اقتحمت الطائرات من دون طيار مجالات عدة في حياتنا اليومية آخرها المجال الطبي، إذ أعلن باحثون سويسريون تطوير واحدة ستساعد في إنقاذ الجرحى والعثور على المفقودين من ممارسي الرياضات الخطرة مثل تسلق الجبال والتخييم. وذكر موقع «واشنطن تايمز» الإلكتروني أن علماء من معهد «دايل مول» للذكاء الاصطناعي وجامعة «زوريخ» طوروا طائرة تتمتع بمقدار عال من الذكاء الاصطناعي، يجعلها قادرة على الملاحة والتقاط الصور في الغابات الكثيفة والتضاريس الصعبة أكثر من الانسان، لتحديد أماكن المصابين الذين تعثر العثور عليهم. وقال الخبير الذي قاد المشروع دافيد سكارامزا إن «الطائرات التي تطير على علو مرتفع، والتي تُستخدم حالياً في عمليات البحث، غير قادرة على اختراق البيئات الصعبة مثل الغابات المتشابكة، إضافة إلى أن أي خطأ عند استخدامها قد يؤدي إلى سقوطها، لذلك طورنا هذه الطائرة التي تتمتع ببرمجيات متقدمة تجعلها قادرة على استشعار الممرات والطرق الآمنة في الغابات والجبال والوديان». وأوضح العلماء أن الطائرة الجديدة ستساعد في تقليل وقت عملية تحديد مكان الجرحى والبحث عن المفقودين في الأماكن الوعرة، مشيرين إلى أنها مزودة بكاميرات صغيرة ودقيقة. وشرح العالم المشارك في المشروع ألسساندرو غيوستي أن الطائرة تعتمد في عملها على خوارزميات معقدة من الذكاء الاصطناعي تمكنها من إيجاد المسارات التي يمكن العبور من خلالها، وبالتالي توجه ذاتها نحو تلك المسارات. وحققت التجربة الأولى للطائرة التي نُفذت في جبال الألب نجاحاً هائلاً، إذ التقطت 200 ألف صورة، بعضها لمناطق وعرة يصعب الوصول إليها. وأوضح القائمون على المشروع أنهم لن يكتفوا بقدرة الطائرات على معرفة الطريق، وأشار سكاراموزا إلى أن التحدي الذي يعمل عليه الفريق الآن «هو تطوير الطائرة لتصبح قادرة على التعرف إلى الإنسان، تماماً كما تعرفت على المسارات».
مشاركة :