مراسلون بلا حدود: دول منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط «الأكثر خطورة على الصحافيين»

  • 5/3/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود أن دول منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط الأكثر خطورة على الصحافيين" في الترتيب الإقليمي لحرية الصحافة. وأشار التقرير الذي صدر الأربعاء، إلى تراجع تونس والسنغال في الترتيب، كما حذرت المنظمة من أن المعلومات المضللة تمثل بشكلها الواسع تهديدا كبيرا لحرية الصحافة في كل أنحاء العالم. في الترتيب الإقليمي، "تبقى منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط الأكثر خطورة على الصحافيين"، وفق التقرير السنوي لحرية الصحافة الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود الأربعاء، فيما لا تزال أوروبا "الأسهل من حيث الظروف لممارسة الصحافة". ويستند التقرير إلى "مسح كمي للانتهاكات المرتكبة ضد الصحافيين" من جهة، و"دراسة نوعية" من جهة أخرى. وترتكز الدراسة النوعية على "إجابات مئات الخبراء في حرية الصحافة (صحافيون وأكاديميون ومدافعون عن حقوق الإنسان) على مئة سؤال". ووفق نفس التقرير فإن تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب. فيما بقيت النرويج في الصدارة وتذيّلت كوريا الشمالية الترتيب وأرجعت المنظمة تراجع حرية الصحافة في تونس التي يرأسها قيس سعيّد إلى "ازدياد السلطوية في البلاد وعدم التسامح مع انتقادات الصحافة". وفي السنغال حيث يثير احتمال ولاية ثالثة للرئيس ماكي سال معارضة، نددت مراسلون بلا حدود بـ"التدهور الكبير في الأوضاع الأمنية للصحافيين". وحذرت المنظمة من أن المعلومات المضللة تمثل بشكلها الواسع تهديدا كبيرا لحرية الصحافة في كل أنحاء العالم. ووفقا لنسخة 2023 من هذا التصنيف، فإن ظروف ممارسة الصحافة سيئة في 70% من الدول. وفي نسخته الـ21 حذر التقرير خصوصا من آثار المعلومات المضلّلة. وفي ثلثي البلدان الـ180 التي شملها التصنيف، أشار المتخصصون الذين ساهموا في وضع التقرير إلى "تورط لاعبين سياسيين" في "حملات تضليل واسعة النطاق أو حملات دعائية"، وفقا للمنظمة. وهذه كانت الحال في كل من روسيا والهند والصين ومالي. وعلى نطاق أوسع، سلط تقرير المنظمة غير الحكومية "الضوء على الآثار الملحوظة لصناعة التكنولوجيا في النظام البيئي الرقمي". وأفاد الأمين العام للمنظمة كريستوف ديلوار أن "هذه الصناعة تمكن من إنتاج المعلومات المضلّلة ونشرها وتضخيمها". واستشهد ديلوار بـ"أصحاب المنصّات الرقمية الذين يستمتعون بنشر دعاية أو معلومات كاذبة" ومن "أفضل الأمثلة على ذلك مالك تويتر إيلون ماسك". كما هناك ظاهرة أخرى تساهم في نشر المعلومات المضللة هي المحتوى المزيف الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. وقالت منظمة مراسلون بلا حدود إن "ميدجورني، وهو برنامج ذكاء اصطناعي ينتج صورا عالية الدقة، يغذّي وسائل التواصل الاجتماعي بصور مزيفة تصبح مقنعة بشكل متزايد"، مستشهدة بالصور الكاذبة لتوقيف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والتي "انتشرت على نطاق واسع". كما يشهد العالم أيضا انتشار "مواد متلاعب بها على ناطق واسع" أنتجتها شركات متخصصة لحساب حكومات أو شركات. وفي فبراير، كشف تحقيق واسع أجرته مجموعة الصحافيين الاستقصائيين "فوربدن ستوريز" نشاطات شركة إسرائيلية تسمى "تيم خورخي" متخصّصة في التضليل الإعلامي. وأوضح ديلوار أن "المعلومات الموثوق بها تغرق في طوفان من المعلومات المضلّلة"، مضيفاً: "نحن نصبح أقل إدراكا للفرق بين ما هو حقيقي وما هو اصطناعي". وأشار إلى أن "أحد التحديات الرئيسية هو إعادة المبادئ الديمقراطية إلى هذا السوق العملاق من المحتويات". وكانت أكبر التراجعات في التصنيف في البيرو (حلّت في المركز 110 بتراجع 33 مرتبة) والسنغال (104 بتراجع 31 مركزا) وهايتي (99 بتراجع 29 مركزا) وتونس (121 بتراجع 27 مركزاً). في المقابل، تقدّمت البرازيل (حلت في المركز 92) 18 مرتبة بعد رحيل الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو بعدما هزمه لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت نهاية أكتوبر. وقال ديلوار: "تراجعت البرازيل كثيرا خلال عهد بولسونارو الذي كان عنيفا بحق الصحافيين" لكن "لا حتمية في تراجع حرية الصحافة". وتقدمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24. وأوضح ديلوار أن هذا "المكسب الصغير" يفسَّر "خصوصاً بالوضع الآخذ في التدهور في أماكن أخرى". من جهتها، تراجعت ألمانيا (حلت في المركز 21) 5 مراتب ويعود ذلك، وفقا للمنظمة، إلى "عدد قياسي من أعمال العنف والتوقيفات التي طالت صحافيين".

مشاركة :