القاهرة - سيد عبدالقادر: إذا زرت محلات الصاغة في مصر هذه الأيام، فستدرك أن هناك سعرين لشراء الذهب، السعر الرسمي والذي يحدده سعر الدولار المعلن من البنك المركزي وهو 30.95 جنيها، وهو سعر على الورق فقط، أما السعر المعمول به فهو الذي يحدده سعر الدولار في السوق السوداء وهو 45جنيها . ورغم التفاوت الكبير في السعر فالإقبال كبير على محلات الصاغة، لشراء السبائك والجنيهات الذهبية التي أصبحت ملاذا آمنا لمدخرات المصريين، بعد تخفيض سعر الجنيه ثلاث مرات خلال عام وفي ظل الحديث عن تخفيض أو تعويم مرتقب. ولذلك أكد تقرير مجلس الذهب العالمي، أن الطلب على المعدن الأصفر تضاعف في مصر بالربع الأول من 2023. وكشف التقرير عن تضاعف الطلب على شراء السبائك والجنيهات الذهبية في مصر إلى 7 أطنان خلال الربع الأول من العام الحالي، نظرا إلى إقبال المصريين على الاستثمار بالمعدن الأصفر بغرض الادخار والتحوّط من التضخم. وأشار مجلس الذهب العالمي، في تقريره ربع السنوي، الصادر الجمعة، إلى أن تخفيض قيمة الجنيه عدة مرات في عام، بموازاة تفاقم وتيرة التضخم، دفعا المصريين إلى البحث عن ملاذ آمن لأموالهم عبر شراء السبائك والجنيهات الذهبية. وقال التقرير إن المصريين جاءوا في المرتبة الخامسة حول العالم من حيث ارتفاع الطلب على السبائك والعملات الذهبية، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2023، بعد تركيا، والصين، واليابان، وإيران. وقفز سعر الذهب عيار 21 قيراطاً، الأكثر شعبية في مصر، 58% منذ بداية 2023، وبأكثر من 167% خلال 12 شهراً، ليسجل 2600 جنيه للجرام الواحد (ما يعادل 84 دولاراً أمريكياً)، وفقاً لمتعاملين في أسواق الصاغة، في حين تجاوز سعر الجنيه الذهب 21 ألف جنيه، ووصل إلى 23 ألفا في يوم واحد. على صعيد شراء المجوهرات، لم يكن ضعف العملة رادعاً في مصر، حيث أفاد مجلس الذهب العالمي أن الطلب على المشغولات الذهبية زاد 6% في الربع الأول على أساسٍ سنوي. في أول ردّ فعل رسمي على ارتفاع أسعار الذهب، أعلن وزير التموين علي مصيلحي، الأسبوع الماضي، أن وزارته تسعى إلى تقديم اقتراح للحكومة يتيح للمصريين العاملين في الخارج استيراد الذهب من دون جمارك، خاصة السبائك والجنيهات الذهبية، كأحد الحلول لكبح جماح تضخم أسعار الذهب في السوق المحلية.
مشاركة :