طفل ياباني من أصل فرنسي يدخل تاريخ مسرح كابوكي التقليدي

  • 5/6/2023
  • 23:39
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على غرار معظم الفتيان اليابانيين في سنه، يحب ماهولو تيراجيما البيسبول وألعاب الفيديو، لكن بما أنه ممثل في "كابوكي"، يخصص جزءا من وقته لممارسة هذا النوع المسرحي الذي يتضمن القيام بحركات بالسيف والرقص بالمروحة. وبدأ هذا الطفل الياباني من أصل فرنسي البالغ عشرة أعوام المشاركة للمرة الأولى رسميا هذا الأسبوع في مسرحيات كابوكي مستخدما اسما مسرحيا جديدا هو أونوه ماهولو، على مسرح كابوكيزا، الأبرز في طوكيو في مجال كابوكي التقليدي الذي يضم ممثلين ذكورا فقط. ويقول ماهولو تيراجيما لوكالة فرانس برس: "إنه عمل صعب"، مشيرا إلى أنه يشعر أحيانا بالغيرة من زملائه في المدرسة الذين لا يمارسون هذا النشاط. ويتابع: "يجب ألا أقترف أخطاء في الرقصات أو السيناريو، وعلي ألا أنسى حركات من مشاهد قتالية"، مؤكدا أن من الصعب أن يكون الشخص ممثل كابوكي وتلميذا في الوقت نفسه. ويقول: "لكنني مصمم على النجاح". تعد مشاركة الأطفال في التمثيل شائعة في مسرح كابوكي، إذ يشارك راهنا تسعة فتيان آخرين دون سن الـ12 في عروض مسرحية مماثلة. ويمثل ماهولو استثناء لسببين، الأول أنه لم يرث هذه الممارسة عن أبيه كما هو معتاد، والثاني أنه أول ممثل كابوكي يحمل جنسيتين رسميا. فالممثل إيشيمورا أوزايمون الـ15 (1874 - 1945) الذي تبنته عائلة من الطبقة الوسطى، يرجح أن يكون أبوه فرنسيا أمريكيا، لكن جرى التكتم عن أصوله المختلطة. وتقول شينوبو تيراجيما، والدة ماهولو وابنة ممثل كابوكي شهير هو أونوي كيكوجورو السابع الذي صنفته الحكومة اليابانية "كنزا وطنيا حيا"، "ربما أبالغ بقولي إن ماهولو يطبع التاريخ". وشينوبو تيراجيما هي ممثلة مسرحية وتلفزيونية وسينمائية، لكن كونها امرأة لم تتمكن من تجسيد إحدى شخصيات كابوكي. ويتميز هذا النوع المسرحي الياباني الذي ظهر في بداية القرن الـ17، بارتداء الممثلين فيه أزياء ملونة ووضعهم شعرا مستعارا ثقيلا، إضافة إلى توليهم الغناء والرقص والعزف وسط ديكور كثيف. وكانت النساء يشاركن في مسرحيات كابوكي بداية، لكن السلطات اليابانية ما عادت تسمح سوى للممثلين الذكور بممارسة هذه المهنة، واستمر العمل بهذه القاعدة حتى اليوم. وتقول تيراجيما: "جرت العادة على أن يكبر الممثلون في المجال وهم يشاهدون آباءهم في المهنة، معتقدين أنهم مذهلون، وراغبون في أن يمارسوا النشاط نفسه". واستطاعت المرأة نقل شغف "كابوكي" إلى نجلها من خلال جعله يكتشف هذا المجال باكرا. وكان ماهولو يمضي ساعات في مسرح كابوكيزا عندما كان يبلغ عامين، فيما بدأ يصعد المسرح وهو في الرابعة.

مشاركة :