بقلم: عبد الرحمن هاشم يعتقد المؤمن أن حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حبٌ موصول إلى آبائه الأطهار وأمهاته الطاهرات، أعظم الآباء وأشرف الأمهات. ويعتقد المؤمن أن آباء النبي صلى الله عليه وسلم من لدن آدم عليه السلام حتى وضعته أمه السيدة آمنة بنت وهب كلهم ناجون من النار. نعم، لا يُعَذب في النار كل من حمل النبي صلى الله عليه وسلم في ظهره وكل من حملت النبي في رحمها إذ هم أصوله المباركون. أخرج الترمذي وصححه والنسائي عن المطلب بن ربيعة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغه بعض ما يقول الناس فصعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال: «من أنا»؟ قالوا: أنت رسول الله. قال: «أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله تعالى خلق الخلق فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة، وجعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتاً فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا». وروى البيهقي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله تعالى في خيرهما، فأخرجت من بني أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبـي وأمي فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا». ومن يعترض بآزر المذكور في قوله تعالى: (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة) الأنعام: 74. فقد ثبت أنه عمه وليس والده لكن جاء التعبير بالأب مجازا وليس على الحقيقة، بدليل أن إبراهيم عليه السلام بعد أن بلغ عمره 110 وأثناء بناء الكعبة المشرفة ورفع الحجر الأسود دعا ربه قائلا: (ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) إبراهيم: 41. فالنهي عن الاستغفار كان موجها لعمه (أبيه مجازا) وليس لوالديه (أمه وأبيه حقيقة). أما من يعترض بما رواه الإمام مسلم في صحيحه أن رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ أين أبي؟ قال: أبوك في النارِ، فلما قَفَّى قال: إن أبي وأباك في النارِ. (فأبي) هنا، المقصود بها (عمي) أبي لهب، وحينئذ لا وجه للاعتراض. وفى الصحيح أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي»، أي لعدم حاجتها إلى الاستغفار، حيث ماتت قبل وجود شريعة ودين، قال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) الإسراء: 15. ولذلك هي آمنة في الدنيا وفي الآخرة. مركز تحقيق التراث العربي جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا
مشاركة :