موسكو - أعلن الكرملين اليوم الأربعاء إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهما أوكرانيا بالوقوف وراءها، متوعدا بالردّ، ما ينذر بدخول الحرب الدائرة في أوكرانيا منعرجا أكثر دموية. وأوضح في بيان "استهدفت مسيّرتان الكرملين... تم تعطيل الجهازين"، واصفا العملية بأنها "عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية". وتابع "نتيجة للعمل الإرهابي لم يصب الرئيس بأذى ولم يتغير جدول أعماله ويستمر كالمعتاد. كما لم تقع أي إصابات خلال الهجمة ومن تناثر شظايا الطائرات دون طيار على أراضي الكرملين". وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "الرئيس كان موجودا بمقر إقامته بضواحي موسكو عند تنفيذ الهجوم"، مضيفا أن "نظام كييف الذي يقف وراء عدد من هذه الهجمات والتفجيرات، يخطّط للاستمرار في هذا المسار"، مؤكدا أن أجهزة الأمن الروسية تقوم بما هو ضروري لحماية السكان. وعلى صعيد متصل، أعلن رئيس بلدية موسكو حظر تحليق الطائرات المسيّرة غير المصرح بها في أجواء العاصمة الروسية، من دون الحصول على تصريح خاص من "السلطات الحكومية".. وكشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "أن أجهزة الأمن الأوكرانية استوردت مكونات القنابل المستخدمة في عملياتها في الأراضي الروسية، من بلغاريا عبر تركيا وجورجيا". قوالت الرئاسة الروسية إن "العرض العسكري الكبير الذي يُقام في 9 مايو/أيار للاحتفال بالنصر على ألمانيا النازية في عام 1945 سيُنظم في موسكو على الرغم من هجوم بمسيرات استهدف الكرملين". ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قوله "العرض سيقام. لا توجد تغييرات في البرنامج". ونفت الرئاسة الأوكرانية اليوم الأربعاء أي علاقة لأوكرانيا بالهجوم على الكرملين بمسيرتين والذي نسبته موسكو إلى كييف. وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تصريح للصحافيين "بالتأكيد، لا علاقة لأوكرانيا بهجمات المسيرات على الكرملين"، مضيفا "ينبغي فقط اعتبار هذه التصريحات التي أطلقتها روسيا محاولة لإعداد ظروف" يمكن استخدامها ذريعة "بهدف شن هجوم إرهابي واسع النطاق في أوكرانيا". ورأى أن هجوما مماثلا في حال كانت كييف من نفذه "لن يعالج أي مشكلة عسكرية"، مع استمرار موسكو في السيطرة على نحو عشرين في المئة من الأراضي الأوكرانية، متابعا "على العكس، هذا الأمر سيشجع روسيا على أعمال أكثر تطرفا بحق مدنيينا". واعتبر أن لدى موسكو "خشية كبيرة من بدء هجمات أوكرانيا على طول خط الجبهة وتحاول في شكل ما أن تاخذ المبادرة وتحول الانتباه". وأكد مسؤول أميركي اليوم الأربعاء أن "واشنطن تحاول التحقق من اتهام روسيا لأوكرانيا بمحاولة قتل بوتين بهجوم بطائرتين مسيرتين على الكرملين". وتؤكد أوكرانيا منذ أشهر أنها تستعد لشن هجوم مضاد لاستعادة السيطرة على المناطق التي احتلتها موسكو في جنوب البلاد وشرقها. وفي الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية. وتسببت "عبوات ناسفة" خلال اليومين الماضيين في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير/شباط 2022. والاثنين أيضا، وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنوب سانت بطرسبرغ (شمال غرب) جراء عبوة ناسفة، وفقا لأجهزة الأمن الروسية التي فتحت تحقيقا في "عمل تخريبي". والتهم حريق مستودعا للوقود في قرية روسية واقعة قرب شبه جزيرة القرم ليل الثلاثاء الأربعاء وذلك قبل أن يعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي "إف إسي بي" اليوم الأربعاء أنّه فكّك شبكة أوكرانية خطّطت لتنفيذ أعمال "إرهابية وتخريبية" في القرم. ونهاية الأسبوع الماضي، تعرّض مستودع نفط في شبه جزيرة القرم أيضا لهجوم بطائرة مسيّرة، فيما أسفر هجوم صاروخي على قرية روسية في منطقة بريانسك الحدودية عن مقتل أربعة أشخاص. وأعلن الجيش الأوكراني إسقاط طائرات مسيرة أطلقتها روسيا على كييف ليل الثلاثاء/الأربعاء، فيما أفادت الإدارة العسكرية في وقت سابق بأنه تم تفعيل الدفاع الجوي في العاصمة كييف في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، داعية السكان إلى البقاء في الملاجئ بسبب تهديد يتعلق بهجمات. ومنذ إطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا، استُهدفت الأراضي الروسية بشكل متكرر بطائرات مسيّرة تحطم بعضها في منطقة موسكو، إذ توغل مسلّحون من أوكرانيا في مارس/آذار إلى منطقة بريانسك صدمة وبدّد الشعور باستحالة انتهاك الحدود. ومع تعرض مراكز تجنيد وخطوط سكك حديد للهجوم، تلاحق السلطات مخرّبين محتملين وعزّزت موسكو ترسانتها القانونية ضد "التخريب" الذي يعاقب عليه الآن بأحكام سجن مشددة. ومنذ الخريف، أوقف أكثر من 65 شخصا، ثلثهم من القاصرين، في حوالي 20 منطقة روسية بعد اتهامهم بتخريب سكك حديد وفق إحصاءات أعدتها وسيلة الإعلام المستقلة "ميديزونا" ونشرتها منتصف نيسان/أبريل. واعتبر بيسكوف الثلاثاء أن "الأهم" في مواجهة هذا التخريب هو مواصلة الهجوم في أوكرانيا "لاقتلاع التهديدات من جذورها".
مشاركة :