أسهم مهرجان دبي للمأكولات، أكبر مهرجان سنوي لفنون الطهي في المنطقة، بإحداث تغييرات كبيرة على مشهد الطعام في دبي على مدار السنوات العشر الأخيرة، إذ شهد منذ انطلاقته عام 2014 تطورات مهمة استعرض من خلالها التنوع الديناميكي والمبتكر للطعام في دبي حيث انطلق بمشاركة ما يزيد على 5000 مطعم في المدينة، مواكباً التغييرات السريعة التي يشهدها قطاع الأغذية لخلق تجارب تذوق جديدة للزوار، حيث يسعى المهرجان باستمرار إلى تطوير عروضه وتزويد الزوار بتجارب فريدة. وشكلت الدورة الأولى من المهرجان علامة فارقة مع إطلاق كانتين الشاطئ في ثلاثة مواقع شاطئية، والذي يعد الأول من نوعه في دبي، حيث حققت نجاحاً كبيراً في جذب الزوار إليها من كل مكان، كما أصبح مهرجان دبي للمأكولات حافزاً للتغيير مع استمراره في التطور عبر السنين والتركيز بشكل أكبر على تقديم تجارب الطعام في مواقع خارجية في الهواء الطلق، مع اعتماد مفهوم عربات الطعام، والتنوع في الأماكن المخصصة لتقديم الطعام على الشاطئ وفي مناطق مختلفة في الإمارة، إلى جانب توفير عروض الموسيقى الحية في المطاعم والفنادق المختلفة في الإمارة، وذلك بما ينسجم مع الجهود المتبعة لتطوير سبل تقديم الطعام في الإمارة. ومنذ انطلاقة المهرجان، كانت النكهات الإماراتية من الركائز الأساسية للحدث، حيث وجد عدد من المطاعم الإماراتية ضمن فعاليات أسبوع دبي للمطاعم، وفي كانتين الشاطئ، إضافة إلى جميع أنشطة المهرجان الأخرى، ومن بينها المطعم الإماراتي "لقمة"، والذي يعد مشاركاً دائماً في مهرجان دبي للمأكولات، إضافة إلى مشاركة مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الحضاري لتوضيح أهمية الطعام في الثقافة الإماراتية ودوره في اجتماع أفراد العائلة والأهل والأصدقاء على مائدة واحدة، كما شهد المهرجان خلال السنوات الماضية مشاركات متزايدة من المطاعم الإماراتية التي تم إدراجها في المهرجان، مثل: أصيلة، الفنر، سراج، سبعة والخيمة وغيرها. وعلى مدار العقد الماضي، واصل مهرجان دبي للمأكولات تطوير عروضه، وذلك بالتعاون مع مشاهير الطهاة من حول العالم، إلى جانب شخصيات إعلامية ورياضيين محترفين ورواد في فنون الطهي، لتزويد الضيوف بتجارب لا تُنسى، وكان من أبرز النجوم الذين تعاونوا مع المهرجان، نجوم MasterChef، الأسترالي جورج كالومباريس وغاري مهيجان، مانو فيلديل من My Kitchen Rules، وشخصيات مشهورة مثل: مات موران، وشانون بينيت، وجيسون أثيرتون، وسانجيف كابور، ومحمد أورفالي، وجريج معلوف، والشيف منال العالم، ونجمة التنس سيرينا ويليامز. ويعد تعزيز مكانة دبي كمركز للمواهب المحلية في فنون الطهي، أحد الأهداف الرئيسة لمهرجان دبي للمأكولات، إلى جانب تسليط الضوء على مجموعة من الجواهر الخفية في جميع أنحاء المدينة، والتركيز على الابتكار في مجال الغذاء والاستدامة، ولتحقيق ذلك سعى المهرجان لعقد شراكات مع العلامات التجارية المتخصصة في هذا المجال والتي تتخذ من دبي مقراً لها. كما ساهم في تقديم الدعم للمطاعم الصغيرة لتعزيز أعمالها وتسليط الضوء على مكانتها في الإمارة، مثل: Maiz Tacos، BB Social، Avli by Tashas، Arabian Tea House، Akiba Dori، Kinoya و High Joint التي كانت في السابق مجموعة من الشركات الناشئة وباتت اليوم وجهات مميزة في دبي لعشاق الطعام والنكهات اللذيذة. تأسست High Joint من قبل رائد الأعمال د. حمد العور كما حصلت على العديد من الجوائز المرموقة، وتعاونت مع العديد من العلامات التجارية في المنطقة أبرزها BB Social or Akiba Dori. تعتمد المطاعم في دبي أفضل السبل العالمية لتوفير الخدمات والتجارب للمواطنين والمقيمين والزوار في الإمارة، الأمر الذي انعكس من خلال حصول إمارة دبي على مدار السنوات العشر الماضية، على العديد من الجوائز والأوسمة، مع إطلاق دليل ميشلان الأول لدبي في 2022، لتصبح بذلك دبي أول مدينة في الشرق الأوسط تضم مطاعم مدرجة في لائحة «ميشلان»، وكذلك وصول دليل "غولت آند ميلو" الشهير للمأكولات إلى الإمارة، وتصدر مطاعم دبي عدداً من المراكز العشرة الأولى في جوائز "أفضل 50 مطعماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" على مدار العامين الماضيين. وباتت دبي اليوم، موطناً لتجارب الطعام المتنوعة، حيث تضم اليوم أكثر من 13000 مطعم ومقهى متنوع يتم من خلاله استعراض ثقافات أكثر من 200 جنسية مختلفة في المدينة، ابتداءً من المطاعم المحلية والمطاعم الفاخرة، وصولاً إلى صالات تقديم الطعام، و"الجواهر الخفية"، ومقاهي الأحياء، والتي تمثل معاً في دبي مشهداً فريداً لفنون الطهي وفق المعايير الدولية.
مشاركة :