عمدة أمريكي مسلم: منعي من دخول البيت الأبيض إهانة

  • 5/5/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

- العمدة المسلم محمد خير الله في مقابلة حصرية مع الأناضول، وصف طرده من احتفالية البيت الأبيض بعيد الفطر بأنه "كان أمر مهينا" أعاد إلى ذاكرته إجباره عام 2019 على الخضوع لفحص أمني إضافي عند وصوله الولايات المتحدة قادما من إسطنبول - حصل خير الله على الجنسية الأمريكية في 2000، ومنذ ذلك الحين تمكن من الفوز بخمس انتخابات على منصب عمدة بلدة بروسبكت بارك - أثار قرار منع خير الله من دخول البيت الأبيض ردود فعل غاضبة من زملائه السياسيين في ولاية نيوجيرسي - يشكو خير الله من "افتقار سلطات إنفاذ القانون الأمريكية إلى الشفافية" وإدراجه في قائمة سرية لمكتب التحقيقات الفيدرالي - قبل منصب العمدة أمضى خير الله 14 عاما متطوعا في خدمات الإطفاء الأمريكية كان محمد خير الله، العمدة المسلم لبلدة بروسبكت بارك بولاية نيوجيرسي على بعد دقائق فقط من وصوله إلى البيت الأبيض بدعوة من إدارة الرئيس جو بايدن بمناسبة عيد الفطر، قبل أن يتلقى مكالمة وصفها بـ"المهينة"، تبلغه بأنه "غير مسموح له بالدخول" إلى الحفل. الرفض المفاجئ الذي تلقاه خير الله من البيت الأبيض، جاء رغم إعلام المسؤولين بتأكيد حضوره، وقيادته سيارته الخاصة لما يقرب من 4 ساعات للمشاركة في هذه الاحتفالية. لم يُعط خير الله أي سببا لرفض البيت الأبيض أو "الخدمة السرية" المسؤولة عن الأمن، كما أنها لم تكن المرة الأولى التي يواجه فيها العمدة المسلم إجراءات غير مبررة من سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة. خير الله كان رجل إطفاء سابق متطوع قبل أن يتحول إلى سياسي محلي، قال إن أول حادث من هذا القبيل كان عام 2019، عندما عاد إلى الولايات المتحدة من إسطنبول، حين قابله عناصر إنفاذ القانون على أبواب طائرته وأخبروه أنه تم اختياره "عشوائيا" لفحص أمني إضافي. وشمل الفحص الأمني آنذاك، مصادرة هاتفه أثناء عملية التفتيش وإجباره على خلع ما يرتديه حتى ملابسه الداخلية. وحصل خير الله على الجنسية الأمريكية عام 2000، وانتخب عمدة بلدته عام 2001 بعدما أمضى 14 عاما يعمل رجل إطفاء متطوع في مجتمعه. ** ممارسات مهينة وصف خير الله خلال مقابلة حصرية مع الأناضول طرده من فعالية البيت الأبيض بأنه "كان أمر مهينا"، أعاده إلى الوقت الذي أجبر فيه على الفحص الأمني الإضافي عند وصوله من إسطنبول عام 2019. وبعد موقف مسؤولي البيت الأبيض، تواصل خير الله مع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" (أكبر مركز إسلامي في الولايات المتحدة) من أجل الحصول على الدعم اللازم. وأبلغ خير الله مسؤولي المركز الإسلامي أن اسمه "موجود في قائمة مراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي التي سربت على الإنترنت" على خلفية خلل تقني في خادم إنترنت خاص بإحدى شركات الطيران الأمريكية. وتضمنت القائمة التي نشرها موقع "ديلي دوت" الإخباري لأول مرة، مجموعة من الأسماء من قاعدة بيانات الولايات المتحدة الخاصة بمن يتم فحصهم للتأكد من عدم صلتهم بأي نشاطات إرهابية و قائمة المحظورين من الطيران (السفر جوا). وفي السياق، قالت دينا سيد أحمد متحدثة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في نيو جيرسي، إن "حوالي 1.5 مليون شخص مدرجون في هذه القائمة، غالبيتهم من الأسماء العربية أسماء عربية وإسلامية". وأوضحت سيد أحمد للأناضول أن قائمة مراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي يعود تاريخها إلى عقدين من الزمن وتقريبا عام 2003. وحصلت الأناضول على نسخة منقحة من القائمة التي تضمنت اسم خير الله وتاريخ ميلاده. ما يثير الخلاف بالنسبة لرئيس البلدية المسلم هو افتقار سلطات إنفاذ القانون إلى الشفافية، بما في ذلك رفض تأكيد وجود القائمة من الأساس، ناهيك عما إن كان اسمه مدرجا بالفعل فيها أم لا. وقال خير الله للأناضول: "نريد أن يقوم مسؤولي إنفاذ القانون بعملهم، نريدهم حماية الأمة ولا أحد يريد منعهم، لكن هذه قائمة غير مفهومة". وأردف: "بطريقة ما قرر شخص ما أن أكون في هذه القائمة، يجب أن تكون هناك شفافية، عندما يكون هناك شخص ما في تلك القائمة يجب أن يتم إخباره وإبلاغه بحقيقة الأمر". ** سياسات غامضة لا يزال خير الله لا يدري كيف انتهى به المطاف في قاعدة البيانات المذكورة، لكن لديه بعض التخمينات. يعتقد أنه كان من الممكن إضافته عام 2019 كشكل من أشكال الانتقام السياسي بعد أن كان "ناقدا صريحا" للرئيس السابق دونالد ترامب، أو نتيجة لرفضه أن يصبح مخبرا بعد أن اتصل به أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي خلال فترة الحرب الأهلية في سوريا. ولد خير الله في سوريا قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة مع والديه في التسعينيات، وعمل في الأيام الأولى للحرب الأهلية في سوريا لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين هناك، مع الاستمرار في العمل كرئيس لبلدية بروسبكت بارك. ومتذكرا حديثا سابقا مع أحد عملاء التحقيقات الفيدرالي، قال خير الله "قلت له يا صديقي، ليس لدي المعلومات التي تريدونها، ليس لدي اتصالات مع الجماعات الإرهابية، أنا أذهب إلى هناك لأغراض إنسانية". وشغل خير الله منصب رئيس بلدية بروسبكت بارك لنحو عقدين بعد أن خدم في مجلس المدينة منذ 2001، بعد عام واحد فقط من حصوله على الجنسية الأمريكية. ** ردود فعل غاضبة أثار قرار منع خير الله من دخول البيت الأبيض، ردود فعل غاضبة من زملائه السياسيين في نيوجيرسي، بمن فيهم السيناتور بوب مينينديز وكوري بوكر والنائب بيل باسكريل الذين كتبوا رسالة مشتركة إلى الخدمة السرية والبيت الأبيض يطالبون بتزويد الجمهور بملابسات منع رئيس البلدية من الدخول. ودعت الرسالة مسؤولي البيت الأبيض إلى "تزويد خير الله بالأسباب الموضوعية وراء رفض استقباله، والشروع في مراجعة وضعه حتى يتمكن في المستقبل من حضور الفعاليات وتمثيل ناخبيه في بيت الشعب (في إشارة إلى البيت الأبيض)". وكتب المشرعون إلى مدير الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل، والسكرتير الاجتماعي للبيت الأبيض كارلوس إليزوندو:"العمدة خير الله هو موظف حكومي مخلص، وصديق مقرب وأطول عمدة مسلم خدم في نيوجيرسي، ويفخر بخدمة مجتمعه لأكثر من 17 عاما". وجاء أيضا في الرسالة: "بصفته رجل إطفاء متطوع سابق، أظهر العمدة خير الله باستمرار تفانيه في مجال السلامة العامة"، وأشاروا إلى وطنية خير الله وخدمته العامة "تتشكل من خلال تربيته وقيمه التي تكونت من خلال التزامه بمساعدة الآخرين". من جانبه، قلل خير الله من أهمية ضرورة اعتذار المسؤولين عن منعه من دخول البيت الأبيض، مؤكدا أن قضيته غير مهمة في مخطط الأمور الأكبر. واعتبر أن القضية التي يجب معالجتها "هي القائمة نفسها وسريتها" موضحا أن "هناك آخرون يعانون ولا يملكون قدرتي عن الكشف عما تعرضت له". وتساءل العمدة المسلم: "كيف يتم إدراج الأشخاص في هذه القائمة؟ كيف يمكنهم مسح أسمائهم إذا تم إدراجهم سابقا؟ لا يمكنك فقط وضعهم في قائمة سرية ومن ثم مضايقتهم طوال الحياة بشكل عام". ** مسيرة ملهمة وتطوع خير الله في الإطفاء انطلاقا من أن الولايات المتحدة منحته "فرصا هائلة"، ولهذا السبب قرر رد الجميل لمجتمعه المحلي والمجتمع ككل. وقال للأناضول إنه تطوع في هذا المجال كونها وظيفة "كان يحلم بها عندما كان طفلا، لكن لم يكن قادرا على متابعتها إلا بعد تقديم التماس إلى الحكومة المحلية لتعديل القواعد من أجل السماح لغير المواطنين بأن يصبحوا رجال إطفاء". ولفت إلى أن هذه المبادرة "كانت بوابته إلى السياسة المحلية" عام 2001 رغم الصعوبات التي عانى منها المسلمون في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/أيلول. وأوضح خير الله: "لم يكن 2001 عاما جيدا للمجتمع المسلم بسبب ما حدث في 11 سبتمبر، ولكن ثبت لي أن المشاركة المحلية تظهر حقا للأشخاص المسلمين، ومن هم العرب حقا". وأردف: "تمكنت من الفوز في نوفمبر/ تشرين الثاني2001، وأصبح ما قبل ذلك تاريخا". ومنذ ذلك الحين، تمكن خير الله من الفوز بخمس انتخابات على منصب عمدة بلدة بروسبكت بارك. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :