الناجي الوحيد من جريمة المعلم السعودي يروي تفاصيل "اللحظات العصيبة"

  • 2/16/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح محمد جبران سليمان المالكي الناجي الوحيد من هجوم الخميس الماضي على مكتب التعليم في محافظة الداير السعودية، أن الرصاص داهمه و5 من الضحايا داخل مكتب أحد زملائهم، وسقط 4 مع أولى زخات الرصاص، ثم آخر، مبينًا أنه تظاهر بالموت وسمع شخصا يقول: باقي ما متم؟، بحسب ما صرح به لصحيفة المدينة السعودية. وعن تفاصيل ما حدث قال: أعمل في الاتصالات الإدارية بالمكتب وكان آخر يوم عمل لي حيث تم تكليفي بالعمل في المستودع، وكنت أتحدث مع زملائي فإذا بالرصاص يداهمنا فانكببت تلقائيا على الكنبة في محاولة لتحاشي وابل الرصاص وبقيت كذلك ثابتا دون أي حركة، فانقطع صوت إطلاق النار وكنت أسمع صوت من لا زالوا على قيد الحياة من الزملاء يرددون الشهادة ويطلبون النجدة. وتابع: بعد وقت قصير عاد صوت إطلاق النار مجددا من الدور العلوي فحينها لم يساورني شك في أن هناك عصابة إرهابية تملأ المكان واستبعدت إطلاقا فكرة محاولة النهوض أو الهرب وقررت الاستمرار على وضعي دون أي حراك ممثلا دور الميت كمحاولة وحيدة للنجاة وبعد أن توقف إطلاق النار قليلا إذا بي أسمع شخص يقول: باقي ما متم؟.. ثم سمعت طلقتين وبعدهما ساد الصمت المكان وأنا لا زلت على نفس وضعيتي الأولى دون أي حركة. وأضاف: بعد قرابة العشر دقائق سمعت وقع أقدام مجموعة تأتي نحونا وبعد دخولهم لم أتحرك حتى قال أحدهم: (اللي منكم باقي حي يقوم الحكومة هنا) فرفعت رأسي بهدوء وإذا بي أرى رجال الأمن فتأكدت بأن مشيئة الله قد حالت دون إصابتي رغم ما أمطر به المكان من رصاص، فخرجت من المكتب واتجهت إلى سيارتي وأنا في وضع يرثى له وقدت سيارتي إلى خارج المكتب بطريقة غريبة وكأني حديث عهد بالقيادة، وعندما وصلت المنزل قابلتني عائلتي بذهول لم أر مثله وكان لذلك أثره الكبير عليهم وعلى حالتهم النفسية ولا زال بعضهم يعاني حتى هذه اللحظة، فقمت فور وصولي بالاغتسال وتبديل ثوبي فاكتشفت بأن هناك ثقوبا في ثوبي تدل على أن هناك رصاصتين قد اخترقتا الثوب من منطقة ما بين الساقين وكنت تدريجيا استرجع المشهد كما تسترجع الكابوس ذاكرة المستيقظ من نومه. وقال: تذكرت زملائي وما حدث لهم فخرجت فورا برفقة ولدي الأكبر (علي) في سيارته وطلبت منه التوجه إلى المستشفى لأطمئن على حالة زملائي وعند وصولنا كان هناك استنفار في المستشفى وتواجد أمني ولم أتمكن من الدخول فعدت إلى منزلي وأنا أمر بأسوأ حالة نفسية عشتها منذ أن عرفت هذه الدنيا، حيث لم أستطع لا النوم ولا تناول الطعام وبعد أكثر من 12 ساعة بدأت تناول الطعام تدريجيا أما النوم فقد جافى عيني طويلا وكلما أغمضتهما محاولا النوم يخيل لي صور زملائي وما رأيته من هول ما أصابهم وأحيانا يخيل لي عائلتي (السبعة عشر) وأتخيل أطفالي أيتاما فأنهض مجددا للهروب من تخيل ذلك. كما تحدث أكبر أبناء المالكي علي قائلا: فرحتنا أنا وإخوتي والعائلة بنجاة والدنا لا توصف. ومن جهته عبر جابر جبران المالكي الأخ الأكبر لمحمد عن سعادته وهو يرى أخيه في بيته وبين أبنائه بعد أن أنجاه الله من موت محقق. جدير بالذكر أن محمد جبران سليمان المالكي قد التحق بالعمل بالمكتب منذ عام 1421 وقبل ثماني سنوات تم ترسيمه على وظيفة كاتب بالمرتبة الرابعة وتزوج ثلاث نساء ولديه 15 ما بين ابن وبنت، ويبلغ من العمر خمسين عاما ويعاني من السكري وضغط الدم.

مشاركة :