رأى كُتّاب وخبراء أجانب وعرب أنّ مؤتمر الشارقة للرسوم المتحرّكة يشكّل قيمةً إضافيّةً ونوعيّة للطفل، ويفتح آفاق التبادل وقراءة التقنيات الجديدة والخبرات على مستوى العرب وأوروبا، فضلاً عن فتح آفاق الإبداع وتطوير المحتوى، بما يسهم في تطوير التلقّي الإبداعي والمعرفي وتوصيل الرسائل الإنسانيّة من خلال هذه الصناعة الإبداعيّة المميزة. وشددوا على أنّ المؤتمر الذي هو إحدى ثمار مهرجان الطفل القرائي الذي يقام في الشارقة بدورته الـ 14، يعكس ما يتوخّاه الخبراء والمتخصصون من ضخّ لثقافة منتقاة تضيف الكثير إلى العمليّة التعليميّة، وتدعو إلى الابتكار واكتساب المعارف وتنميتها. تنمية الخيال أكّد روبن لين، المدير المسؤول في استوديوهات Activision Blizzard، أهميّة مؤتمر الشارقة للرسوم المتحرّكة في التقاء المهتمين وصنّاع المحتوى والمبدعين على مستوى العالم، بما للرسوم المتحرّكة من فائدة تنعكس على قدرات الطفل وتنمية خياله والانتقال به إلى عوالم ونوافذ جديدة، بل وأساليب جديدة في التفكير والسلوك، فضلاً عن اكتساب المعلومات الثقافيّة والتعليميّة، من حيث اهتمام بعض الأفلام ببيئات جغرافيّة معيّنة، خصوصاً أنّ الطفل عن طريق الرسوم المتحرّكة يتزوّد برحلات رائعة ومعارف متقدّمة في مرحلة مبكّرة، كأن يسافر في الفضاء أو يصعد الجبال أو يسامر الوحوش أو يتعرّف إلى قضايا معقّدة في جسم الإنسان، وما إلى ذلك مما يغذّي مراحل نموّه المستقبلي. تعزيز الإبداع من جهته، قال فرانشيسكو ماريوتي، الأكاديمي بنيمو فارونس بإيطاليا، إنّ مؤتمر الشارقة للرسوم المتحرّكة كأوّل معرض يهتم بالرسوم المتحرّكة في الشرق الأوسط، له فوائد عديدة في تعزيز الإبداع والاحتراف، من خلال برنامج ثري يشتمل على ورش عمل مناسبة ومدروسة وتفتح آفاق المشاركين على الإبداع، نظراً لحضور خبراء الصناعة والفنانين المعروفين في هذا المجال. كما رأى أنّ المعرض هو أوسع من كونه فقط محتوى ترفيهياً، باعتباره فنّاً قائماً بذاته وله أسسه وشروطه ومنطلقاته. وعلى المستوى الشخصي، أعرب ماريوتي عن سعادته في المشاركة بهذه التظاهرة الثقافيّة الفنيّة والمعرفيّة، مؤكّداً ما للرسوم المتحركة من قدرة على إلهام الناس، داعياً إلى البحث الدائم والمواكبة وتحقيق التميّز في هذا المجال. علامة إضافيّة ورأى ستيفان كاسيني ديلا، من أكاديميّة نيكو دي فلورنسا بإيطاليا، أنّ المؤتمر يشكّل علامة إضافيّة بما يسهم به من تطوّر فنّ الرسوم المتحرّكة بالبحث وتبادل الرؤى والنقاش، في الإمارات والمنطقة العربيّة، علاوةً على تكريسه لعملية التواصل والتعاون الفني مع أوروبا وإيطاليا على وجه التحديد، مضيفاً أنّ الحضور الكبير وغير المتوقّع لفئة الشباب في ورشات المؤتمر والمشاهدة عن كثب بشكل تطبيقي ونظري، يؤكّد أنّ مجال الرسوم المتحركة أصبح جزءاً مهمّاً كثقافة إنسانيّة على مستوى العالم. وقال: «إنّ الجميل في مؤتمر الرسوم المتحركة هو مقدرة هذا الفنّ على توصيل الرسالة الإنسانيّة بشكل سريع وسهل ورائع يدعو إلى الإعجاب». الظفيري: نقاشات ثريّة عبّر الكاتب السعودي المتخصص في أدب الطفل فرج الظفيري عن سعادته للمشاركة في هذا المؤتمر، كونه يعدّ إضافةً نوعيّة وجزءاً من فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، مستعرضاً أهميّة المهرجان وورشاته والمشاركين فيه، بما يحتاجه كتّاب الطفل والعاملون فيه من مهارات جديدة ونقاشات ثريّة في تقديم القصص وكتب الطفل. واعتبر الظفيري أنّ المحتوى عنصر مهمّ من عناصر نجاح الأعمال الإبداعيّة، وهو ما يعزز عمليّة الجذب المتوخاة من أدب الطفل بتقنيات وأساليب جديدة تشدّ المتلقي وتدعوه إلى التفاعل، من خلال المؤثرات والصور التفاعليّة والصوت لتحقيق غاية استماع الطفل إضافةً إلى كونه قارئاً، وهو ما يدفع بالعمليّة القرائيّة له نحو التقدّم والتطوّر بشكل أكثر متعةً وتأثيراً.
مشاركة :