حثت الهيئة الحكومية الدولية للتنمية "إيغاد"، اليوم الأحد، طرفي الصراع السوداني على اغتنام فرصة المحادثات في جدة لوقف إطلاق النار. ودعت في بيان القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى "الموافقة الفورية وغير المشروطة على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية للسماح للسكان المدنيين والعائلات بالوصول إلى الحماية والممرات الآمنة للتنقل والوصول إلى خدمات الرعاية الصحية وتلبية احتياجاتهم الغذائية". كما أشادت بالجهود الإقليمية والدولية للعمل من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في السودان بما يخدم مصلحة الشعب السوداني والمنطقة. يأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة المشاورات في جدة بين موفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، بمبادرة سعودية أميركية. وقد رحبت الأطراف المدنية في السودان بتلك المبادرة، وحثت القوتين المتقاتلتين على الالتزام بها، ووقف الصراع. يذكر أنه منذ تفجر الاشتباكات بين الجانبين في 15 أبريل الماضي، أعلن عن 7 هدن في السودان، من أجل فسح المجال للمدنيين بالخروج إلى مناطق آمنة، وتسهيل عمليات إجلاء الأجانب، وفتح طرق الإمدادات لا سيما الطبية، إلا أن جميعها لم تصمد، في ظل تقاذف الاتهامات وتحميل المسؤوليات بين الطرفين. بينما حذر المجتمع الدولي من انزلاق البلاد إلى أتون الفوضى، منبهًا من وضع مأساوي فيما يتعلق بالقطاع الصحي أو أزمة النزوح واللجوء إلى الدول المجاورة. بدوره، أشار مركز "صوفان" للأبحاث إلى أنه "مع إجلاء العديد من الأجانب بالفعل واستعداد آخرين لمغادرة السودان، يُحتمل أن يكون الطرفان يتحضّران لصراع بلا هوادة من أجل السيطرة على البلاد". ويمتلك الجيش السوداني - السادس من حيث العدد في إفريقيا جنوب الصحراء، وفق مركزي "ميليتاري بالانس بلاس" (Military Balance Plus) و"إنترناشونال إنستيتيوت فور ستراتيجيك ستاديز (IISS) - سلاح الجو، بينما قوات الدعم السريع تقاتل على الأرض فقط. إلا أن القوة الجوية لم تمنح الجيش السوداني إمكانية إطلاق رصاصة الرحمة" على قوات الدعم السريع كما كان يأمل، حسب ما أوضح علي فرجي من جامعة غوتنبرغ في السويد لوكالة فرانس برس. فلكي تكون الضربات الجوية فعالة، "ينبغي أن تكون الأهداف محددة بدقة من خلال معلومات قوية على الأرض أو عبر الأقمار الاصطناعية، وهي أداة لا يملكها الجيش"، وفق الخبير نفسه. كما أن الجيش لا "يستطيع إلقاء قنابل بكثافة في أي مكان في الخرطوم، فهناك مدنيون والطرفان لديهما كذلك قوات على الأرض"، وفق ما أشار كريغ. فيما تتمتع الدعم السريع من جهتها بالقدرة على التحرّك السريع بعربات خفيفة في مدينة مساحتها أكثر من ألف كيلومتر مربع مقسمة إلى ثلاث مناطق بسبب مرور فرعي النيل، الأزرق والأبيض، فيها: وهي الخرطوم جنوبا والخرطوم بحري في الشمال وأم درمان في الشمال الشرقي. إلا أن السيطرة على الخرطوم ليست بالأمر السهل وفق الخبراء. فقد رأى فرجي أنه "ليس هناك معركة واحدة من أجل السيطرة على العاصمة، بل معارك عدة". واعتبر أن "السيطرة على أم درمان، على سبيل المثال، لا يساعد بالضرورة على الاستيلاء على الخرطوم بحري"، إذ إن هذه المناطق منفصلة وتربطها ببعضها بعض جسور استراتيجية. كما أن الأرض التي يمكن أن يكسبها أحد الطرفين قد يخسرها مرة أخرى في أي وقت. يشار إلى أنه منذ تفجر القتال بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في 15 أبريل الماضي، أعلن عن نحو 7 هدن إلا أنها انتهكت جميعها، فيما البلاد تغرق في الفوضى. وقد تواصل نزوح الآلاف من العامة الخرطوم إلى ولايات أخرى أكثر أمنًا أو حتى إلى الدول المجاورة. فيما سقط مئات القتلى من المدنيين وأصيب أكثر من 5000.
مشاركة :