خطيب الحرم المكي يطلق صيحة إنذار من “شيطان المخدرات”

  • 5/5/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبد الله الجهني المسلمين بتقوى الله، فما جاع من تزود بزادها، ولا عرى من اكتسى بلباسها ، ولا خاب من تجمل بجمالها . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام: من محاسن دين الإسلام وفضائله العظيمة ومقاصده العالية، الاعتراف بالفضل للمتفضل، وبالجميل لفاعله، والحث على مجازاة الإحسان بالإحسان ومقابلة المعروف بالمعروف، كما يقتضي ذلك العقل القويم والفطرة السليمة والشيم الكريمة، وعلى مدار الأيام الماضية تجلت بوضوح جهود حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ وكل الجهات المعنية في البلاد بقيامهم بالدور الإنساني والدبلوماسي تجاه الإخوة في السودان الشقيقة ما انعكس بدوره في النجاح الاستثنائي لعملية إجلاء رعايا عدد من الدول الإسلامية والصديقة وطواقم الدبلوماسيين والمسؤولين والعاملين في المنظمات الدولية ، والله سبحانه وتعالى يختار من عباده دعاة خير ، وسعاة إصلاح، يجمع الله بمساعيهم الكلمة ، ويؤلف بجهودهم القلوب، ترجع إليهم الأمم في أزماتها، وتستعين بالله ثم بهم في محنتها، تأخذ منهم الرأي السديد والتوجيه الرشيد، والنصح المجيد، وهذه نعمة من الله وفضل يهبه لمن يشاء من عباده، والإصلاح بين الناس من أجل الأعمال، وأكرم الخصال، وأشرف المقامات، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين عن بلادهما وعن شعبهما وعن الإسلام والمسلمين أجرًا عظيمًا وخيرًا كثيرًا و نضرع إلى الله تعالى أن يحمي السودان وأن يوفق أهله ويحقن دماءهم وينصرهم على من بغى عليهم وعاداهم إنه ولي ذلك والقادر عليه . وأضاف: من أكبر نِعَم الله تعالى على الإنسان نعمة العقل الذي يُدرك به الأمور وحقائقها ومعرفة النافع منها والضار ، وبالعقل تميز الإنسان على كثير من المخلوقات وعلى العقل مدار الأمور كلها ، ولهذا تعلق به التكليف الشرعي فبالعقل يعرف الإنسان الأمر من النهي ، والحق من الباطل، ويدرك به عواقب الأمور، وأسبابها ومسبباتها ونتائجها، لذلك فإنه مطلوب من الإنسان أن يستعمل هذه المواهب الإلهية فيما خلقت له، وأن يستدل بها على ما ينفعه في الدنيا والآخرة فيتبعه، ويعرف بها ما يضره فيجتنبه وإن من أشنع الأمور خطورة على العقل، تعاطي المخدرات، وما أدراك ما المخدرات، فما أعظم شرها وما أكبر خطرها وما أعظم جناياتها على العقول والأفكار والأخلاق والآداب والأديان والقيم ، ومضارها الدينية والدنيوية لا تعد ولا تحصى . وبين “الجهني” أن الجديد في عصرنا الحديث هو ما اكتشف من بعض النباتات أو الكيماويات أو غيرهما مما لها نفس التأثير، وأن اختلفت أنواعها ،،،فما بال أقوام يشترون لأنفسهم ويستعملون بأنفسهم ما يخل بعقولهم ، وذلك باستعمال المخدرات، أليس الإنسان إذا تعاطى غاب عن شعوره ، وأصبح كالمجنون يهذي بالكلام القبيح وقد يسب نفسه أو يسب الله أو والديه أو محارمه أو أحداً من المسلمين ؟ أليس إذا تعاطاها لا يدري ماذا يفعل وقد يقع في المحرمات، ويتلف الأموال ، ويقتل النفس المحرمة بدون حق، وقد يعتدي على أقرب قريب له ، وأحب حبيب إليه، وهو لا يدري لأنه قد غاب عن عقله وشعوره أليس هذا المتعاطي للمخدرات يعرض عن ذكر الله وعن الصلاة فمتى ينتهي عن تعاطيه؟ وهذه كلها جرائم وآثام وأخطار تسببها هذه المخدرات، لذا حرمت في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام . وأردف: أي إنسان يرضى لنفسه أو لابنه أو لأبيه أو لزوجه أو من تحت ولايته أن يستعمل هذه الخبائث من المخدرات ويدخل تحت الوعيد الشديد ويُطرد ويُبعد من رحمة الله فليتق متعاطي هذه السموم ربه في نفسه، وفي أهله ومجتمعه ، فإنه سيجلب لهم شرورًا ، وقد يقتدون به في هذا العمل الخبيث فيكون داعياً إليها معلمًا مشجعًا ، فيعظم جرمه ويشتد عذابه ، إن تلكم المخدرات لا تجتمع هي والإيمان في قلب ابداً إلا أوشك أحدهما أن يخرج الآخر ، قال عليه الصلاة والسلام (ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) . وحذر من مخدر الشبو أو ما يعرف بالكريستال وهذا النوع يسمى بـ (شيطان المخدرات)، لأنه أخطر صور الإدمان التي انتشرت مؤخرًا ، يقول المختصون عنها : إن سرعة إدمان مخدر الشبو تفوق سرعة إدمان الكوكايين أو الحشيش أو غيرهما من المخدرات ، وتؤثر على بنية الجسم والنفس ، حال تأثر الجهاز العصبي وباقي أجهزة الجسم ، وأعداء الإسلام وضعاف النفوس من المسلمين يحاولون إغراق الشعوب الإسلامية بما يفتن عضد شبابها ويبعدهم عن جادة الصواب وعن التمسك بدينهم الحنيف، لذا كانت جهود المملكة العربية السعودية سباقة في محاربة المخدرات والعمل على مكافحتها بكل الطرق والوسائل المساعدة في مكافحتها وإضعافها بل جعل المجتمع خاليًا من هذه الآفة الخطيرة التي تدمر الوطن ومكتسباته أجارنا الله وإياكم منها ، ويظهر ذلك الاهتمام في مكافحة المخدرات ، والحد من انتشارها من خلال تراس سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان نصره الله للجنة مكافحة المخدرات ، وما نراه في هذه الأيام من بداية حملة أمنية وطنية كبيرة لمكافحة المخدرات بصلاحيتها الجديدة بمتابعة وإشراف من مقام سمو ولي العهد. وقال: مما يساهم في القضاء على هذه الآفة الخطيرة توعية المجتمع بأضرارها وحثهم بعدم التساهل في الإبلاغ عن مروجيها ومتعاطيها، وكذلك مراقبة الإباء للأبناء بتوعيتهم والمبادرة في حثهم من عدم مرافقة أصدقاء السوء وأن يكونوا متعاونين في الحد من انتشارها بالنصح والتوجيه وإبلاغ الجهات المعنية، حفظ الله الآباء والأمهات والأبناء من منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء . وسأل الله تعالى أن يوفق قادتنا وولاة أمرنا للحفاظ على شبابنا وبلادنا من هذه الآفة الخطيرة ،وأن يحفظ بلاد المسلمين في كل مكان من الشرور والآفات . وحثّ إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين على أن ينظروا إلى ما حولهم وما في العالم من فتن واضطرابات وزعازع ، وأن يتأملوا أسبابها وبواعثها، وأن ينظروا في واقع الفرد والجماعة فيما بينهم ، وأن يتقوا الله في أنفسهم وفي أمتهم وفي أوطانهم (وَاتَّقُوا فِتْنَهُ لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَةٌ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، فسعادة الأمة وكرامتها وعزتها، يعتمد على عقيدتها وعلى أخلاقها وفضائلها .

مشاركة :