قال المحلل السياسي عبد الحميد سليمان، إن الشعب الليبي ما زال يعاني بسبب الحالة المعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد في الوقت الراهن، مع حرص مسؤولو حكومة الوحدة الوطنية في لييبا في الترويج لنجاح حكومتهم. وأضاف "سليمان"، أن هناك حالة من عدم الاستقرار الأمني التي تنتشر ضمن مناطق سيطرة الحكومة وميليشيات المسلحة، والتي تتسبب في خوض العديد من المعارك، مثلما حدث في مدينة الزاوية التي شهدت مظاهرات عنيفة منذ أواخر الأسبوع الماضي، بسبب الاشتباكات المسلحة العنيفة التي اندلعت بين ميليشيات تابعة للدبيبة، وأسفرعن مقتل أربعة مدنيين بالإضافة إلى عشرات الجرحى. ونوه إلى أن الفوضى الأمنية والمظاهرات المندلعة في مدينة الزاوية، شجعت الرافضين للوضع الإقتصادي المتردي للخروج عن صمتهم والإعلان عن إضراب مفتوح إلى حين تحقيق مطالبهم، أيدهم فيها شباب ومشايخ مدينة الزاوية، مشددين على دعمهم الكامل لحراك تصحيح المسار. وأشار إلى أن مدير عام منحة الزوجة والأبناء في وزارة الشؤون الاجتماعية بحكومة الوحدة، صرح بأنه سيتم استهداف 70 ألف عائلة للتسجيل في منحة الزوجة والأبناء، وسيتم فتح المنظومة لتسجيل خلال الايام القليلة القادمة، مضيفًا أن هذه المبادرات الهدف منها ترويج الدبيبة لنفسه، بغض النظر عن كفاءته أو مدى شعبيته، وهو ما أكدته تصرفاته العديدة منذ لحظة توليه منصبه وفقًا لمخرجات ملتقى الحوار الوطني برعاية الأمم المتحدة في العام 2020. ولفت إلى أن الدبيبة يسعى للترويج لنفسه في سياق عمل مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي، من أجل تحقيق مبادرة إجراء إنتخابات في لييبا قبل نهاية العام الجاري، مضيفًا: "الدبيبة باقٍ بدعم غربي أمريكي على رأس حكومته، ولا شك بأنه ماضٍ في الترشح لإنتخابات باتيلي المقبلة". وتابع المحلل السياسي: "الدبيبة قام خلال سنتين فقط بتوقيع العديد من الإتفاقيات الإقتصادية والأمنية الطويلة الآجال والتي لا تحقق مصالح للدولة الليبية، مع تركيا وإيطاليا والولايات المتحدة، كما قام بتسليم مواطن ليبي للولايات المتحدة، بالإضافة إلى مسألة توطين المهاجرين في الجنوب الليبي، حاولت فيها منظمة إيطالية تدعى "آرا باتشي" مدعومة من الحكومة الإيطالية، التخفيف من عبئ المهاجرين عبر توطينهم في فزان الليبية بغض النظر عن مخاطر إحداث تغيير ديموغرافي في البلاد.
مشاركة :