دعا ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، المجتمع الدولي إلى تعميق الثقة المتبادلة وبناء الشراكات. وفي مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن بعنوان "بناء السلام واستدامة السلام: تعزيز الثقة في المستقبل من أجل استدامة السلام"، قال تشانغ جيون "ينبغي ترسيخ إيماننا بقوة بمفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية، وممارسة التعددية الحقيقية، وتعميق الثقة المتبادلة، وتعزيز وبناء الشراكات العالمية". وأكد أن العالم حاليا "يعاني من أزمة ثقة خطيرة"، مشيرا إلى أنه وراء القضايا المعقدة المختلفة، سلسلة من القصور المتداخل والمتدهور في التنمية والسلام والأمن والحوكمة، فضلا عن وجود قصور طويل الأمد في الثقة. وأضاف "لا شيء يقوض الثقة السياسية بين الدول بسهولة أكثر من تغيير المواقف أو مخالفة الوعود في العلاقات الدولية، والتلاعب بالاتفاقيات التي وقعت عليها وعدم احترامها، والتراجع عن الالتزامات السياسية التي قطعتها على نفسها وإفراغها من مضمونها على نحو متعمد". وأوضح المبعوث بقوله "ليس هناك ما يضر بالثقة المتبادلة في مجال الأمن بسهولة أكثر من تشكيل تكتلات عسكرية حصرية وإثارة التوترات الإقليمية والسعي إلى الأمن المطلق على حساب أمن الدول الأخرى... ولا شيء يسبب فقدان الثقة في النظام الدولي بسهولة أكثر من تجاهل سلطة ميثاق الأمم المتحدة وازدواجية المعايير والتطبيق الانتقائي للقانون الدولي". وأكد تشانغ أن مثل هذه السلوكيات والعقلية تتعارضان مع الجهود المبذولة لتعميق الثقة المتبادلة وبناء سلام دائم بالإضافة إلى تحقيق تنمية وتقدم على الصعيد العالمي. وأشار إلى أنه ينبغي على الدول الكبرى أخذ زمام المبادرة في الدفاع عن النزاهة والتعاون وسيادة القانون، والتمسك بالثقة المتبادلة والتعايش السلمي والتعاون المربح للجميع، ومواصلة المشاورات واسعة النطاق، وأن تكون قدوة يُحتذى بها في بناء أساس متين من الثقة للمجتمع الدولي من أجل تهيئة الظروف لسلام دائم.