ترويج بضائع الأطباق الغذائيّة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 2/16/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حتى الآن عجزتُ عن أن أقتنع بأن الأكل السعودي الرئيس يتكوّن من "الكبسة". أولًا أن الاسم لا يتصل بالشهية البشرية؛ فللمفردة معان عديدة، وحسب المنطقة العربية، وليس من بين تلك المعاني ما له صلة بالتغذية. المطاعم العربية في الخارج روّجت للعبارة على أنها سعودية. وأهل الخليج عندهم عبارات تقوم مقامها، لكن ليس من بينها الكبسة. وما أرى في هذا الركض إلا ترويجا وجذبا – لكنه تُراث. لا يصدق القادمون من أوروبا من السعوديين إذا رأوا أن طبق "الكبسة" دخل قوائم المطاعم الراقية، وحتى الأندية الليلية صارت تُدرج "الكبسة" تدليلا لزبائنها. ولا أتفق مع من يزعم أن تلك الأكلة - الكبسة - سعودية ذات أصل متوارث فقد كانت مجرّد إعداد سريع لوجبة الرز باللحم، وغالبا تخلو من الخضار. ويعده المسافرون وسائقو الشاحنات توفيرا للجهد والوقت. الأكلات السعودية ذوات الجذور التاريخية معروفة، وهي المطازيز والمرقوق والقرصان والحنيني والعصيد والكليجا، لكن المطاعم الأوروبية لا تعرفها لأنها لم تجد من يدّعيها أو يقول لهم إن تلك الأطباق هي مأكولاتنا الشعبية. و"الكبسة" أو ما يشبهها طبق إسباني تحت اسم "البائيله" "البايلة" بقايا طعام انطلقت من مائدة الخدم إلى العالمية. "البايلة" او "الباهية"، كما يطلق عليها، طبق إسباني ذو شهرة عالمية، وهي تحريف لكلمة "بقية"، حيث يقال إن احد الحكام الأندلسيين دخل الى المطبخ فوجد الخدم يتناولون طعامهم، فتذوقه ووجده لذيذا، وسألهم عن اسم الأكلة، فقالوا له إنها مجرد بقية، أي بقايا الطعام تم مزجه في صحن واحد، ومنذ ذلك الوقت اصبح الحاكم الاندلسي يطلب من الطباخين ان يعدوا له الطبق نفسه، حتى اصبحت اكلة قائمة بذاتها، اساسها الارز. ويعرف عن الإسبان عشقهم الكبير لهذه الأكلة، التي يحضرونها يوم الاحد من كل اسبوع، خارج البيت، إما في حديقة المنزل أو في أي مكان في الهواء الطلق، حيث يفضلون طهيها على الفحم او الخشب. في المغرب، "البايلة" أكلة شعبية معروفة، وشائعة، خصوصا في مدن الشمال، المتأثرة بالتقاليد الاندلسية، تحضر في المنازل، كما تجدها في مختلف المطاعم. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :