فصلت قوات «سوريا الديمقراطية» التي تتألف من قوات كردية و«جيش الثوار» أمس، بين مناطق سيطرة القوات الحكومية وقوات المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، إثر سيطرتها على بلدة تل رفعت الاستراتيجية في ريف حلب الشمالي، بعد تقدمها من عفرين شرقًا، بحسب ما أفاد ناشطون سوريون وأكراد، ما يعني أن النظام لن يتقدم باتجاه الحدود متفرغا لمعركة حصار حلب. وأعلن «مكتب أخبار سوريا» السوري المعارض، ومصدر كردي في شمال حلب، بسيطرة قوات «سوريا الديمقراطية» على بلدة تل رفعت، بعد ثلاثة أيام من هجوم أطلقته قوات «وحدات حماية الشعب الكردي» وحلفاؤها من فصائل عربية على البلدة، مدعومة بغطاء جوي روسي كثيف. وقال مصدر ميداني كردي لـ«الشرق الأوسط» إن قوات «جيش الثوار» تصدرت الهجوم، ودعمتها بالإسناد قوات وحدات حماية الشعب الكردي، وتمكنت من محاصرة البلدة من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية، فيما فتحت ممرا من الجهة الشمالية لانسحاب مقاتلي المعارضة منها باتجاه أعزاز وريفها، الحدودية مع تركيا، رغم أن قوات مؤازرة تابعة لقوات المعارضة السورية وصلت إلى البلدة أول من أمس، ويناهز عددها الـ350 مقاتلاً مع أسلحتهم. ويثير هذا التقدم ريبة قوات المعارضة من تقدم القوات الكردية باتجاه الشريط الحدودي مع تركيا. لكن مسؤولاً في «التحالف الوطني الديمقراطي» السوري الذي يضم تنظيمات سياسية كردية وعربية في ريف حلب الشمالي، أكد أن قوات «سوريا الديمقراطية» «لن تتجه إلى الخط الحدودي مع تركيا» بعد هذا التقدم، مؤكدًا أن ذلك «ليس في حساباتنا، وأوليتنا هي قتال تنظيم داعش»، وذلك في أول تصريح رسمي لمسؤول يسعى لتبديد القلق من تقدم قوات «وحدات حماية الشعب الكردي» وحلفائها إثر قتالهم في ريف حلب الشمالي ضد فصائل المعارضة السورية. وقال علاء الدين الخالد، منسق عام «التحالف الوطني الديمقراطي»، وعضو هيئة الرئاسة في «مجلس سوريا الديمقراطية» لـ«الشرق الأوسط»: «معركتنا في تل رفعت في ريف حلب، تسعى لفتح ممر لقتال تنظيم داعش»، مضيفًا: «ما يهمنا هو محاربة داعش وليس الوصول إلى الشريط الحدودي مع تركيا». كما نفى أن تكون القوات الكردية وحلفاءها تقاتل في أعزاز، أو تسعى للسيطرة على المدينة. وقال: إن قوات «سوريا الديمقراطية» تسعى للوصول إلى مناطق سيطرة داعش، وقتال التنظيم على أطراف مارع شرق تل رفعت»، لافتًا إلى أن «المسافة التي تفصلنا عن مواقع وجود داعش بعد تل رفعت هي 5 كيلومترات فقط». وباتت مواقع قوات «سوريا الديمقراطية» محاذية لمواقع القوات النظامية بريف حلب الشمالي بعد تقدمها إلى محيط بلدة تل رفعت إثر الهجوم الأخير على البلدة، ولا تفصلها عن قوات النظام في تمركزاتها جنوب تل رفعت، إلا نقاط عسكرية قليلة من جهة الجنوب، حيث تواصل قوات النظام عملياتها في شمال حلب. أما في الشمال، فتتواجد قوات المعارضة السورية في أعزاز وريفها، ويصل نفوذها إلى مساحة 12 كيلومترا تقريبًا إلى الشمال، حيث معبر باب الهوى مع تركيا. وتصاعدت العمليات العسكرية في ريف حلب الشمالي، أمس، إثر هجوم «قوات سوريا الديمقراطية» على البلدة. وأعلن «مكتب أخبار سوريا» أن قوات سوريا الديمقراطية «سيطرت على مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي بعد انسحاب فصائل المعارضة منها»، بعد أن أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلي تلك القوات «تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من بلدة تل رفعت، تناهز الـ70 في المائة من مساحتها، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة في القسم الشرقي والشمالي الشرقي من البلدة، مع فصائل تابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية ولواء الفتح والجبهة الشامية وفصائل مقاتلة أخرى»، لافتًا إلى أن الاشتباكات «تترافق مع قصف واستهدافات متبادلة بين الطرفين». وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» تمكنت خلال الـ24 ساعة الفائتة من السيطرة على بلدة كفرنايا وقرية الشيخ هلال بريف حلب الشمالي، وقرية عين دقنة، قاطعة بذلك الطريق الرئيسي الواصل بين مدينة أعزاز وبلدة تل رفعت، واقتربت من مناطق سيطرة تنظيم داعش بريف حلب الشمالي، بحسب المرصد السوري. كما حاولت التقدم نحو منطقة كلجبرين، الواقعة إلى الشرق من عين دقنة، فيما شهدت بلدة تل رفعت ومحيطها ومناطق أخرى قربها بريف حلب الشمالي، قصفًا جويًا مكثفًا من طائرات روسية وسورية استهدفت أماكن فيها خلال اليومين الفائتين. وكان هجوم كبير مدعوما بقصف جوي روسي ومقاتلين شيعة تدعمهم إيران، أوصل الجيش السوري إلى مسافة 25 كيلومترا من الحدود التركية. واستغلت وحدات حماية الشعب الكردية الوضع لانتزاع أرض من مسلحي المعارضة السورية لتوسيع وجودها على امتداد الحدود التركية. وقال هيثم مناع مجلس سوريا الديمقراطية: «من جهتنا نحن سنلتزم بوقف إطلاق النار.. لكن ليس بيدنا حيلة تجاه استمرار التصعيد من أطراف دولية»، داعيًا «المجتمع الدولي للتدخل لوقف أي تصعيد عسكري، وحث جميع الأطراف على الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية». وتواصل القصف التركي لليوم الثالث على التوالي، مستهدفًا مواقع وتمركزات وطرق إمداد في ريف حلب الشمالي. وأفادت وكالة «أناضول» التركية، بأن مدافع القوات المسلحة التركية، قصفت بشكل متقطع مواقع عناصر منظمة «حزب الاتحاد الديمقراطي»، في محيط أعزاز بريف محافظة حلب شمالي سوريا. وأشارت إلى أن المدافع المتمركزة على الحدود السورية في ولاية «كيلس» جنوبي تركيا، واصلت أمس، قصفها مواقع المنظمة، بشكل متقطع. من جهتها، قالت مصادر ميدانية في ريف حلب الشمالي، بأن القصف التركي «استهدف قرية قطنا في عفرين التي تحاذي الحدود الإدارية لبلدة أعزاز». ونفذت الطائرات الحربية النظامية غارات جوية على مناطق في بلدة معارة الأرتيق بريف حلب الشمالي، كما استهدفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة حيان بريف حلب الشمالي.
مشاركة :