شهدت العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق أخرى اليوم (الخميس) اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رغم موافقتهما على هدنة لمدة سبعة أيام. وأعلن الجيش السوداني في وقت مبكر اليوم عن اشتباكات بين وحدات تابعة له ومقاتلي الدعم السريع في منطقة الخرطوم بحري. وقال الجيش في بيان صحفي "اشتبكت قواتنا فجر اليوم مع المتمردين الذين حاولوا الهجوم على قيادة منطقة بحري العسكرية". وأضاف "تلقى العدو عقابا حاسما وتشتتت قواته مابين قتيل وجريح وهارب". وتابع أن قواته "دمرت ثماني عربات قتالية واستلمت 11 عربة وراجمة كاتيوشا وأجهزة اتصال وجاري الحصر". ودعا الجيش السوداني المواطنين إلى الابتعاد عن مواقع الاشتباكات وعدم التعامل مع الأجسام المعدنية الغريبة حرصا على سلامتهم. من جانبها، أدانت قوات الدعم السريع ما وصفته بـ"خرق" الجيش السوداني للهدنة الإنسانية المعلنة ومهاجمة مواقع تمركز قواتها فجر اليوم. وقالت قوات الدعم السريع في بيان صحفي، "تعرضت قواتنا والأحياء السكنية إلى قصف عشوائي بالمدافع والطائرات في مسلك يشكل تجاوزا سافرا للأعراف والقوانين الدولية والقانون الدولي والإنساني". ووقعت الاشتباكات الرئيسية في مناطق بحري وأم درمان ووسط الخرطوم، وفق شهود عيان. كما وقعت اشتباكات عنيفة بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان بغربي السودان. وقال الجيش السوداني في بيان "تعرضت مدينة الأبيض وقيادة الفرقة الخامسة مشاة (الهجانة) لهجوم غادر من المتمردين نهار اليوم". وأضاف أنه "تم سحق العدو وتكبيده خسائر كبيرة جارى حصرها ويقوم رجال الهجانة حاليا بمطاردة فلول العدو خارج المدينة". وأوضح الجيش أن الموقف العملياتي بجميع أنحاء السودان وكل المدن والمناطق العسكرية مستقرة وهادئة عدا أجزاء من منطقة العاصمة ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان. ووقعت الاشتباكات رغم إعلان الجيش وقوات الدعم السريع موافقتهما على تمديد الهدنة لمدة أسبوع تجاوبا مع مبادرة منظمة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا ((إيغاد)). وأعلن الجيش السوداني أمس (الأربعاء) موافقته علي مبادرة ((إيغاد))، والتي تشمل تمديد الهدنة لمدة أسبوع وتسمية ممثل من كل جانب للتباحث حول الهدنة. وقال الجيش السوداني في بيان أمس "تبدي القوات المسلحة موافقتها على المقترح انطلاقا من مبدأ الحلول الإفريقية لقضايا القارة، ومراعاة للجوانب الإنسانية لمواطنينا". من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع في وقت متأخر الأربعاء موافقتها علي تمديد الهدنة لمدة 7 أيام، وقالت في بيان صحفي إنها "تؤكد التزامها بالهدنة الجديدة، وتأمل أن يتوقف الطرف المقابل عن الخرق المستمر للهدنة". على صعيد متصل، أدانت وزارة الخارجية السودانية ما وصفته بـ"انتهاكات" قوات الدعم السريع بحق السفارات والبعثات الدبلوماسية دون أدني اعتبار للهدنة المعلنة أو احترام القانون الدولي. وقالت الوزارة في بيان اليوم إنها "تدين تهجم القوات المتمردة على مقر السفارة الهندية"، مشيرة إلى أنها "تلقت بلاغات بالتعدي علي السفارة الكورية والملحقية الثقافية السعودية وكذلك مقار إقامة الدبلوماسيين السويسريين والقسم القنصلي في السفارة التركية". وسبق أن تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات باعتداءات طالت بعض البعثات الدبلوماسية في البلاد. ودفعت الاشتباكات دولا أجنبية وعربية إلى إجلاء رعاياها من السودان، حيث تسبب القتال المستمر إلى تدهور كبير في الوضع الإنساني، إذ قالت الأمم المتحدة إن نحو 100 ألف شخص فروا من السودان إلى بلدان مجاورة، منها مصر وتشاد وإثيوبيا. وطالب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الموجود بمدينة بورتسودان بشرقي السودان أمس طرفي النزاع في السودان بتقديم تعهدات بضمان التسليم الآمن للمساعدات الإنسانية. وتعهد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، في تغريدة على ((تويتر)) اليوم بفتح وحماية الممرات الإنسانية لتسهيل حركة المواطنين في أماكن سيطرة قواته وضمان وصول المساعدات للمحتاجين. ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي اشتباكات دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة السودانية، إلى مقتل 550 شخصا وإصابة نحو 5 آلاف بجروح.
مشاركة :