادة المدرب الأورغوياني الفارو وطبيعة مدربي أمريكا الجنوبية يعتمدون على صلابة الدفاع والتركيز على الجانب الفردي بشكل كبير، وخلال الفترة القريبة الماضية تطورنا في العديد من النواحي وأصبح أكثر استحواذاً على الكرة وأكثر تسديداً وهو ماكنا نفتقده في السابق، هو عمل تطوّر بشكل كبير في الأونة الأخيرة وكنا نتمنى أن يكون موجوداً منذ البداية حتى ننافس على الدوري ولكن يجب علينا التركيز حالياً على حصد أحد المقاعد الأربعة الأولى في جدول الترتيب والتأهل إلى البطولة الآسيوية. *رأيك في المدرب السابق الفارو بشكل عام، وماهو الفرق بينه وبين فتحي الجبال؟ - أنت تتحدث عن مدرب يأتي إلى السعودية لأول مرة الفارو ولا يعرف طبيعة الدوري، ولنقاطه الإيجابية والسلبية بشكل عام، بخلاف المدرب التونسي فتحي الجبال الذي يعرف جيداً خبايا الكرة المحليّة وسبق أن حقق الدوري والكأس مع نادي الفتح، يعرف طبيعة اللاعب السعودي واعتمد على إمكاناته كمدرب ونجح. *هل للجوانب النفسية دور ؟ - من الطبيعي حين يتم تغيير مدرب أو عدد من الأمور الأخرى كالجهاز الإداري، فإن المسؤولية تلقى بالكامل على اللاعبين ومنها يظهرون كل مالديهم. *الفريق يسير برتم ثابت حالياً وحقق ثلاثة انتصارات متتالية مع فتحي الجبال. * توقعاتك للمرحلة المقبلة، وماهو هدفكم فيما تبقى من الموسم ؟ - هدفنا تحسين مركزنا في سلّم الترتيب وإعادة الشباب لوضعه الطبيعي ضمن الأربعة الكبار، والمنافسة الحقيقية على كأس خادم الحرمين الشريفين التي تعد هدفاً لنا. *الأجواء في نادي الشباب لم تكن مستقرة لحظة قدومك بمغادرة إدارة واستلام إدارة القريني زمام الأمور، ألم يكن هذا الأمر مقلقاً بالنسبة إليك ؟ - انتقالي كان بعد استلام إدارة عبدالله القريني زمام الأمور في نادي الشباب، ولم يكن للرجال السابقين أي صلة، إدراتنا محترفة وتقوم بواجباتها على أكمل وجه ولا تقل عن أي غيرها في الأندية الكبيرة وبشكل عام " الاحتراف سيّد الموقف" * نعود بالحديث عن انتقالك من الهلال للشباب هذا الموسم، كيف حدث الأمر وماهي الأسباب التي دعتك إلى اتخاذ هذه الخطوة ؟ - "الدكّة تذبح اللاعب " هي العبارة الأنسب للإجابة على هذا السؤال، وفي حال سنحت لك الفرصة في نادٍ كبير مثل الشباب يجب أن لا أتردد، من الطبيعي أن أطرح الأمر على أشخاص مقربين مني شخصياً وهو ما حدث واستشرت ناصر الشمراني ووليد عبدالله ومنحاني كل ما أريد عن نادي الشباب وتحدثوا بإيجابية عن الوضع الداخلي. ريجي لا يحب اللاعبين الصاعدين.. وأقول للجابر «الوعد قدّام» *بالحديث عن الهلال، لمن تدين الفضل في ظهورك وإبرازك على مستوى الفريق الأول؟ * الكل يعرف أن سامي الجابر هو من أبرز وأظهر سلطان الدعيع في الفريق الأول، إضافة إلى كوني تربيت وسط عائلة كروية بحتة، والدي عبدالله وعمي محمد من أفضل الحرّاس في تاريخ الكرة السعودية والآسيوية، ساعداني كثيراً وهما الشخصان الوحيدان اللذان لايفرحان معي في أوقات الفرح بل يركزان على السلبيات التي تكون ظهرت مثلاً على الأداء وغير ذلك، وهما أكثر الناس قرباً مني وقت الحزن أو الخسارة ويشرحانها لي، إضافة إلى شخص ليس له نصيب من الشهرة وهو دعيع الدعيع ولعب في مركز قلب الدفاع لا يبخل علي بالنصائح. * الكثير تحدث عن إسهام الجابر الكبير في تصعيدك ومنحك للفرصة، ولكن أيضاً يتحدث الكثيرون عن أن العلاقة الشخصية بين الجابر وعائلة الدعيع كانت سبباً في ذلك ؟ - هذا الموضوع غير صحيح إطلاقاً، انضممت لمعسكر الهلال في النمسا إبان تدريب الجابر للفريق، وكان هناك قبلي ماجد المرشدي ويحيى المسلم إضافة إلى الكوري تشو ولاعب آخر صعد معي للفريق الأول وهو عبدالرحمن السعيد.. بداية الموسم لم ألعب في التشكيلة الأساسية وحين دعت الحاجة إلى ذلك شاركت وقدمت مستوى مميزا، وتمسكت بالفرصة كما يجب، ولا ننسى أن فرصة المشاركة بتواجد أجنبي واحد أكبر بكثير من تواجد عنصرين أجنبيين. *شاركت في موسم الجابر في أكثر من ألف دقيقة لعب مع منحك الفرصة، لماذا لم تواصل الحضور في الموسم الذي يليه مع ريجيكامب؟ لم تشارك سوى في نحو 200 دقيقة فقط .. ما الاختلاف؟ - في موسم سامي ومع مشاركتي الكبيرة، كنت قد استغللت فرصة إصابة الكوري كواك في الدوري الثاني ولعبت إلى جوار ديغاو، في الموسم الذي يليه ريجيكامب غيّر من أسلوب الفريق وكان يعتمد على 13 لاعبا فقط في القائمة، ربما يكون لايحب اللاعبين الصاعدين الشباب في الفريق ويعتمد بشكل كامل على أسماء معيّنة وبالنهاية لم يجنِ الفائدة، فالمدرب يجب أن يعتمد على قائمة كبيرة من اللاعبين الأساسيين ومنافسين لهم في الرديف حتى يحقق الطموحات المرجوّة والأهداف المرسومة مثل كأس آسيا والدوري.. ريجيكامب " راح بخيره وشرّه ". * ماذا عن الجابر ؟ - أوجه له التحيّة وأقول له شكراً لك .. " أنا قدّها والأيام بيننا بإذن الله " *أفهم من كلامك أن علاقة المدرب مع اللاعبين كانت تختلف مابين مجموعة ومجموعة أخرى ألم يكن هناك لغة تواصل بينكم ؟ - هناك بعض المدربين من الصعب أن تصل له والبعض الآخر من الصعب أن تفهم ماذا يريد، أنا أقول إن المدرب المتمكن هو الذي يكون بينه وبين اللاعبين كافة لغة تواصل مميزة . * هذا الأمر هل كان موجودا مع المدربين الآخرين سامي ودونيس بل وحتى فتحي الجبال؟ - الأمر يختلف تماماً مع الجابر وحتى دونيس الذي تدربت تحت قيادته الفنية وفتحي الجبال حالياً، المدرب الذي يستطيع أن يصل إلى قلب اللاعب سيبذل لأجله ولأجل الفريق كل شيء. *ماذا عن هدف نهائي كأس ولي العهد الذي سجلته في مرماك وانت في بداياتك الكروية مع الفريق الأول بالهلال ؟ - هذه المباراة لن أنساها ماحييت.. هناك بعض اللاعبين يؤثر عليهم دخول الهدف سلباً وينتهون كروياً أيضاً، ولكن تخطيت ذلك وقدمت مستوى مميزا في المباراة ذاتها ومابعدها الكل أشاد فيه بمستوياتي الفنية، على لاعب كرة القدم تحمل كل مايحدث له في ال90 دقيقة ومن يتأثر لن يستمر في الملاعب. *هل قلّت الضغوطات التي تجدها في الشباب عما كانت عليه في الهلال ؟ - ربما تكون البطولة الآسيوية هي الفرق من ناحية الضغوطات على الفريقين كوني عشت ذلك مع الهلال ولم أشعر به مع الشباب أثناء مشاركته القارية، الهلال كان قريباً من تحقيقها في الموسمين الماضيين، أما على صعيد البطولات الأخرى فكلا الناديين يطمحان لتحقيق البطولات بالتأكيد. * نريد تفصيلاً أكبر حول الموضوع .. هل الضغوطات في الناديين نفسها ؟ - أنا لاعب ويجب أن أحقق الشيء الذي أريده بعيداً عن الضغوطات التي يجب أن أتجاوزها، ندخل المباراة بهدف تحقيق الفوز وهو يجب ما التركيز عليه بشكل دائم فقط. *المنتخب الأولمبي .. تم استبعادك من التشكيلة قبل البطولة بأيام .. ولكنك قريب من اللاعبين والأجواء هناك، هل كنت متوقعاً أن تخلو القائمة من اسمك ؟ - لم أتوقع ذلك مطلقا، ربما تكون النسبة التي وضعتها لاستبعادي لا تتجاوز ال1 % ، أنا وطلال العبسي الوحيدان اللذان يشاركان في "دوري عبداللطيف جميل" ومستمران في اللعب .. أحمد شراحيلي شارك في بعض اللقاءات وعبدالله مادو في بعضها ؟ *ما الأسباب من وجهة نظرك ؟ - ربما يقال إنها أسباب فنيّة وهذا الأمر لايقنعني شخصياً، كيف تحكم على اللاعب من معسكر مدته أربعة أو خمسة أيام، ألا يجب على الجهاز الفني مشاهدة اللاعبين من خلال المنافسات الرسمية ؟ .. ما أعرفه أن المدرب لايعرف أغلب اللاعبين وسمعت أن مدرب المنتخب الأول هو من استدعاني وأمور أخرى أيضاً وصلتني. وهذا كله لايفيد، حين تستبعد لاعبا ليس من الضرورة أن تشرح أسباب استبعاده. *خروج الأخضر الأولمبي هل توقتعه ؟ - مجرد مرور الأسماء على أعيننا نرى أنفسنا في "اولمبياد الريو" بكل تأكيد، ولكن ربما تكون هناك أسباب وجوانب أخرى، في المعسكر كان الحماس طاغياً على اللاعبين وفوجئت بما حدث. *أخيراً .. تبقى على إعارتك أشهر معدودة .. أين ترى نفسك في الموسم المقبل.. استمرارك شبابياً أم عودتك للهلال؟ - لا أعلم .. هناك تاريخ محدد وأحقية شراء عقدي من قبل نادي الشباب .. وننتظر لنرى ماستؤول إليه الأمور والله يكتب لي الخير. *رسالتك لعبدالله الدعيع ؟ هو سندي الأول وموجّهي في كل صغيرة وكبيرة ؟ *ماذا عن جماهير الشباب ؟ أكن لهم كل الاحترام والتقديم وسأقدم كل ما لدي لإسعادهم عبر تحقيق البطولة، أو التأهل إلى البطولة الآسيوية.