سوريا أقرب من أي وقت مضى من العودة للجامعة العربية

  • 5/5/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عمان - أكد أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني اليوم الجمعة أن سوريا ستعود قريبا إلى جامعة الدول العربية، ما يؤشر على تحقيق الجهود الدبلوماسية التي بذلت في هذا الإطار تقدّما كبيرا يجعل دمشق قاب قوسين من العودة إلى الحاضنة وطيّ صفحة عزلتها بصفة نهائية. وقال الصفدي إن سوريا لديها ما يكفي من الأصوات بين أعضاء الجامعة البالغ عددهم 22 لاستعادة مقعدها، لافتا إلى أن هناك العديد من التحديات التي تنتظرها في حل الصراع المستمر منذ أكثر من عقد في البلاد. وأضاف في تصريحات لمحطة "سي.إن.إن" أن "العودة إلى جامعة الدول العربية ستحدث. سيكون ذلك مهما من الناحية الرمزية ولكن... هذه مجرد بداية متواضعة جدا لعملية ستكون طويلة جدا وصعبة وتنطوي على تحديات نظرا إلى تعقيدات الأزمة بعد 12 عاما من الصراع". وصرح متحدث باسم جامعة الدول العربية الخميس أن الوزراء العرب سيجتمعون في القاهرة الأحد لبحث الوضع في سوريا وسط مسعى إقليمي لتطبيع العلاقات مع الرئيس السور بشّار الأسد. واستأنفت العديد من الدول العربية، بما في ذلك السعودية ومصر، في الآونة الأخيرة التواصل مع سوريا من خلال زيارات واجتماعات رفيعة المستوى، على الرغم من أن بعضها بما في ذلك قطر لا يزال يعارض التطبيع الكامل دون حل سياسي للصراع السوري. والتقى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في اجتماع عُقد في عمان الاثنين للمرة الأولى بوزراء عرب في إطار مبادرة أردنية لحث دمشق على التفاوض بشأن خطة سلام. وتصوغ المبادرة خارطة طريق لإنهاء الصراع تشمل معالجة قضايا اللاجئين والمعتقلين المفقودين وتهريب المخدرات والجماعات الإيرانية المسلحة في سوريا. وقال الصفدي إن استعداد سوريا لإحراز تقدم حقيقي في حل الصراع سيساعدها في الفوز بالدعم العربي الحاسم للضغط من أجل إنهاء العقوبات الغربية في نهاية المطاف والتي تشكل عقبة رئيسية أمام بدء جهود إعادة إعمار كبيرة. وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا في عام 2011 بسبب حملة القمع التي شنها الرئيس بشار الأسد على انتفاضة تطورت إلى حرب أهلية.  وتحاول الدول العربية التوصل إلى توافق في الرأي على احتمال دعوة الأسد لحضور قمة الجامعة في 19 مايو/أيار في الرياض لمناقشة خطى استئناف العلاقات وشروط السماح لسوريا بالعودة. ودائما ما قاومت السعودية استئناف العلاقات مع الأسد، لكن بعد التقارب في الآونة الأخيرة مع إيران، الحليف الإقليمي الرئيسي لسوريا، قالت إنه يتعين اتباع نهج جديد مع دمشق. وتقود الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي جهود عودة سوريا إلى الحاضنة العربية، كما تعمل على ضمان عدم اعتراض قطر ذلك في حال طرح الأمر على التصويت. وتعددت خلال السنوات القليلة الماضية مؤشرات انفتاح عربي تجاه سوريا بدأت مع إعادة فتح الإمارات لسفارتها في دمشق  العام 2018. ومع وقوع زلزال فبراير/شباط الماضي أسهم المدّ التضامني في تسريع تطبيع علاقات النظام السوري مع محيطه الإقليمي ووصف رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في تصريح إعلامي الشهر الماضي الحديث عن عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة بـ"التكهّنات"، مشددا على أن الدوحة تعتبر أن أسباب تعليق عضويّة دمشق مازالت قائمة. وبدوره أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط أن عودة سوريا إلى الجامعة خلال قمة السعودية "واردة جدا"، موضحة أن الأمر يجب أن يتمّ على مراحل. وقال أبوالغيط في تصريحات إعلامية الأربعاء إن عودة دمشق إلى مقعدها "يبدأ باجتماع ونقاش ثم توافق بين الدول الأعضاء في الجامعة وبعد ذلك تقدم دعوة إلى سوريا"، موضحا "عندئذ تأتي سوريا وتشارك في أي اجتماع وزاري آخر وتعود إلى كل فعاليات الجامعة العربية".  

مشاركة :