كلينتون تلجأ إلى صغار موظفي لاس فيغاس في المعركة ضد ساندرز

  • 2/16/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لجأت المرشحة عن الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون أمس إلى صغار موظفي لاس فيغاس في المعركة ضد منافسها بيرني ساندرز قبل المحطة الثالثة من الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في ولاية نيفادا السبت المقبل، ويتوقع أن تفوز فيها بعد هزيمتها الثلاثاء الماضي في نيوهامشير. وحثت كلينتون صغار الموظفين: «إنني بحاجة إليكم السبت المقبل الساعة الحادية عشرة!» خلال الأيام الأخيرة، وقضت عطلة نهاية الأسبوع الماضي في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا. وسيتوقف فوز كلينتون على خصمها بيرني ساندرز إلى حد بعيد على وفاء عشرات الآلاف من عاملات التنظيف وندل المطاعم ومديري طاولات القمار وغيرهم من موظفي فنادق لاس فيغاس وكازينوهاتها. وقصدت كلينتون كواليس فنادق مثل «هاراز» و«سيزرز» وخفايا مطابخها ومغاسلها حاملة قضيتها إلى صغار الموظفين. وكلينتون هنا بين مؤيديها، فهي تدخل على وقع التصفيق ويتهافت الجميع من حولها وتخرج عاملات التنظيف، وبعضهن بالكاد يتكلمن الإنجليزية، هواتفهن لالتقاط صورة مع «هيلاري»، وقالت لها طباخة: «ستكونين الرئيسة المقبلة» فردت كلينتون بانشراح «شكرا جزيلا». وتضم منطقة لاس فيغاس 73 في المائة من مجمل سكان ولاية نيفادا الشاسعة الصحراوية والجبلية، ونصف سكانها من البيض، فيما النصف الآخر متحدر من أميركا الجنوبية ومن أصول آسيوية وأفريقية. وهذا التنوع الديموغرافي هو الذي جعل الحزب الديمقراطي يعطي نيفادا عام 2008 مكانة خاصة في برنامج الانتخابات التمهيدية، مباشرة بعد ولايتي آيوا ونيوهامشير، حيث الغالبية الساحقة من البيض. وتنظم نيفادا السبت المقبل مجالس انتخابية بدل انتخابات تمهيدية تقليدية، حيث يتجمع الناخبون حول مرشح بدل أن يصوتوا. ويذكر أن في 2008 كان 15 في المائة من المشاركين في مجالس الناخبين من أصول لاتينية و15 في المائة من أصول أفريقية. وفازت كلينتون آنذاك على باراك أوباما حاصدة ثلثي أصوات المتحدرين من أميركا الجنوبية. وأعادت فتح مكاتبها الانتخابية هناك في يوليو (تموز) الماضي قبل بيرني ساندرز بأربعة أشهر وهي تحظى بدعم عشرات الشخصيات المحلية. أما ناشطو حملة منافسها الذين اغتنموا مساء الجمعة الماضي، حفلا نظمته نقابة عمال المطابخ القوية التي تضم 57 ألف منتسب معظمهم من أصول لاتينية ليحاولوا اجتذاب ناخبين، فلم يسعهم سوى أن يتثبتوا من التأييد الواسع لكلينتون. وقالت غابرييلا ريفيرا للمتطوع الذي مد لها منشورا لساندرز من غير أن يفلح في إقناعها «لا، لا، هيلاري!» وهي تعمل في مطابخ فندق «سيزارز بالاس» منذ 28 عاما ولا تنوي إطلاقا التخلي عن بطلتها في السياسة، فتقول بنبرة لا تقبل الجدل «إنها امرأة قوية». غير أن فريق المرشحة يحاول خفض مستوى التطلعات خشية أن تنتشر موجة ساندرز التي اجتاحت الشبان، حيث صوت له أكثر من 80 في المائة من الناخبين دون الثلاثين من العمر في آيوا ونيوهامشير، فتطاول الناخبين من غير البيض. وتبقى هذه نقطة الاستفهام الكبرى في مجرى الانتخابات التمهيدية. ويغص مقر حملة ساندرز في لاس فيغاس بالمتطوعين من جميع الأعمار، ينشطون ذهابا وإيابا حاملين منشورات وقد رصدت الحملة ميزانية للإعلانات تفوق ميزانية كلينتون ووظفت أكثر من مائة شخص وفتحت 12 مكتبا في أرجاء الولاية. وتعتقد مديرة الاتصال إميليا بابلو المولودة في المكسيك أن الشبان سيدلون بأصواتهم لساندرز أيا كانت أصولهم وتقول: «الشبان يريدون الانضمام إلى الثورة السياسية وهم يقنعون أهلهم وأعمامهم وعماتهم الذين كانوا ثابتين في تأييدهم لكلينتون». وحصل السناتور عن ولاية فرمونت أيضا على حلفاء من أصول لاتينية مثل رئيس المجلة الشهرية بالإسبانية «الريبورتيرو» لويس دي ليون الذي يقول إن «ذوي الأصول اللاتينية الذين يعملون من الفجر إلى المساء يتمثلون فيه». ولا يمكن لأي ديمقراطي الفوز بترشيح حزبه من دون دعم قوي من الأقليات. وفي كارولاينا الجنوبية وجورجيا وألاباما وتكساس، يفوق عدد الديمقراطيين السود والإسبانيين عدد البيض منهم. والمجموعتان مختلفتان كليا سواء من الناحية الاجتماعية أو من ناحية أولوياتها، لكن هيلاري كلينتون كانت لا تزال حتى وقت قريب تحظى بتأييدهم، حيث أشار تحقيق أجرته شبكة «سي إن إن» الأميركية في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى وصول نسبة نيات التصويت لها إلى 58 في المائة من الناخبين غير البيض على المستوى الوطني، وثلاثة أرباع الديمقراطيين السود في كارولاينا الجنوبية. والاستقبال الحافل الذي لقيته أول من أمس في كنيسة معمدانية تاريخية للجالية الأفريقية في لاس فيغاس، أكد على مدى شعبيتها بالمقارنة مع بيرني ساندرز الذي بقي استقباله في الكنيسة نفسها في حدود اللياقة.

مشاركة :