الجزائر - بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش الأربعاء مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف تطورات الأزمة الليبية، وترتيبات إجراء الانتخابات المقبلة وكيفية مساهمة الجزائر في تسريع إجراء الاستحقاق الانتخابي. ووصلت المنقوش العاصمة الجزائرية مساء الأربعاء، في زيارة رسمية تستمر يومين، قادمة من تونس، وفق بيان لوزارة الخارجية الجزائرية. وأفاد البيان بأن "الزيارة تندرج في إطار تعزيز علاقات التعاون الجزائرية الليبية وتكثيف التشاور والتنسيق السياسي بين البلدين الشقيقين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك" وينتظر أن تلتقي المنقوش اليوم الخميس الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، في إطار مساعيها لكسب دعم عربي وإقليمي لإجراء الانتخابات. وكان تبون قد أكد في مناسبات سابقة أن بلاده تدعم الشرعية في ليبيا ممثلة في حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا برئاسة عبدالحميد الدبيبة، مشددا على أن حل الأزمة الليبية يكمن في تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية تفضي إلى مؤسسات شرعية تعيد بناء الدولة. والتقى الرئيس التونسي قيس سعيّد الأربعاء بقصر قرطاج المنقوش ومحمد الشهوبي وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية. وجدّد سعيد التأكيد على موقف تونس الثابت الداعي إلى حلّ الأزمة في ليبيا وفق مقاربة تقوم على وحدة هذا البلد ورفض التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، وفق بيان للرئاسة التونسية. كما شدّد على أهمية مواصلة تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين في كلّ المجالات، لاسيّما الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن. وأكّد على ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين نحو المزيد من التكامل عبر تذليل كل الصعوبات التي تحول دون ذلك وتجاوز بعض الإشكاليات المفتعلة التي تهدف إلى التشويش على العلاقات بين تونس وليبيا، داعيا إلى تعزيز نسق الاجتماعات على كل المستويات وتطبيق الاتفاقيات الثنائية وتنويعها. وأفادت الرئاسة التونسية بأنه "تم خلال اللقاء التطرق إلى عدّة ملفات ثنائية وقضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك". وتعيش ليبيا أزمة سياسية تحول دون إجراء الانتخابات في ظل صراع بين حكومة فتحي باشاغا التي كلفها مجلس النواب وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، فيما يشك العديد من الليبيين في إمكانية إجراء انتخابات في ظل تشبث الفرقاء بالبقاء في مواقع السلطة. ويتمسك الدبيبة بأن حكومته لن تسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة ويتهم مجلس النواب بتعطيل إجراء الانتخابات، مشددا على أن حكومته هي من ستشرف على أي انتخابات مقبلة. وكان الدبيبة قد أدى زيارة إلى تونس موفى تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في وقت بدت فيه تونس عالقة في مأزق يتعلق بالنزاع على الشرعية في ليبيا بين الحكومتين. ووصفت مصادر ليبية حينها الزيارة بـ"الضرورية" في توقيتها ومضامينها بحكم حالة العزلة التي تعيشها حكومة الدبيبة وبحث تونس عن سبل لتنفيس أزمتها المالية الخانقة، لكن مراقبين تحدثوا عن وجود دفع جزائري وراء جهود التقارب بين تونس وحكومة الدبيبة، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان العمامرة لتونس خلال صائفة 2021 ولقائه الرئيس قيس سعيد وكذلك زيارة رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن للجزائر العام الماضي. وحذّر مراقبون من تورط تونس في سياسة محاور في مواجهة الحكومة الليبية بقيادة باشاغا والمدعومة من مصر ودول عربية وأجنبية أخرى لا تعترف بشرعية السلطة المنافسة في غرب ليبيا.
مشاركة :