أدان عدد من الدول العربية بشدة تعرض مبنى الملحقية الثقافية للمملكة في الخرطوم لاقتحام من قبل مجموعة مسلحة، قامت بتخريب الأجهزة والكاميرات والاستيلاء على بعض ممتلكات الملحقية، وتعطيل أنظمة الملحقية وخوادمها، مشددة على ضرورة توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية، وملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة. وشددت الإمارات على أهمية حماية المباني الدبلوماسية حسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الدبلوماسي. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها أن الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية. بدورها، أدانت وزارة الخارجية القطرية الاقتحامات، مؤكدة في بيان أمس، موقف قطر الداعي لوقف القتال في السودان فورا، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال. كما أدانت الحكومة الأردنية الاقتحام المسلح والتخريب الذي استهدف الملحقية الثقافية السعودية في العاصمة السودانية الخرطوم. وأعربت وزارة الخارجية الأردنية عن تضامن الأردن مع المملكة، وإدانتها واستنكارها لجميع أشكال العنف والتخريب، خاصة تلك التي تستهدف المباني الدبلوماسية وتنتهك حرمتها، مؤكدة ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، خاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. وأعربت البحرين عن إدانتها بشدة اقتحام الملحقية الثقافية السعودية، كونه انتهاكا خطيرا للمواثيق والأعراف الدولية التي تجرم الاعتداء على حرمة البعثات الدبلوماسية. وعبرت وزارة الخارجية عن تضامن البحرين ووقوفها إلى جانب المملكة وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات مشروعة لتأمين بعثاتها الدبلوماسية، مثمنة في الوقت ذاته الجهود السعودية الحكيمة ومبادراتها الإنسانية لإجلاء رعايا عديد من الدول، ومساعيها الحميدة بالتواصل مع الأطراف جميعا والتنسيق مع المنظمات والشركاء الدوليين لحل الأزمة السودانية، والعودة إلى مسار الحوار والتفاوض. وأعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاقتحام، مشددة في بيان لوزارة الخارجية على أن هذا العمل المجرم دوليا يعد انتهاكا صارخا لجميع الأعراف الدولية وقواعد القانون الدولي واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 التي تحرم اقتحام مقار البعثات الدبلوماسية وتمنح مبانيها الحماية والحصانة الكاملة. ودعت الوزارة السلطات الرسمية وجميع الأطراف المعنية في السودان إلى سرعة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لتوفير الحماية الكاملة لمقار البعثات الدبلوماسية وضمان سلامة مبانيها وطاقمها ومعاقبة الجناة مرتكبي هذا الاقتحام. كما أعربت الوزارة عن تضامن ووقوف الكويت إلى جانب السعودية وتأييدها لكل الإجراءات الأمنية والقانونية التي تتخذها للحفاظ على أمن بعثاتها الدبلوماسية. من جانب آخر، أعرب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن إدانته واستنكاره الشديدين لاقتحام مبنى الملحقية الثقافية السعودية. وأشاد بالدور الكبير، الإنساني والدبلوماسي، الذي تقوم به المملكة في السودان، مؤكدا وقوف جميع دول المجلس لإدانة هذا العمل الإرهابي. وشدد على ضرورة احترام الاتفاقيات الدولية والأعراف الدبلوماسية التي تضمن حرمة وسلامة مقار البعثات الدبلوماسية، داعيا جميع الأطراف في السودان إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الدبلوماسيين والمقار الدبلوماسية. وأكد البديوي أن مثل هذه التصرفات ستؤدي إلى زيادة وتفاقم مخاطر انفلات الأوضاع الأمنية في السودان، مناشدا جميع الأطراف العودة إلى الحوار للتوصل إلى حل سياسي يضمن عودة السلام والاستقرار للسودان وتماسك الدولة ومؤسساتها، ويلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الأمن والعيش الكريم.
مشاركة :