أكد المهندس أحمد السعدي النائب الأعلى لرئيس أرامكو السعودية، أن موضوع تآكل المعادن يعتبر من أهم الموضوعات نظرا الى تكلفة صيانتها العالية التي تخطت حاجز الـ 2.2 تريليون دولار سنويا عالميا. لافتا أن هذا يحدث في جميع أنحاء العالم مما قد يؤثر على كل فرد بشكل يومي, علاوة على الخسائر المادية التي يمكن إحصاؤها ومشاهدتها وامتدادها الى الإصابات الخطيرة والخسائر في الأرواح. وأضاف خلال مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط السادس عشر للتآكل الذي أقيم بالبحرين مؤخرا، أن منطقة الخليج العربي الحاضن لأكبر احتياطات النفط والغاز الأكثر عرضة لمشكلة تآكل المعادن لذلك أصبح موضوع التحكم ومنع التآكل من الموضوعات المهمة بالنسبة الى الصناعات المختلفة في الخليج. وفي سياق متصل, وجه المهندس أحمد السعدي شكره وتقديره الى وزير الطاقة البحريني لمشاركته في رعاية هذه الفعالية العالمية, كما أشاد بالجهود التي بذلتها الجهة المنظمة من المتطوعين بقيادة المهندس عبدالله الدوسري وفريقه من مهندسي شركة ارامكو السعودية مما أسهم ايجابيا في نجاح المؤتمر. ويأتي هذا المؤتمر كأحد المؤتمرات الحيوية الناجحة الذي بدأ تنظيمها قبل 37 سنة حيث شهد المؤتمر تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية والذي انعكس بشكل ايجابي في هذا المؤتمر في نوعية المتحدثين وعدد المشاركين والعارضين وقد ساهم حسن تنظيمه واستعراضه لأبرز القضايا وأحدث التكنولوجيات, حيث تعدى عدد المشاركين أكثر من 700 مشارك من المتخصين وطلاب الجامعات وذوي الخبرة والمهتمين بموضوع التآكل, إضافة الى موردي ومزودي التكنولوجيات المرتبطة به حيث تم القاء 108 ورقات بحثية و15 عرضا جداريا مع تنظيم ست ورش عمل متخصصة, إضافة الى معرض بمشاركة 75 مؤسسة وشركة عارضة. وفي المؤتمر تحدث الدكتور فيصل المطهر, أخصائي التآكل في شركة ارامكو السعودية متحدثا عن جهود الشركة، وقال: «ارامكو السعودية من أكبر شركات الطاقة التي تنتج النفط والغاز في العالم من معامل على اليابسة والبحر مما يجعلها أكثر عرضة لمشاكل تآكل المعادن لذلك استثمرت الشركة في هذا المجال لإيجاد حلول لمعالجة تآكل المعادن في أنحاء معامل الشركة باستخدام أحدث التقنيات». وألقى الدكتور فيصل الإضاءة على بعض البرامج التي قامت بها الشركة بالاهتمام برأس المال البشري وذلك بتطوير الإخصائيين في هذا المجال. وفي كلمة ألقاها مدير فرع «الجمعية الدولية لمهندسي التآكل العالمية» لمنطقة غرب آسيا وافريقيا المهندس عبدالله الغامدي بالمناسبة قال فيها: إن من أبرز الأسباب التي تجعلنا نؤمن بأهمية هذا المؤتمر والحرص على استمراره الكلفة العالية التي يتكبدها الاقتصاد في الدول, اذ تشير تقديرات الكلفة المتعلقة بالظواهر الصناعية الى أنها تصل الى ما بين 3% و5% من الناتج القومي على مستوى العالم, أي ما قيمته 2.2 تريليون دولار سنويا تنفق لصيانة التآكل وهو يعد رقما فلكيا يعادل اربعة اضعاف الناتج الاجمالي المحلي لدول الخليج العربي مجتمعة, الأمر الذي يستدعي تسليط الضوء على هذه الظاهرة واستحداث تقنيات لمقاومته والحد من كلفته العالية.
مشاركة :