شهدت السياحة الخارجية للصين ازدهارا على نطاق واسع خلال عطلة عيد العمال، أول عطلة طويلة بعد عطلة عيد الربيع التي استمرت سبعة أيام في أواخر يناير الماضي. ويذكر أن عطلة عيد العمال التي تستمر خمسة أيام تعد واحدة من أكثر المواسم السياحية ازدهارا في الصين. بدأ المواطنون المتحمسون للسفر التخطيط لرحلاتهم الخارجية قبل أسابيع من يوم 29 أبريل، اليوم الأول من العطلة لهذا العام. وتُظهر بيانات من مجموعة تريب دوت كوم (Trip.com)، وهي وكالة سفر رئيسية عبر الإنترنت في الصين، أنه بحلول أوائل أبريل، تضاعفت حجوزات السفر للخارج من البر الرئيسي الصيني لهذه العطلة بمقدار 18 مرة على أساس سنوي. توقف سوق السفر الجماعي للخارج في أوائل عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19. وبعد أن استأنفت الصين السفر الجماعي للخارج في فبراير الماضي، انشغلت وكالات السفر بالطلب المكبوت من السياح. وأطلقت وكالة السفر "سبرينغ تور" ومقرها شانغهاي رحلات سياحية إلى إسبانيا والبرتغال وإيران وروسيا خلال الأسبوع الماضي، والتي ستستمر طوال العطلة. قالت السيدة شيوي، التي اشتركت في رحلة سياحية نظمتها "سبرينغ تور" وبدأت شهر العسل الخاص بها يوم 26 أبريل الماضي إن "كانت إسبانيا وجهة أحلامي منذ ثلاث سنوات، وتتناسب رحلة الـ11 يوما إلى إسبانيا والبرتغال مع خطتنا تماما". كما تُظهر بيانات من وكالة السفر "فليجي" التابعة لشركة "علي بابا" أن طلبات الرحلات الخارجية خلال العطلة زادت بنسبة 200 بالمائة مقارنة بعيد الربيع لهذا العام، حيث برزت هونغ كونغ وتايلاند واليابان وماليزيا كأهم وجهات السفر. قالت يوان يويه، التي قامت برحلتها يوم 29 أبريل: "من خلال ركوب القطار فائق السرعة، استغرقت حوالي 15 دقيقة فقط من شنتشن إلى هونغ كونغ". وعلى الرغم من أن الوصول إلى هونغ كونغ كان مريحا، إلا أن يوان قالت إن الفنادق كانت محجوزة بالكامل تقريبا خلال العطلة وكانت الأسعار أعلى من المتوقع. وأضافت يوان: "لقد مرت ثلاث سنوات منذ أن قمت بآخر رحلاتي للخارج، لذا فهي تستحق الثمن". ترحب الشركات في الخارج أيضا بالسياح الصينيين بحرارة باعتبارهم مساهمين كبار في سوق السفر الدولي. وقالت ستيفانيا لازاروني، المدير العام للجنة "ألتاجاما" الإيطالية للعلامات التجارية الفاخرة إن 60 بالمائة من مشتريات المنتجات الفاخرة في إيطاليا و50 بالمائة من مشتريات المنتجات الفاخرة في أوروبا يقوم بها المسافرون الأجانب، ومعظمهم صينيون". هذا ويساهم نمو السياحة الخارجية في انتعاش صناعة الطيران. منذ 25 أبريل، زادت شركة جنوبي الصين للخطوط الجوية عدد الرحلات المباشرة من مدينة قوانغتشو بجنوبي الصين، إلى باريس من رحلة واحدة ذهابا وإيابا أسبوعيا إلى رحلتين ذهابا وإيابا أسبوعيا. وخلال عطلة عيد العمال، فتحت الشركة خطوطا من قوانغتشو إلى مناطق الجذب السياحي في جنوب شرقي آسيا، بما في ذلك بالي بإندونيسيا وصباح بماليزيا وتشيانغ ماي بتايلاند، كما زادت عدد الرحلات الجوية إلى سنغافورة وبانكوك. وبدوره، قال داي بين، رئيس أكاديمية السياحة الصينية، إن سوق السياحة الخارجية للصين سيشهد انتعاشا مستداما ومتسارعا طوال عام 2023.
مشاركة :